“الوضع تخطى الكارثي”.. ماذا ينتظر قطاع غزة بعد؟

زادت المناشدات من قبل المؤسسات بقرب دخول غزة مجاعة حقيقة، بعد استمرار الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 155 يومًا، في ظل نقص الإمدادات الإنسانية، وتعرض الأطفال إلى الوفاة نتيجة سوء التغذية وعدم التوصل إلى هدنة وسط محاولات من الدول الوسيطة قطر ومصر والولايات المتحدة في ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مطلب حركة حماس بشأن الهدنة.

غزة والحرب

الوضع أصبح أكثر من كارثي في غزة إذ تتزايد أعداد الشهداء في كل دقيقة ليتخطوا حاجز الـ 30 ألف شهيد، فوفقًا لوزارة الصحة الفلسطينة في أحدث تقرير لها فإن أعداد الشهداء في غزة بلغت نحو 31645 شهيدًا، و73676 إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي.

تلك الأرقام وإن كانت صحيحة 100% فهي تدل على الحد الأدني فقط من العدد الحقيقي، وفقًا لمدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، والذي أكد أن ما يتم إصداره من إحصائيات حول الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عن الجهات الحكومية صحيح ودقيق بنسبة كبيرة جدًا، لكنها تمثل الحد الأدنى من أعداد الشهداء والجرحى.

وأوضح “الثوابتة” أن أعداد كثيرة من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم إذ بلغ أعدادهم نحو 7000 شهيدًا، هذا بجانب أعداد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات ولم يتم تدوين أسمائهم حتى الآن.

“الوضع كارثي وتعجز الكلمات عن وصفه”.. هكذا وصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع في قطاع غزة والحرب. مؤكدًا أن الوضع الإنساني تفاقم بشكل كبير.

تصريحات منظمة أطباء بلا حدود جاءت بالتزامن مع تصريحات منظمة مدير مكتب الإعلام في الأونروا بغزة، والتي أكدت أن هناك نقصًا حادًا في جميع المواد الغذائية الأساسية، وأن الأوضاع كارثية شمالي القطاع.

وأوضحت مدير مكتب الإعلام في الأونروا أن كما أكدت أن التقارير الواردة إليهم تفيد أن أكثر من ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر مجاعة حقيقية.

فإن كان الكبار يستطيعون تحمل الجوع، فالأطفال لن تتمكن وهذا ما ظهر خلال الفترة الماضية، بزيادة أعداد وفيات الأطفال نتيجة سوء التغذية بشكل غير مسبوق وهو الأمر الذي أكدته كلًا من منظمة الصحة الفلسطينية ومنظمة الأونروا ومنظمة اليونيسف، وقالت الأخيرة، إن عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم في غزة مفجع.

أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، فأكدت أن طفلًا من كل 3 أطفال دون السنتين في شمال غزة يعاني من سوء التغذية والتي .تنتشر بسرعة بين الأطفال ويصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة

أفادت بعض التقارير الواردة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن ما لا يقل عن 23 طفلًا قد لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في شمال غزة.

وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قال في تغريدة على منصة “إكس” في وقت سابق: “إنه أمر مذهل عدد الأطفال الذين تم الإبلاغ عن مقتلهم فيما يزيد قليلا عن 4 أشهر في غزة أعلى من عدد الأطفال الذين قتلوا في 4 سنوات من الحروب في جميع أنحاء العالم مجتمعة”

إقرأ أيضا

بيومي فؤاد ينتظر نهاية الحرب على غزة “هذا ما يريده وذاك ما سينتظره”

وفي ظل الارتفاع الشديد في أعداد الموتى بين الأطفال وزيادة أعداد الشهداء بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، كثفت دول الوسطاء جهودًا فيما يتعلق بالهدنة، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للخروج في وقت سابق من اليوم الأحد ليعلن أن إسرائيل ستحاول الوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح 100 رهينة مقابل وقف القتال لمدة 6 أسابيع.

ولكن في ظل كل تلك الأحداث الراهنة يأتي سؤالُا واحد وينتظر الجميع الإجابة عليه وهو ماذا ينتظر قطاع غزة بعد؟

إقرأ أيضًا.. يوم مدوي على غزة: إسرائيل تستكمل برنامجها الهجومي.. والهدنة لا جديد