891 مشاهدة
هذا رأيي في لقاء السيدة انتصار السيسي
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
انتظرت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية أن تظهر السيدة انتصار السيسي بصفتها السيدة الأولى فبكونها زوجة الرئيس لنا أن نعرفها ونسألها ومن حقنا أن تجيب … وتأخر هذا كثيرًا حتى أطلت اليوم في حوار مع إسعاد يونس ولا ينتابني شك في أن مجمل ردود الأفعال من متابعة سريعة جاءت جيدة جدًا وأن ظهور السيدة انتصار السيسي صب بشكل مباشر في صالح الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسة الرئاسة.
كانت عفويتها الشديدة وعدم تحذلقها يؤكدان على ثقتها بنفسها وبأسرتها وباستحقاقها لما بدى لي أنها تنطلق إليه .
أعرف أن الخروج إلى الجمهور أشبه بكونك هدفًا لجمع من رماة نزعوا قلوبهم قبل أن يرموك وهم على حظك ما بين محترفين وهواة فقد يقتلك أحدهم بقلمه دون تمييز – ولن يدرك الجمهور وليس عليه ذلك – أنك بشري قد تخطأ وأن خبراتك مهما اتسعت في مجالات فقد تظل معدومة في مجالات أخرى
وقد يبرر ذلك تأخر ظهور السيدة انتصار السيسي وقبولها إجراء أي حوار أو حديث صحفي وعلى ما أذكر فقد قامت الدنيا ولم تقعد منذ سنوات حين نشرت صحيفة معلومات مصحوبة بصور عن حرم الرئيس ووالدته ولم يصدر العدد
ولأنني في هذه الأثناء أتابع باهتمام مسلسل The Crown فما إن بدأت ردود الأفعال الإيجابية على لقاء السيدة انتصار السيسي تذكرت الأمير فيليب دوق ادنبرة وزوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية حين فكر في تصوير فيلم وثائقي عن الأسرة الملكية بكاملها يظهر حياتهم الخاصة والأعباء التي يواجهونها كان يعول على الفيلم كأداة علاقات عامة أن يخفف من الحدة والجمود الفاصلين بين الأسرة الملكية والشعب خاصة في ظل حكومة معارضة لكن الفيلم فشل فشلاً ذريعًا واستفز أقلام الصحافة فعصفت بهم
أعاق القلق بصيرة الأمير فيليب
كانت والدة الأمير فيليب وهي الأميرة ألس التي عرفت باسم أندرو أميرة اليونان والدنمارك قد انتقلت قبيل تصوير الفيلم الوثائقي للعيش في لندن وكان الأمير فيليب يخفيها عن الناس ظنًا أنها موطن ضعفه فقد كانت على هيئتها البسيطة وزهدها في الحياة لا تشبه سكان قصر باكنجهام وكان يراها لا تناسبهم بعد خسارتها عرشها ومملكتها والسنين الصعبة التي عاشتها منذ ولدت صماء مرورًا بنفيها مع عائلتها الملكية ونذر حياتها لمساعدة المحتاجين وللأعمال الخيرية
لكن الصحافة استطاعت أن تحظى بلقاء صحفي مع والدة دوق ادنبرة قلبت الموازين فبعد أن كانت الصحف تشن هجومًا على الأسرة الملكية التي ظنوا أفرادها آلهة وأحبطهم ظهورهم العادي في فيلم وثائقي سخيف حسب وصفهم جاءت الأميرة أليس لتحتل الصفحات الرئيسية للصحف في رسائل حب وصفتها بالراهبة الملكية التي ظهرت بحقيقتها الخيرة دون تصنع لم تكن آلامها ومرضها أو خسارتها لمملكتها محل ضعف فظهرت امرأة وملهمة تستحق الإجلال
لا أقول أن السيدة انتصار السيسي هي الراهبة ولم أقصد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الأمير فيليب فأرجو أن لا تستهلكني بتعليقاتك على المقال بالرد على غير مضمونه
قصدت أن البساطة والتي لا تعني الضعف لا تعيب بل على الأرجح تغلب، وأن التصنع هو الخسارة المضمونة مهما كانت كفاءة صاحبها
وقصدت أيضًا أن المرأة مصرية كانت أو عربية أو حتى أجنبية غالبًا ما تكون محل شك من المجتمع بأسره فما إن يلجأ إليها تنصره ثم يعود وينسى الفضل والقدرة حتى يحتاج دعمها من جديد فيلجأ إليها مرة أخرى ولا تخذله أبدًا.
والخلاصة مما سبق أن الإتاحة والسماح والحرية مصادر للمكسب وربما أحيانًا للخسارة لكن المنع لا يأتي إلا بالحسرة وضياع الفرص.
أظن أنني اليوم أصدق أن السيدة انتصار السيسي مفتاح الرئيس المصري ولديها أثر عليه كزوجة وشريكة عمر وربما يمكننا أن نطمح في دعمها في مجالات تختارها لتحسن أوضاعنا كنساء في المقام الأول وكمجتمع بشكل عام
لن أفوت تعليقي على الحوار من ناحية فنية فربما لم يكن سهلًا على إسعاد يونس كونه الحوار الأول للسيدة الأولى فبدت إسعاد متلجلجة أحيانًا ومجاملة أكثر من اللازم ومتصنعة دون داع وربما زاد ذلك من الهوة بين حضورها وبين حضور السيدة انتصار السيسي الذي كان قويًا
كان الإفراج عن صور شخصية قديمة لمراحل مختلفة في حياة الرئيس والسيدة حرمه شيئًا حميميًا ومؤثرًا جدًا عكس المواد التسجيلية التي أقحمت في الحوار للمشروعات – يمكننا أن نستمتع بحوار شيق دون أن نذكر أي إنجازات – لن يعني ذلك أبدًا عدم حدوثها بينما يفسد الإقحام أيًا كان إيقاع الحوار ومزاجه ويفسد متعة من يشاهد
لا أعرف إن انتبهت إسعاد يونس لأن السيدة انتصار عسراء – هكذا رأيت – أي تستخدم يدها اليسرى في الكتابة ربما أردت أن أشاهد شيئًا من هوايتها وهي التخطيط كما ذكرت والتي تبدو هواية مثيرة وجديرة بالاهتمام
ذكرت السيدة انتصار السيسي أسماء لكتاب وكتب وروايات قديمة وحديثة وأشادت بالأعمال الدرامية القديمة مثل ليالي الحليمة وبدون شك شاهدت واحتفت مثلنا جميعا بمسلسل الاختيار ولم تذكر إسمًا واحدِا لأي من البرامج الحديثة التلفزيونية التي تتابعها – كان ذلك غاية في المنطقية جميعنا أيضًا لا يعرف برنامج يعرض حاليًا يستحق الذكر
صدقًا لا أريد أن أتوقف عن الكتابة لكن الحسابات مرهقة ولا أصعب من أن تراجع ما تكتب عشرات المرات خوفًا من أن تكون قد تجاوزت أو أخطأت أو تركت مجالًا لأن يفسر ما تكتب على نحو لا تريده
وهنا لي أن أعيد ما قلته عن الأمير فيليب فقد أفقده خوفه بصيرته فأخطأ ومجتمعنا يحتاج إلينا ببصيرة نافذة وقلوب يقظة فليكن الغد أفضل وأرحب
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
ما هو انطباعك؟
أحببته
19
أحزنني
0
أعجبني
10
أغضبني
0
هاهاها
3
واااو
2
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide