الهادي الجويني .. أستاذ الموسيقى التونسي الذي عانده الحظ فلم يلحن للست وغنى له الكينج
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
عام 2008 قدم المطرب محمد منير ألبوم بطعم البيوت، وفي أغنيات الألبوم كان هناك أغنية بعنوان تحت الياسمينة، الأغنية التي كانت ربما من أجمل أغاني منير في حياته ولكن الحقيقة أنها ليست اغنية محمد منير بل هي اغنية لأحد أعظم مطربي تونس والوطن العربي اغنية ألحان وغناء الهادي الجويني.
ولد الهادي الجويني عام 1909 في تونس وتلقى تعليمه في مدرسه الكتّاب وتعلم فيها القرآن الكريم والتجويد وأحكامه ومنها أنتقل الي مدرسة باب الجديد وبعدها إلى مدرسة الصادقية، لينهى تعليمه ويعمل بعد ذلك في صياغة الذهب.
الهادي الجويني كان محبا للغناء والطرب منذ الصغر فكان يحفظ الأغاني القديمة للشيخ سيد درويش ولمحمد عبدالوهاب الذي كان بدأ الغناء صغيرا وتعلم الهادي الجويني الموسيقى والغناء على يد معلم إيطالي يدعى بونوار، وفي احدي الليالي في الثلاثينات كان يقام في تونس حفل عود للموسيقار وعازف العود اللبناني فريد غصن وهنا بدأ حب الهادي الجويني للعود ليقرر تعلم العزف على العود.
تعلم الجويني العزف على العود لدرجة أنه بعد فترة أصبح أستاذا يعلم الطلبة في المعهد الفرنسي للموسيقى أساسيات العزف على العود.
أول ألحان الهادي الجويني كان لحن اغنية ” شيري حبيتك” وشاركته الغناء المطربة شافية شكري، بعدها ألتحق الجويني بجماعة ثقافية في تونس تسمى جماعة ” تحت السور” نسبة إلى مقهى تحت السور الذي كانت تلتقي فيه الجماعة بالحي الشعبي المحاذي لباب سويقة.
ومن أعضاء تلك الجماعة التي كان همها الارتقاء بالأدب والفن والعلوم في تونس ” أبو القاسم الشابي ومحمود بيرم التونسي وزين العابدين السنوسي وعبدالرزاق كرباكة ومصطفى خريف والهادي العبيدي وعلى الدوعاجي والصادق ثريا ومحمد المرزوقي وغيرهم.
ولحن الجويني العديد من القصائد التي كتبها أعضاء جماعة تحت السور، ومن جماعة تحت السور ألتحق الجويني بعدها إلى المدرسة الرشيدية، أو المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية والذي اسسه محمد الرشيد باي وهو أحد اعلام الفكر والثقافة والأدب في تونس، واسسه من أجل محاربه محاولات المستعمر لطمس الهوية العربية في تونس وفي المعهد تلقي الهادي الجويني جرعات مكثه من الموسيقي العربية والموشحات الأندلسية.
وفي عام 1938 ألتحق الجويني بالإذاعة التونسية فور تأسيسها وكان وظيفته عازف وملحن ضمن الفرقة الموسيقية بالإذاعة ولكنه قدم أيضا العديد من البرامج الموسيقية مع الإذاعة.
وقدم الجويني خلال مسيرته ما يقرب من 600 أغنية ربما أشهرها لنا هنا في مصر أغنية لاموني اللي غاروا مني واغنية تحت الياسمينة والتي كتبتها ” سيدة عزة” ولم يثبت انها كتبت غير اغنية تحت الياسمينة والتي خلدها الجويني بلحنه المختلف المبدع.
زار الهادي الجويني مصر عام 1950 وقدم احتفى الموسيقيين المصريين بقدومه احتفاء كبير واقامت له جمعية الموسيقيين استقبالا مميزا وقدمته المطربة التونسية التي كانت تعيش في مصر ” حسيبة رشدي” إلى الموسيقار زكريا أحمد ليسمع منه زكريا أحمد لحن عتاب وعلى الفور قال الشيخ زكريا ان هذا اللحن يصلح للست أم كلثوم.
وبالفعل ذهب الشيخ زكريا والهادي الجويني إلى الست أم كلثوم التي أعجبها اللحن وأبدت استعدادها لغنائه ولكنها سافرت من أجل العلاج وطالت مدة غيابها فعاد الجويني إلى تونس دون أن تغني له الست، أو يجد فرصه اخري.
وظل الجويني وحتى نهاية حياته يقدم موسيقاه المميزة حتى توفي في 30 نوفمبر عام 1990 عن عمر يقارب 81 عام.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال