“انفراد بالصور” آخرهم جالا فهمي .. بيع مقتنيات الفنانين على الأرصفة عرض مستمر
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد
أصبح من المعتاد للجميع متابعة أخبار بيع مقتنيات الفنانين والنجوم على صفحات الإنترنت أو أسواق الأنتيكات وصولًا لبائعي الروبابكيا، كما صار من العادي للمهتمين وهواة جمع المقتنيات والنوادر أن يجدوا كل يوم شيء ما يخص فنان كبير معروض للبيع بدءًا من المتعلقات الشخصية مثل الاكسسوارات والملابس وصولًا لأثمن الأشياء التي امتلكوها بحياتهم.
أزمة أحمد زكي ونور الشريف وحسن كامي
وخلال السنوات الماضية تابع الجميع ما حدث عقب وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد زكي والحديث عن مقتنيات والده الفنان الكبير الراحل أحمد زكي وكيف أصبحت تلك المقتنيات متداولة وتباع بأكثر من طريقة ومكان، وكان الشيء اللافت هو أهمية تلك المقتنيات حيث كانت تحتوي على سيناريوهات لبعض الأفلام وعقود وأوراق خاصة بشركة إنتاج سينمائي امتلكها الفنان الراحل أحمد زكي والعديد من المقتنيات النادرة والهامة والتي تعد جزءًا من تاريخ السينما المصرية.
وتكرر الأمر ذاته عقب وفاة الفنان حسن كامي والذي كان يمتلك مكتبة كبيرة تضم العديد من الكتب والموسوعات وبعضها نادر وغير مكرر ليفاجأ الجميع أنها معروضة للبيع وتداول بعض الصور لما تحتويه عبر شبكة الإنترنت والذي يعد إهمالًا لمكتبة نادرة عاش الفنان حسن كامي طوال سنوات على تكوينها وكانت تمثل له قيمة كبيرة.
وخلال الفترة الأخيرة تكرر الأمر ذاته مع الفنان الراحل نور الشريف حينما أصيب محبين الفنان الراحل وتلامذته بحالة من الصدمة حينما تم عرض مقتنياته وصور شخصية له في مناسبات خاصة عبر شبكة الإنترنت وعرضها للبيع.
وعلى الرغم من نفي أسرة الفنان الراحل بأنهم لا يعلمون أي شيء عن تلك المقتنيات وكيف وصلت لمن يبيعوها وتأكيدهم بإهداء مكتبته الخاصة إلى مكتبة الإسكندرية إلا أن ذلك لم يمنع الشعور بالمرارة لضياع وعدم الحفاظ على مقتنيات فنان كبير بحجم نور الشريف.
جالا فهمي ونسخة نادرة من نص مسرحية الواد سيد الشغال
دومًا ما أسعى للبحث عن الكتب النادرة وبشكل خاص الكتابات والمؤلفات المسرحية بحكم اهتمامي وعملي بالمجال بشكل عام، ولفت نظري في إحدى الصفحات على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) معروض للبيع نسخة نادرة لنص مسرحية الواد سيد الشغال من تأليف المؤلف والسيناريست الراحل سمير عبد العظيم.
وعقب شرائي للنسخة تفاجأت بوجود إهداء خاص من المؤلف سمير عبد العظيم على الصفحة الأولى للكتاب إلى الفنانة الراحلة جالا فهمي والتي أعلن خبر وفاتها في شهر فبراير الماضي، وجاء بالإهداء (الصديقة العزيزة الأستاذة جالا فهمي مع أرق تحياتي .. سمير عبد العظيم).
بالطبع انفجرت الأسئلة داخل رأسي معنى وصول تلك النسخة للبائع ومن ثم إلى يدي الأن فهناك من باع أو تخلص من مقتنيات الفنانة الراحلة جالا فهمي والتي بالطبع كانت تضم الكثير من الأشياء الهامة كونها فنانة حققت نجاحًا بفترة التسعينيات وهي ايضًا ابنة المخرج الراحل أشرف فهمي والذي يعد من أهم مخرجي السينما المصرية.
وظلت الأسئلة تتقاذف داخل عقلي .. أين ذهبت باقي المقتنيات وما هي وعلى ماذا تحتوي ؟ هل هي سيناريوهات أفلام وصور شخصية ومشاريع كانت تنوي الفنانة تقديمها قبل وفاتها مثلما حدث مع فنانين أخرين؟
وإلى متى تظل تلك الحالة من اللامبالاة وعدم الاهتمام بتراث ومقتنيات فنانين أثروا حياة وعقول المصريين؟ ومن المسؤول عن تلك المشكلة من الأساس هل هم الورثة ؟ أم وزارة الثقافة ؟ أم تغلب البيع والشراء على كل شيء دون النظر لقيمته ؟َ!
الكاتب
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد