انتحار الأدباء .. خمس نماذج مؤلمة
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
الانتحار أحد أهم القضايا الفلسفية التي شغلت المفكرين على مر التاريخ، وانتحار المبدعين في مختلف المجالات يعتبر سلسلة طويلة مستمرة ويبدو أنها لا تنتهي أبدًا، كثير من العلماء ربط الإبداع بالاكتئاب وهو ربط شائع حتى عند العامة، والحقائق العلمية تقول أن المبدع يكون حساسًا أكثر تجاه الأحداث التي يمر به ويمكن أن يتعرض لانتكاسات نفسية كثيرة على مدار حياته، سنعرض بعض حوادث الانتحار التي قام بها عدد من الكتاب الذين أثروا في تاريخ الأدب.
1- فيرجينيا وولف (1882-1941)
كاتبة انجليزية ولدت عام 1882، لها عدد من الكتب المعروفة أشهرها ربما رواية مدام دالوي، وقصة انتحار فيرجينيا معروفة جدًا، بعد أن أنهت آخر رواياتها أصيبت بحالة من الاكتئاب وتحديدًا بعد أن دمرت الحرب العالمية الثانية منزلها في لندن، وبعد مرورها بحالات نفسية سيئة لم تستطع أن تستمر في مقاومة الحياة فاندفعت إلى الموت، حيث ملأت جيب معطفها بالحجارة وقررت أن تموت غرقًا في نهر أوز بعد أن تركت رسالة وداع رقيقة لزوجها التي اعتبرته أجمل ما حدث لها وشكرته على أنه احتملها كثيرًا، ماتت غرقًا ووجد جسدها بعد أسبوعين، وقد دفنها زوجها كاتبًا على قبرها آخر جملة من رواية الأمواج “سأقذف نفسي أمامك أيها الموت غير حزينة ولن أستسلم” .. وقد قدمت السينما عن قصتها فيلم بديع اسمه the hours من بطولة نيكول كيدمان وميرل ستريب وجوليان مور.
2- ارنست همنجواي (1899-1961)
واحد من أشهر الكتاب في العالم، حاصل على جائزة نوبل 1954 عن روايته المعروفة (العجوز والبحر)، متشائم وسودوي، عاش همنجواي حياة منطلقة وعظيمة، عمل مراسلًا صحفيًا فترات طويلة في حياته سواء في أمريكا أو فرنسا، تطوع للصليب الأحمر في الحرب العالمية الثانية لفترة ما وتعرض لإصابات عديدة، كان يهوى مصارعة الثيران والصيد، وهو كاتب ملتزم بكتابته جدًا ومعروف أنه كثير التعديل فيها، لعائلته تاريخ طويل مع الانتحار حيث انتحر والده وأختاه غير الشقيقتين وكذلك حفيدته، همنجواي قرر الانتحار بتصويب بندقية إلى رأسه وإطلاقها في فترة كان بها مشهورًا ومتحققًا في عالم الأدب لكنه لم يكن يحتمل الحياة، نُقل للخبر في البداية للصحافة على أنه موت بالخطأ لكن سرعان ما تكشفت الحقائق.
3- فلاديمير ماياكوفسكي (1893-1930):
كاتب وشاعر روسي معروف، عاش في السجن فترات طويلة من حياته نظرًا لعمله السياسي، قامت الدولة بتضييق الخناق عليه وعلى أعماله فترات طويلة في حياته، أنهى حياته في 14 ابريل عام 1930 بإطلاق رصاصة في قلبه بعد أن كتب رسالة وداع بها الكثير من الانكسار أوصى فيها ألا يتهموا أحدًا في موته، وطلب من أهله أن يسامحوه معترفًا أن ما فعله لم يكن الصواب لكن حسب ما قال أنه لم يبق باليد حيلة، وقد عُرف قبل موته أنه أصيب بإحباط كبير عندما تزوجت حبيبته تانيا عندما لم يستطع أن يسافر إليها في فرنسا وذلك لأن السلطات كانت بدأت حصاره بالفعل ومنعه من السفر.
4- سيلفيا بلاث (1932-1963):
واحدة من أشهر الشاعرات الأمريكيات، حاصلة على جائزة بوليتزر، متزوجة من الشاعر المعروف تيد هيوز، وأم للكاتبة المعاصرة فريدا هيوز، و(الناقوس الزجاجي) هو إحدى أشهر رواياتها التي تحكي بها بعضًا من سيرتها الذاتية، وقد شخصت سليفيا بالاكتئاب من قبل طبيبها، وكانت تتناول عقاقير مضادة للاكتئاب، إلا أنها لم تستطع تحمل الحياة، وقد قررت أن بأن تضع رأسها في الفرن وهو قيد التشغيل بعد أن سدت المنافذ إلى غرف أولادها، جدير بالذكر أن إتهامات كثيرة وجهت لزوجها الشاعر تيد هيوز أنه السبب في انتحارها ولازال هذا الانتحار ودوافعه قيد البحث حتى اليوم.
5- ستيفن زفايغ (1881-1942)
كاتب نمساوي من مواليد 28 نوفمبر عام 1881، كان واحدا من أشهر الكتاب في العالم خلال فنرة العشرينات والثلاثينات، كتب الروايات والمسرحيات والسير الذاتية كما أنه قام بدراسات عديدة لبعض الكتاب المشاهير مثل نيتشه، دوستويفسكي , تشارلز ديكنز .
أصيب باحباطات كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية وشعوره بفقدان الأمل في تحقيق السلام العالمي مرة ثانية، انتقل من انجلترا لأمريكا للبرازيل وظل يتنقل هربًا من النازيين، لكنه شعر باليأس، وقد انتحر هو وزوجته معًا بجرعة باربيتورات زائدة بعد أن تركوا عدد من جوابات التوديع لأصدقائهم.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال