انتحار مراهق يتسبب في إيقاف برنامج غريب بعد عرضه لحلقة مرعبة

الاحتفالات الغريبة والأجواء المرعبة، هي السمة الرئيسية ليوم الهالويين، الذي يحتفل به الملايين حول العالم، وفي بريطانيا عام 1992م، قرر القائمين على برنامج (Ghost watch) أن يعرضوا حلقة مميزة للغاية عن الهالويين، عبارة عن بث مباشر من داخل منزل مسكون بشبح، وتم إذاعة الخبر ويوم السبت الموافق 31 من أكتوبر 1992م، كان هناك أكثر من 11 مليون مواطن بريطاني ينتظر مشاهدة تلك الحلقة المثيرة، ولم يعلم الجميع أن تلك الحلقة ستكون كارثة بكل المقاييس، وأنها ستكون الأخيرة في ذلك البرنامج.

منزل الشبح

أعلن المذيع البريطاني الشهير مايكل باركنسون، أنه سيقدم حلقة مختلفة للغاية في برنامجه الشهير (Ghost watch) احتفالا بعيد الهالويين، حيث أعلن أنه سينتقل في بث مباشر مع فريقه من داخل منزل به شبح حقيقي، وتجمع الملايين حول الشاشات في انتظار العرض الأول من نوعه، وبدأت الحلقة بسؤال مثير، هل الأشباح موجودة بالفعل أم أنها مجرد أوهام من خلق العقل الباطن؟، وأوضح مايكل أنه سيستضيف معه ثلاث خبراء بالظواهر الخارقة، وبعد عدة دقائق من الحديث انتقل فريق البرنامج إلى منزل مشهور للغاية بأنه مسكون بشبح، وتعاني صاحبة المنزل وبناتها من الظواهر الغريبة والأحداث المرعبة، وبدأت تحكي صاحبة المنزل عما تشاهده هي وبناتها من حوادث غريبة، وكيف يعانين من وجود ذلك الشبح، وقابل مايكل كلامها باستهزاء، ولكن بعض الجيران أكدوا صحة كلام الأم، وأن الشبح حقيقي وموجود بالفعل وأنهم يروه دائمًا، وأجمعوا على أنه لشاب مفقوع العينين، وأوضح أحدهم أن ذلك الشبح يعود لشاب يُدعى ريموند تونستول، والذي قرر الانتحار يومًا ما، وترك خلفه قطتيه دون طعام أو شراب، وعندما اشتد بهم الجوع، قامتا بأكل جثة ريموند وفقأتا عينيه، وتلك كانت حادثة مشهورة للغاية في وقتها، ولايزال شبحه يتردد في المكان.

رعب على الهواء مباشرة

داخل المنزل نفسه كان المراسلين يعيشون حالة رعب، بسبب الظواهر الغامضة التي أحاطت بهم، حيث انخفضت الحرارة بشدة، وكانت بعض الأشياء تتحرك من حولهم، وظهرت بعض البقع المائية بأشكال مختلفة على الأرض، بالإضافة إلى الأصوات المرعبة التي كانت تخرج من مواسير المياه، كل ذلك كان يُذاع على الهواء مباشرة، ويراه ويسمعه المشاهدين من منازلهم.

بعد ذلك بدأت الأنوار في المنزل تتراقص، وكُسرت عدة لمبات، وتطايرت الأشياء حول المراسلين بشكل مخيف، وصرخ الجميع صراخ رعب هستيري، وكانت الفتاتين الصغيرتين تتحدثن بلغة غير مفهومة وبأصوات غريبة، وكان المراسلين يغنون أغاني أطفال وكأنهم مُغيبين عن الوعي، وفجأة زاد صراخ البنات بشدة وعندما سُلطت الكاميرا عليهم ظهر خربشة وجروح على وجوههم، وفجأة انقطع النور تمامًا وعندما عاد كانت الفتاتان اختفيتا بشكل غامض ومريب، وظلت والدتهن تنادي بأعلى صوت لديها وتبحث عنهن في كل مكان، وبالنسبة للأستوديو فلم يكن الحال فيه أقل رعبًا، حيث بدأن الأنوار في التراقص، وسقطت المصابيح واحد تلو الآخر، وسكتت جميع الأصوات عدا صوت أغنية الأطفال التي كان يرددها المراسلين في المنزل، وفجأة انقطع البث وانتهى البرنامج بشكل غامض.

كشف الحقيقة

أكثر من إحدى عشر مليون مواطن بريطاني، كان يشاهد البرنامج ورأى ما حدث، وعمت الفوضى في كل مكان، حيث أُصيب الآلاف بانهيار عصبي من هول ما رأوه، وأقدم مراهق على الانتحار بعد مشاهدة تلك الحلقة، وظل المجتمع البريطاني بأكمله يتحدث في الموضوع لمدة يومين متواصلين، حتى خرجت سارة جرين مراسلة البرنامج في بث مباشر لتطمئن المشاهدين، وأوضحت أن تلك الحلقة كانت مفبركة وغير حقيقية، وأنها بخير تمامًا هي وكامل فريق البرنامج، والأسرة في المنزل بخير كذلك، وأوضحت أن كل ما في الأمر هو أن أسرة البرنامج قد فكرت في تقديم حلقة هالويين بشكل مختلف.

واجه المجتمع ذلك البث بغضب شديد، حتى أن معظمهم كذّب المراسلة من شدة تصديقهم لما شاهدوه، وطالبوا بتصريحات من المسئولين لتوضيح ما حدث، وجاءت التقارير تؤكد أن الحلقة غير حقيقية، وتم تصويرها قبلها بعدة أسابيع، وأن الهدف منها هو إعادة أجواء الهالويين مرة أخرى، وتم تقديم اعتذار، ولكن لم يتقبل الشعب تلك الخدعة بأي شكل من الأشكال، خاصة بعدما دخل المئات في حالة نفسية سيئة بسبب تلك الحلقة، وطالب الجماهير بوقف البرنامج لاستخفافه بعقولهم، والتسبب في بث الرعب والفوضى بداخل المنازل، وبالفعل تم الاستجابة لمطالبهم وتم وقف البرنامج، بسبب حلقة كانت هي الأشهر في التاريخ.

إقرأ أيضا

من القلب للقلب .. التسامح ليس سهل

إقرأ أيضاً

فيلم رعب أم رعب تحول إلى فيلم؟