“اليوم العالمي”.. لـ مصطفى أبو حجر

كلهم مصطفى أبو حجر.. هذه الكلمة التي ترددت على ألسنة الفتيات منذ تم عرض فيلم حب البنات سنة 2004 كتعبير عن الرجال في المجتمع المصري، وتستخدم كتعبير جامع لمواصفات الرجل السيئة، مثل الخيانة وتعدد الزوجات وعدم الاكتراث بالأبناء، هو تعبير عن الرجل الأناني والذي لا يهتم إلا بذاته واحتياجاته.

ومنذ أيام يُعرض مسلسل ربع قيراط، والذي أطلق على البطل فيه أحمد أبو حجر، ولا أعلم هل هي مصادفة لم ينتبه لها صناع العمل، أم هي مقصدة على سبيل الدعابة، لأن البطل خائن لزوجته، ولمن حوله، وقام بالزواج عليها وأجحف حقها الإنساني والمادي وحق أولاده وتلاعب بنصوص القانون لصالحه حتى لا يعطيها حقوقها.

لكن هل كل الرجال من عائلة أبو حجر؟

يوافق اليوم 19 نوفمبر اليوم العالمي للرجل، وفي مصر يتم تقديم الرجل على أنه خائن دائما، غير انتقائي وأناني بالتعبير الدارج بين الفتيات (الخازوق)، وتم تجريد الرجل من أية حقوق.

طبقا للمفاهيم الجديدة فالرجل ليس من حقه أن يقول لا مطلقا لأي شيء، ويجب عليه أن يكون إيجابيا طوال الوقت، فيكون الدعم والسند المادي والمعنوي للمرأة، بلا خصوصية تقريبا، ومستباح حتى النهاية.

فليس من حقه أن يقول أنه لا يريد الاستمرار في العلاقة، سواء عاطفية أو خطبة أو زواج، وإلا أعتبر خائنا، لكن المرأة من حقها أن تقول أنها لا تريد، وتلقى كل الدعم.

وعلى الرغم من تطرف هذه النظرة، إلا أنها نتيجة منطقية للقهر الذي تعرضت له المرأة في مجتمع ذكوري، طالبها على مدار عقود بالصبر والتحمل والكتمان لما يسيئها مهما كان حجم الإساءة، وأن تستمر فيما يضيرها حفاظا على العائلة أو على شكل العائلة دون النظر لاحتياجاتها أو رغبتها.

إقرأ أيضًا…الرجال أيضًا يبكون

في رأيي أنه لن تستقيم العلاقة بين الطرفين إلا إذا تعاملنا معهما أنهما إنسان، له احتياجات وعليه مسئوليات، احتياجاته ومسئولياته متبادلة مع الطرف الآخر، وأن مشاعره تتبدل، وعلاقته قد يصيبها الفتور أحيانا، وأن الأبدية في العلاقات احتمالية وليست من طبيعة الأشياء.

المجتمع المصري الحالي وصل لمرحلة من التشوه والتدني في شكل العلاقات غير مسبوقة، ولكن على الرغم من هذا يعتبر هذا المنحنى الهابط مؤشرا جيدا على بداية الإصلاح، فلا يوجد تدني للأبد، وعند نقطة معينة تبدأ المجتمعات في إصلاح نفسها للصعود مرة أخرى.

إقرأ أيضا

ورحل الأسامة

في اليوم العالمي للرجل ليس كل الرجال أبو حجر، ولكن تضخيم كل ماهو سيء هو من جعل صورة الرجل سيئة فجميعنا كنساء محاطا بمجموعة من الرجال من أول الأب والأخ مرورا بالأقارب والأصدقاء والحبيب والزوج والابن، وليس كلهم على هيئة زومبي دورهم هو التنكيل بالمرأة، مع التأكيد على وجود شخصيات مريضة من الرجال تحتاج للإبادة.

في اليوم العالمي للرجل أحيي كل رجل يعي مسئولياته جيدا، ويحترم المرأة أما وأختا وزوجة وصديقة وابنة، ويقدرها..

كل عام وأبناء أبو حجر الأسوياء بخير