انتصار .. عندما يصل الممثل لعظمة الأداء

بعد كل ما قدمته الفنانة انتصار من أدوار بالدراما التلفزيونية والسينمائية، ومع تطور أدائها عبر هذه الأدوار، لم يعد هناك اندهاشا مما تقدمه الآن من أداء غير مسبوق.

 ولكن لأننا نسلط الضوء على الممثلين الذين يحسنون إلى مهنتهم بالاجتهاد كان لابد مع متابعتي لمسلسل توبة الكتابة لما وصلت له انتصار من أداء نادر بهذا السابق الرمضاني.

تقوم انتصار في مسلسل توبة من إخراج أحمد صالح وبطولة عمرو سعد بدور “أم سيحة” سيدة ضريرة بمنطقة شعبية بمحافظة بورسعيد

إلى عمرو سعد….أخيرا شفنا توبة

وهب الله أم سيحة بصيرة مختلفة وقلبا كما اللبن الحليب وروح تميز الخبيث من الطبيب، بعدما فقدت نظرها على أثر معاناة حدثت لها بمشوار حياتها.

دور الضرير من الأدوار الصعبة للغاية، فالممثل يتعامل طوال مشاهده بالدور بأنه لا يرى تماما عكس حياته الطبيعية.

وعلى الرغم من ملاحظاتي على مسلسل توبة وبالأخص السيناريو، إلا أن انتصار كعادتها تركز فيما تقدمه وتخلق للشخصية روحا بعيدا عن تفاصيلها بالسيناريو إن كانت موجودة أو سطحية.

قصة حب توبة وإحسان..حسنة المسلسل التي جعلت الجمهور يتمسك به

لم تغفل انتصار لحظة واحدة عن كونها تؤدي شخصية ضريرة بل أضافت لزمات للشخصية بعينيها وحركات جسدية تناسب الشخصية في نفس الآن.

ركزت على استخدام لغة الجسد عوضا عن نظر الشخصية ونظراتها ونجحت في توصيل كل المشاعر الإنسانية من حزن لغضب لتوتر وسعادة دون استخدام حاسة البصر.

وصلت انتصار في تقمص دور أم سيحة لعظمة في الأداء غير مسبوقة في تاريخها، ربما تقترب فقط هذه الشخصية من شخصية أم ذات بمسلسل “ذات” وكان هذا الدور من أهم أدوارها أيضا بتاريخها الفني.

وعلى الرغم من اقتراب شخصية أم ذات لشخصية أم سيحة في العمر والسمات المشتركة لهذا العمر بالتحديد، إلا إنها أخرجت لنا أم سيحة وكأنها موجودة بالحياة الواقعية بكل تفاصيلها.

تقف أم سيحة السيدة الضريرة للحارة كلها في مشهد ضمن المشاهد الجميلة تدافع عن توبة رغم وجود براهين ضده.

إقرأ أيضا

الأندية الاستثمارية من تدمير الأندية الجماهيرية إلى المنتخبات المصرية

تقف لللحارة بأكملها تصدقه بقلبها وببصيرتها المختلفة وبشجاعة تعلن تأييدها له على الرغم من خصومته مع أهل الحارة.

تمثل انتصار دور شخصية مختلفة وملفتة للانتباه على الرغم من مساحة الدور، فهي تعتبر من الأدوار المساعدة بالمسلسل.

ولا يفوتها مشهد إلا وخطفت الكاميرا لها وحدها بأداء لا يقال عنه سوى أنه عظيم.

تحية لانتصارها للموهبة وإتقانها لدور أم سيحة التي ستلتصق بذاكرة الجماهير لفترة طويلة.