اليوجا .. النظام الغامض لعلاج الروح والبدن

أصبحت اليوجا مؤخرًا من أهم الممارسات التي يمارسها الكثير من الناس حول العالم كحل داعم وفعال لضجيج الأفكار والضغوط والطاقات العامة، ومساوئ التكنولوجيا، وعجلة الحياة السريعة التي لم تعد تترك مجالا لذهن صاف.
فاليوجا ليست كباقي التمارين الرياضية حيث أنها مجموعة من الطقوس التي تدعم الروح والعقل والبدن على حد سواء.

أصل اليوجا في التاريخ 

مصطلح اليوجا هو مصطلح سنسكريتي – اللغة الهندية القديمة – ويحمل معنى الربط، الوصل، الانضمام، والتوحد.
أما عن أصلها التاريخي فمن الشائع حول العالم أن اليوغا ممارسة من الفلسفة الهندوسية. أي أن أصلها ونشأتها في الهند، وقد وجدت نقوش على جدران المعابد المصرية لوضعيات اليوجا.
ويذكر أن هذه النقوش تعود إلى ما يقارب العشرة آلاف عام، أي أن أصلها مصري حيث أن ظهورها في الهند كان قبل خمسة آلاف عام فقط.

انتقال اليوجا من مصر إلى الهند

يقول بابلو إيماني أن الكتب المصرية القديمة ذكرت أن أوزوريس – إله العالم السفلي وملك الأحياء عند المصريين القدماء- هو من عرّف الهنود بهذه الرياضة في زيارته إلى الهند.

اقرأ أيضًا 
رحلة الروح تبدأ من أبيدوس.. عندما أديت فرائض حج الديانة المصرية القديمة

وفي رواية أخري أنها انتقلت على يد مجموعة من الباحثين المصريين الذين كانوا قد خضعوا لنظام تعليمي صارم منذ الصغر عُرف باسم “النظام الغامض” حيث كان يتوجب عليهم الوصول إلى أعلى المستويات في رياضة اليوجا المصرية كي يصبح لديهم الجاهزية العقلية والروحية لتحمل مشاق دراسة مختلف دروب العلم.

فلسفة اليوجا المصرية

تسمى فلسفة اليوجا المصرية بـ”سماي تاوي” وتعني اتحاد الأرضيين. وهي اتحاد الوعي الفردي مع الوعي الكوني، وأيضا اتحاد الروح السماوية مع الجسد الارضي.

فوائد اليوجا

تعمل اليوغا على الجانبي الفكري والعملي للإنسان، من حيث الجانب الفكري تستهدف اليوجا الروح وتحريرها من ارتباطها بالمادة الذي تم برمجتها عليه عن طريق الوهم.

فالجانب الفكري لليوجا ليس مجموعة من العقائد الجامدة بل هو جانب مرن جدا هدفه معرفة الذات وقوتها ورفع الحجب عنها لرؤية حقيقتها التي توصلها لحقيقة الله عن طريق صفاء الذهن والتأمل ورؤية غير المرئي.

ومن حيث الجانب العملي: فإن اليوغا مجموعة من التمارين التي تساعد – أولا- على التنفس بشكل صحيح مما يزيد كمية الأكسجين في المخ والذي يساعد على الاسترخاء والنشاط والتخلص من الخمول، والتوتر، والغضب، والحزن، كما أنها تزيد الثقة بالنفس التي تقوي – بالتالي- علاقة الإنسان بربه، ونفسه، ومجتمعه.

فوضعيات اليوغا المختلفة تعمل على استطالة العمود الفقري، والتخلص من آلام الظهر، الرقبة، والمفاصل كما أنها حل لمشاكل القلب والأوعية الدموية. وتساعد على فقدان الوزن ونحت الجسم كما أنها ممتازة لتقوية الجهاز المناعي وتقلل نسبة الإصابة بالسكر والروماتيزم والسرطان، وهناك ممارسات أخرى تعد من اليوجا كالفنون الجميلة، والفنون القتالية.

أشهر وضعيات اليوجا

إقرأ أيضا

أحمد الجندي “ابن الشمس”.. أهلا بك في عالم رجل المستحيل

– وضعية القط والبقرة: وهذه الوضعية فعالة جدا لآلام الظهر فتساعد على زيادة التمدد بين فقرات الظهر، كما تقوي الرقبة، والوركين، وعضلات البطن، وتخفف الضغوط اليومية.

– وضعية الطفل: وهذه الوضعية تساعد على الاسترخاء، واستعادة قوة الجسم ونشاطه، وتخفف الإرهاق الجسدي والعقلي، كما تساعد على تمدد الوركين، والركبتين، والكاحلين، والفخذين، وتريح العمود الفقري، وتقلل آلام أسفل الظهر كما أنها تنشط شاكرا العين الثالثة المسؤولة عن التفكير والحدس.

– وضعية اللوح: وهي وضعية تساعد على بناء القوى الأساسية للجسم وخاصة المعصمين، والذراعين، والكتفين، وعضلات الفخذين.

– وضعية الانحناء الأمامي: وتساعد على التخلص من التحدب الذي يحدث للظهر من الجلوس بشكل خاطئ طوال اليوم، كما تعمل على تهدئة الجهاز العصبي وتمدد العمود الفقري، وتقوي عضلات المعدة، والفخذي، وأوتار الركبتين كذلك.
– وضعية لف العمود الفقري: وهي وضعية ممتازة لتجديد شباب الجسم، وإعادة العمود الفقري لوضعه الطبيعي .
وهناك الكثير من وضعيات اليوجا وأيضا الفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي التي تساعد المبتدئين على تعلم اليوجا، وتقدم تمارين مخصوصة لمشاكل محددة كالأرق، وآلام الدورة الشهرية، وفتح الحوض لتسهيل عملية الولادة، والتخلص من الشعور بالحزن، وزيادة الثقة بالنفس.

ومن هذه القنوات أرشح لك عزيزي القارئ قناة شدانا يوغا التي ساعدتني بشكل خاص في جعل حياتي وتفكري النفسي والعقلي أفضل بكثير مما كنت عليه لزيارتها مــــــــــن هــــــــــنـــــــــــا