النساء يلقونها من الشرفات. .مصريون يروون لـ الميزان ذكرياتهم مع “حلوى المولد”
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بمجرد مرورك هذه الأيام في احدى شوارع المناطق الشعبية أو حتى مناطق وسط القاهرة ستجد المصريون كعادتهم يصطفون امام محلات تبيع الحلوى لـ شراء “حلوى المولد” وفي الشوارع الخلفية لن تسمع إلا أصوات الباعة ينادون على زبائنهم ولا ترى في محلات الحلويات ذات الطابع الكلاسيكي الذي يذكرنا بخمسينيات القرن الماضي في منطقة وسط البلد الطاولات التري تراها متراصة أمام محلات الحلوى في المناطق الشعبية لكن الحلويَّات تشابهت في أشكالها وأسمائها وأختلفت في أسعارها وجودتها حسبما أوضح زبائنها للميزان.
الأسعار ولعت نار
الأسعار كانت في المتناول زمان هكذا تقول السيدة (اسم مستعار)44 عام والتي أتت إلى من الهرم لإحدى محلات منطقة العشرين بشارع الملك فيصل بالجيزة لتشتري حلوى المولد كعادتها كل عام تنظر إلى ما اقامت بشرائه نظرة الحنين إلى سنوات مضت وتحكي:”كنا بنشتري كتير زمان لان الاسعار كانت كويسة عن دلوقتي احنا بنشتري العلب الجاهزة وبجيب اتنين واحدة للبيت والأولاد وواحدة لماما كل سنة والطعم متغيرش وولادي زيي بيحبوا الهريسة والفولية لكن جوزي مبياكلهاش خالص.
أسناني مبقتش تستحمل
أما أبو عبد الرحمن 61 عام و الذي جاء من منطقة حدائق الزيتون ووقف ينظر إلى الحلوى المعروضة داخل محل الفاليرو الشهير بمنطقة التوفيقية المجاورة لشارع 26 يوليو بوسط البلد يقول:”مش فاكر موضوع الطعم ده ممكن يكون اتغير شوية لان الدنيا كلها اتغيرت عن زمان الاسعار أضرب ف 100 زي ما انت عايز الاسعار بقت غالية وانا في العادة زمان بشتري من تسيباس وممكن الفاليرو وساعات العبد بس كانت الاسعار معقولة عن كدا لكن السنادي طبعا غالية والسنة اللي فاتت واللي قبلها بس بالنسبة للطعم كان في بركة البركة زمان غير دلوقتي وبنجيبها علشان العيال لكن اسناني دلوقتي مبتستحملش وكل حاجة كانت فيها بركة وخير زمان مش حلاوة المولد بس.
الحلاوة مبتتغيرش
ويرى الحاج مصطفى 67 عام صاحب محل “معرض الحلويات الشرقية” بشارع محمد بك الألفي بالقاهرة أن حلوى المولد طعمها زي ما هو الحلاوة مبتتغيرش علشان زي ما هي من أيام زمان اوي وانا مبشتريش حلاوة! لأني بصنعها وفي العادي بدوقها عشان عارف زبايني بيحبوا ايه وعارف ذوقهم ولازم اتذوقها زي ما هما عايزين وزي ما هشكر في طعمها الزبون هيشكر فيه بردو ودي شغلانتنا من الستينات ومسألة الاسعار دي مش بإيدينا طبيعي الاسعار بتختلف عن زمان لكن دلوقتي اغلى بكتير طبعا والاقبال قل جدًا قد يكون بسبب المدارس وكمان المصاريف غيرت من طريقة الشراء اللي كان بياخد علبة كبيرة دلوقتي بياخد علبة صغيرة متذكرًا أيام الحصان وعروسة المولد الذي كان يصطفون الأطفال للحصول عليه في الماضي.
إقرأ أيضًا…حدث داخل الأندلس .. المسلمون تنافسوا مع المسيحيين في الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
النساء يحدفن الحلوى من النوافذ
لكن محمد عبد الجواد 49 عام والذي جاء من نجع حمادي إلى القاهرة يشتري حلوى المولد من محل العبد الشعير بشارع طلعت حرب بوسط البلد في مأمورية بعمله بمصنع الألومنيوم يقول للميزان:”موضوع الحلويات بالنسبالي شئ من الكماليات مش اساسي وبجيبها عشان اولادي وفرحة وطقس من طقوس المولد رغم اني متحفظ على فكرة الاحتفال بالمولد لأنه ميبقاش بالحلويات على قد ما لازم ناخد منه عظة وعبرة ونقتدي بـ سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونصايحه وكل أحاديه لكن الحلويات من فترة للتانية انا ملاحظ ان محلات الحلويات بتتفنن وكل مرة بتطلع انواع واشكال مختلفة في كل عام وطريقة التغليف بقت مختلفة وانا بشكل شخصي لاني بعاني من مشاكل في الأسنان مليش تقل على الحلويات وبحاول بقدر الامكان ابعدهم من أكل الأشياء الجافة وفي طفولتي وانا راجل صعيدي كنا أيام المولد بنخرج مع الطرق الصوفية بالأعلام وكنا بنجري وراهم ويلفوا الشوارع في القرية والاسر بقى والامهات من الشبابيك والنوافذ بيحدفوا عليهم حلوى وتوفي.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال