بائعو ورد القبور .. مرسلو مراسيل الأحياء إلى ذويهم من الأموات
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أملاً في الرزق وبسبب الظروف احتشد بائعو ورد القبور يوم الجمعة بجانب مقابر السيدة نفيسة جهة سوق السيدة عائشة بصحبة أقفاصهم ووضعوا عليه الورود واعتنت بها حتى تكون وسيلة من وسائل الود التي يقوم بها الأحياء تجاه ذويهم من الأموات.
اقرأ أيضًا
سوق الجمعة .. من تجارة الخردة إلى حديقة الحيوانات الشعبية
تناقض مُركب يخيم على المنطقة، فرغم اتشاح السواد وتفشي الحزن تظهر البهجة من قلب القتامة حيث زهور تلك المرأة العجوزة، ولا تنظر إلى شيء من الحزن الساكن في زبائنها سوى ما تخرجه أيديهم من قروش لشراء الورد.
كل بائع من بائعي ورد القبور له حكاية، فقسوة الظروف هي ما ترسم خيوط حياتهم، والخوف من المستقبل أكبر من خوفهم من القبور التي في الغالب ينامون بها.
من المؤكد أن بائعو ورد القبور ظروفهم صعبة رغم تسعيرة الورد الزهيدة، لكن الرضا والأمل هما ما يحكمان البائع مع قدوم الزبائن، وقد ضربوا كل الخلافات حول الحكم الشرعي في وضع الورود والأزهار على القبور وقرروا السعي إلى الرزق والعمل بيدهم.
حكم وضع الورود على المقابر
بشأن الحكم الشرعي في شراء الورود وزيارة المقابر بها فتتبنى المدرسة السلفية حكماً متشدداً من حكم بيع وشراء الورود لزيارة القبور بها فالأصل في المسألة المطروحة هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين وغيرهما قال: “مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا، أو إلى أن ييبسا”.
أما المدرسة الوسطية فكانت الأفضل رأياً، فقد اختلف العلماء فيما يتعلق بالمعنى المراد من وضع الجريدتين اختلافاً واسعاً، فقد قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الكبرى “استنبط العلماء من غرس الجريدتين على القبر، غرس الأشجار والرياحين على القبر”، أما صاحب الفتاوى العالماكيرية” قال “وضع الورود والرياحين على القبور حسن، وإن تُصدق بقيمة الورد كان أحسن، كذا في الغرائب”؛ وينبغي للأحياء أن يحرصوا على نفع الميت فيما يتيقن منفعته به مما أخبرنا به الشارع، كالصدقة والدعاء.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال