اليوتيوبر محمود السيسي .. أخيرًا عثرت السوشيال ميديا على كوميديان حقيقي
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يقول الفنان الإنجليزي العبقري شارلي شابلن : كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا : حديقة، ورجل شرطة، وفتاة جميلة! ، ولو إن شارلي يعيش ليومنا هذا لقال أنه يكفيه امتلاكه موبايل بكاميرا (نضيفة) لتمكّنه من صناعة كوميديا، ذلك لإن حالة الانفجار الكوميدي التي يعيشها العالم ، والتي أصبحت مرض قريبًا سيدرج في عيادات الأمراض النفسية، عن الشخص الذي يحاول أن يكون خفيف الدم، فإن فشل يمكنه تحويل أي شئ لمادة من السخرية الخام، حتى الموت يمكنه تحويله لذلك! .. على الرغم من سهولة صناعة الكوميديا بسبب اتساع رقعة الانتشار بأرضية السوشيال ميديا والتي هزمت التليفزيون هزيمة نكراء، إلّا إن الكوميديا الحقيقية أصبحت شحيحة للغاية والسوق –تقريبًا- كله مضروب!
في زاوية صغيرة، ظهر فنان صاعد يدعى محمود السيسي.. في بداية الأمر تشعر وكأنك تشاهد فيلمًا مكررًا حتى الملل، هذا الذي يظهر في فيديو فينال إعجاب الجميع عبر إيفية أو أكثر فيقرر أن يكرر هذا الإيفية على قناة ينشأها لنفسه على يوتيوب، ويظل يكرر نفس ما يفعل يوميًا حتى تدبل أوراقه وينساه المتابعين رويدًا رويدًا وينتظرون للبحث عن إيفية جديد .. لكن بعد متابعة جيدًا لمحمود السيسي اتضح أن إعجاب الفانز به ليس دربًا من نتائج الملل، بل لإنه فعلًا يملك قدرة عالية على التمثيل في اعتقادنا قبل الكوميديا نفسها .
والمدهش أن أفكا ر فيديوهات محمود السيسي تلتقط خيطًا رفيعًا من الكوميديا وتبني عليه فكرة الفيديو، وبها مفارقات حقًا تخلق كوميديا لذيذة، مثل فيديوهات رجل المنطقة البسيطة الذي سكن الكومباوند، ضف إلى ذلك الأداء المتمكن للغاية والإضافة الكبيرة التي يمكن أن تقول لنا أننا أمام مشروع كوميديان جديد، على الأقل يمتلك الأساسيات التي تمكنه من الوقوف أمام كاميرا في عمل فني ثقيل ،متماسك، ولا أظن أنه غير قادر على الظهور بشكل لامع أمام الجمهور بعد أن تأتيه فرصة بحجم موهبته، ونعتقد أن لديه القدرة أيضًا على أداء الأدوار الغير كوميدية .
أخيرًا، وجب تحذير الفنان الصاعد محمود السيسي من أن تسحبه بالوعة السوشيال ميديا بدوامة اللايك والشير والريأكت، فيتوقف عن العمل على نفسه، سواء عن طريق تدريبات على أيدي متخصصين، أو عن طريق هدر مجهوده وأفكارة في محرقة السوشيال ميديا التي تجعل الفنان مثل سناكس يتم (قزقزته) سريعًا بلا نظرة جادة لموهبته، وكم من فنانين كانوا مشاريع للوقوف أمام الكاميرا ليصبحوا نجوم سينما ضاعت موهبتهم في السعي خلف التفاعل الفارغ الذي لا يصنع فنانًا، والتسرع بدلًا من الطهي على مهل، وتفتيت الكيان الفني لقطع صغيرة تسقط عن طريق التقييم السريع لجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، يقول الناقد طارق الشناوي أن الكوميديان تحديدًا يجب أن يتم اختياره والإجماع عليه من قِبل الجمهور، ورد فعل الأغلبية ممن يشاهدون الفنان الصاعد مؤشرًا إيجابيًا لما قد يكون في المستقبل.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال