الوقف الفاطمي للتعليم والظلم التاريخي له (3-3) هل كانت الأوقاف مجرد أموال ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تشتهر الأوقاف بأنها أموال ومباني غير أن الوقف الفاطمي لم يكون مقتصرًا على هذين العنصرين فقط.
اقرأ أيضًا
تعليم البنات في جامعة الأزهر “فكرة شقيق ممثل وملحن ونفذها عبدالناصر”
لعل أكثر شيئين تعرضا للظلم في العصر الفاطمي هما أن أن الفاطميين بمصر هم أول من وضعوا أساس الدعم اللوجسيتي للأماكن التعليمية، ثانيهما أن ذلك الدعم لم يكن حكرًا على الأزهر وليست فقط على الأزهر الشريف.
حصر بشكل الدعم اللوجسيتي بنظام الوقف الفاطمي
ذكر المقريزي حصرًا بالأماكن التي استهدفها الوقف الفاطمي لوجسيتيًا حيث قال عن الحاكم بأمر الله “وأوقفَ الحاكم بأمر الله أماكن في فسطاط مصر على عدّة مواضع.. ويكون العشر وثمن العشر لدار الحكمة لما يحتاج إليه في كل سنة من العين المغربيّ: مائتان وسبعة وخمسون دينارا، من ذلك الثمن الحصر العبدانيّ، وغيرها لهذه الدار عشرة دنانير، ومن ذلك لورق الكاتب يعني الناسخ تسعون دينارا، ومن ذلك للخازن بها ثمانية وأربعون دينارا، ومن ذلك لثمن الماء اثنا عشر دينارا، ومن ذلك للفرّاش خمسة عشر دينارا، ومن ذلك للورق والحبر، والأقلام لمن ينظر فيها من الفقهاء اثنا عشر دينارا، ومن ذلك لمرمّة الستارة: دينار واحد، ومن ذلك لمرمة ما عسى أن يتقطع من الكتب وما عساه أن يسقط من ورقها: اثنا عشر دينارا، ومن ذلك لثمن لبود للفرش في الشتاء خمسة دنانير، ومن ذلك لثمن طنافس في الشتاء أربعة دنانير”.
مساجد أخرى غير الأزهر استهدفها الوقف الفاطمي
وإن كان الأزهر يمثل درة الفاطميين فإن الدعم لم يكن فقط مقتصر عليه ففي الجزء الرابع من الخطط المقريزية قائمة بأسماء المساجد التي خصها الحاكم بالوقف حيث قال “ثم إن الحاكم بأمر الله جدّده (يقصد الأزهر)، ووقف على الجامع الأزهر وجامع المقس والجامع الحاكميّ ودار العلم بالقاهرة رباعا بمصر، وضمّن ذلك كتابا نسخته، وأنها كانت من أملاك الحاكم إلى أن حبسها على الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة، والجامع براشدة، والجامع بالمقس، اللذين أمر بإنشائهما وتأسيس بنائهما، وعلى دار الحكمة بالقاهرة المحروسة التي وقفها، والكتب التي فيها قبل تاريخ هذا الكتاب، ومنها ما يخص الجامع الأزهر والجامع براشدة ودار الحكمة بالقاهرة المحروسة مشاعا، جميع ذلك غير مقسوم”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال