همتك نعدل الكفة
90   مشاهدة  

انفلات أمني وسوء تنظيم.. لماذا أولمبياد باريس هي الاسوأ؟

أولمبياد باريس
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



طالت فرنسا ردود فعل عنيفة جراء على خلفية استضافتها أكبر محفل رياضي في العالم، إذ شهدت معسكرات البعثات الأولمبية في باريس سرقات عدة، إلى جانب عدم وجود طعام كافٍ للاعبين، وهو ما اضطر بعض الدول لإرسال الطعام للاعبيها، هذا إلى جانب حفل الافتتاح الذي روج للمثلية الجنسية عن طريق مشهد محاكاة فنانين متحولين جنسيًا وتشبيههم بالسيد المسيح وتلاميذه، وهو ما قوبل بالرفض من الكنائس في العالم، هذا إلى جانب الأزمات الأمنية والتنظيمية قبل حتى انطلاق البطولة.

فوضى أمنية .. سرقات تتعرض لها البعثات الأولمبية وشغب في ملاعب المباريات

قبل انطلاق أولمبياد باريس، تعرضت السكك الحديدة الفرنسية لهجوم وأعمال تخريب، وإشعال نيران، وهو ما أدى إلى شلّ حركة القطارات في ثلاثة خطوط من أصل أربعة، وتضرر ما يقرب من 800 ألف مسافر، هذه الأعمال التخريبية كانت قبل ساعات من انطلاق الألعاب الأولمبية، وهو ما يُشير إلى عدم وجود انضباط أمني في البلاد في الوقت الذي تكون فيه الدولة في حالة تأهب أمني شديد نظرًا لتنظيم الأحدث الرياضي الأضخم في العالم.

واستمرارًا لسوء التنظيم وعدم وجود نظام أمني جيد في فرنسا، فقد شهدت ضربة البداية في منافسات كرة القدم بين منتخبي الأرجنتين والمغرب أعمال شغبٍ وعنفٍ، حيث ألقت الجماهير الكؤوس وزجاجات الماء والخمر، وقنابل يدوية على أرضية الملعب، ولم يكتفي الجماهير بذلك بل اقتحموا أرضية الميدان، وهو ما أسفر عن استمرار المباراة ما يُقارب الـ4 ساعات، ونظرًا لسوء التنظيم في هذه المباراة وما تعرض له اللاعبون فقد أعلنت اللجنة الأولمبية عن فتح تحقيق في أحداث المباراة للوقوف على أسباب ما حدث.

أولمبياد باريس
من أحداث الشغب في مباراة منتخب الأرجنتين والمغرب

كما تعرضت عدد من البعثات الأولمبية إلى سرقات عدة، إذ قال مدرب منتخب الأرجنتين” خافيير ماسكيرانو” في مؤتمر صحافي إن بعثة المنتخب تعرضت للسرقة، وهو ما أكدته “بي اف ام ” الفرنسية التي نقلت عن مصدر قضائي قوله: إن قيمة المسروقات التي تعرض لها المنتخب الأرجنتيني بلغت 42 ألف جنيه إسترلني، وما زالت التحقيقات مستمرة لكشف هوية السارقين.

وتأكيدًا على انتشار حوادث سرقة بين البعثات الرياضية، فقد تعرض عضو اللجنة الأوليمبية البرازيلية والأسطورة الكروية “زيكو” إلى عملية سرقة منهجية أثناء حضوره حفل افتتاح الأولمبياد، إذ قام شخص بتشتيته في حين قام  اثنين أخريين بسرقة ساعة رولكس، وقلادة من الألماظ، وأوراق مالية بلغت قيمتهم حوالي 420 ألف جنيه استرليني.

أولمبياد باريس
الأسطورة البرازيلية زيكو

رياضيون: لا يوجد طعام في القرية الأولمبية بباريس

لم تكن السرقات هي أسوأ ما تعرض له الرياضيون في أولمبياد باريس 2024، فقد عانت البعثات من سوء إدارة وتنظيم ونقص الغذاء المطلوب للرياضيين أثناء تواجدهم في القرية الأولمبية، وهو انتقده” آندي أنسون” مدير اللجنة الأولمبية البريطانية، إذ قال إن المطعم الرئيسي بالقرية الأولمبية غير قادر على تلبية احتياجات البعثة الغذائية، وهو ما جعله يستدعي طباخًا ومساعدين من بلاده لتلبية احتياجات لاعبين البعثة الإنجليزية بشكل غير مسبوق في تاريخ الألعاب الأولمبية.

ولم تكن الشكوى البريطانية الوحيدة، فالبعثة الاسترالية أيضًا استجلبت كميات ضخمة من الطعام إلى باريس، ومن ضمنهم 3 أطنان من سمك التونة و 10000 قطعة من الحلوى الموسلي و 2400 فطيرة و 20000 جرعة من القهوة، إلى لاعبيها بسبب نقص الطعام في القرية الأوليمبية الفرنسية، ووفق صحيفة ” ليكيب الفرنسية” فإن عددًا من الرياضيين من مختلف البعثات المشاركة قدموا شكوى إلى اللجنة الأولمبية بسبب معاناتهم من نقص العديد من الوجبات المخصصة للاعبين.

أولمبياد باريس
البعثات الرياضية تصف الطعام المقدم بالكارثي

حفل الافتتاح والترويج للمثلية الجنسية

لم يكن الانفلات الأمني، ونقص الغذاء هو الانتقاد الأهم التي تلقاه فرنسا، بل ما حدث في حفل الافتتاح من تجاوزات، فقد شهد ترويج كل ما هو شاذ ومخالف للفطرة الإنسانية ـ حسب قول سياسيون ـ إلى جانب تجاوزات عدة في حق بعض البعثات الرياضية مثل بعثة كوريا الجنوبية.

فبينما يمر قارب بعثة كوريا الجنوبية رافعين عالم بلادهم تم تقديمهم باللغة الفرنسية والإنجليزية على أنهم كوريا الشمالية، وهو خطأ فادح وقع فيه منظمو الحفل، لكن الأمر لم ينتهي إلى هنا فقد قامت وزير الثقافة والسياحة في كوريا الجنوبية برفع شكوى إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية “توماس باخ” بشأن الحادث الذي يعد انتهاكًا لسيادة دولتهم، بينما قام وزير الخارجية في كوريا الجنوبية بتقديم شكوى رفيعة المستوى إلى الحكومة الفرنسية، التي سرعان ما أصدرت بيانًا تعتذر فيه عبر حساب اللجنة الأولمبية الرسمي.

أولمبياد باريس
منتخب كوريا الجنوبية أثناء عبوره نهر السين في حفل افتتاح أولمبياد باريس

ومن الأخطاء البروتوكولية في حفل افتتاح أولمبياد باريس إلى كارثة ترويج المثلية الجنسية والشذوذ الجنسي والسخرية من الأديان، عن طريق عدة رموز ومنها إقامة عرض “دراغ كوين” (رجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مكياجا) يتضمن تجسيدًا ومحاكاة ساخرة للوحة “العشاء الأخير” التي يشير البعض إلى أنها تُصوّر النبي عيسى (عليه السلام) وتلامذته وفق معتقد المسيحين، إذ كان يرتدي الرجل المتحول جنسيًا فستانًا أزرقًا وهو اللون الذي كانت تستخدمه الكنائس في العصور الوسطى لرسم السيد المسيح أو الجداريات الروحانية في الكنائس، كما كان يضع على رأسه علم المثلية الجنسية بدلًا من إكليل الشوك الذي كان يرتديه السيد المسيح عليه السلام.

أولمبياد باريس
لوحة العشاء الأخير بين دافنشي و الترويج للمثلية

هذا إلى جانب استخدام عدد من الرموز التي تشير إلى معاداة الأديان، منها عزف موسيقى الميتال على سطح كنيسة، و رمزية مشهد الفارس الوحيد على حصان، وهو تجسيد لما جاء في سفر الرؤيا6:8 “وأعطيا سلطانًا على ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت ووحوش الأرض”، وقال البعض عن هذه الرمزيات من أهداف الماسونية، للوصول إلى المليار الذهبي .

أولمبياد باريس
الحصان المجنح

وحول هذه الرمزيات التي جاءت في حفل الافتتاح فقد قال الأساقفة الكاثوليك الفرنسيون في بيان إن الحفل تتضمن للأسف مشاهد تسخر وتستهزأ بالمسيحية، في حين قال رئيس أساقفة مالطا أنه تقدم بشكوى مكتوبة إلى السفير الفرنسي، وعلى المستوى السياسي فقد قال رئيس الوزراء المجري” فيكتور أوربان” “إنهم يتخلون تدريجًا عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة.. مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد”.

في حين قال كتب ” مايك جونسون” (الرئيس الـ56 لمجلس النواب الأميركي) غاضبا في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس: “كان الاستهزاء بالعشاء الأخير الليلة الماضية صادمًا ومهينا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين شاهدوا حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، إن الحرب على عقيدتنا وقيمنا التقليدية لا تعرف حدودا اليوم. لكننا نعلم أن الحق والفضيلة سوف ينتصران دائمًا”

إقرأ أيضا
الأخطاء اللغوية وخطورتها

كما علقت النائبة في البرلمان الأوروبي الفرنسية “ماريون مارشال” على تلك الرمزيات عبر حسابها على منصة إكس قائلة: “إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل أولمبياد باريس 2024 وشعروا بالإهانة من محاكاة ساخرة، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، لكن أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز”.

ومع تصاعد موجات الغضب ضد فرنسا فقد قررت شركة الاتصالات الأميركية “سي إسباير” (C Spire) إيقاف التعاقد الإعلاني مع أولمبياد باريس، وإزالة جميع إعلاناتها منه، وكتبت في حسابها على فيسبوك: “السخرية من العشاء الأخير خلال افتتاح الأولمبياد أصابتنا بصدمة، سنسحب إعلاناتنا من الألعاب الأولمبية”، وهنا يبقى التساؤل حول مَن المستفيد مِن الفوضى الحاصلة في تنظيم أولمبياد باريس، وهل يُتوقع مشكلات أخرى أم تكتفي فرنسا بهذا القدر من العبث في تنظيم المحفل الرياضي الأهم في العالم؟

اقرأ أيضًا : هل يقف يهوذا خلف الذي غاب عن العشاء الأخير خلف أزمة اللوحة في الأولمبياد؟

الكاتب

  • أولمبياد باريس مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان