همتك نعدل الكفة
568   مشاهدة  

باب يسري الفخراني ومعادلة الرزق والخِفيّة

يسري الفخراني مقدم برنامج باب رزق
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الرزق .. الكلمة الحساسة، والمطّاطة، والعباءة الواسعة التي تحوي بداخلها الآلاف من الكلمات والدعوات .. النهر الذي يقف على ضفافه – على مدار الساعة – ملايين من المصريين منتظرين أن يفيض، فيعود الطير إلى العش حاملًا قمحه في فمه لإطعام صغاره .. وإن كانت قاعدة “أكل العيش مر” هي قاعدة ثابتة على كل من ترك سريره خاليًا وشَمَر كُمّه ونزل إلى حلبة الحياة في الهند كان أو في القطب الجنوبي ..  فإنها أكثر من ثابتة بخصوص المصري الذي يقتنص الرزق اقتناصًا من بين براثن حياته .. فإن كان الرزق قاعدة إنسانية .. فأن “الخفيّة” قاعدة مصرية مُلزمة للرزق.

 

في محلات بيع الملابس بمنطقة العتبة ..  يراقب صاحب المحل أو “المعلم” وَقفة البائع أو “الصبي” في المحل .. فإذا كانت وقفته عبارة عن شخص مرتخي القدمين شابكًا أصابع يديه في بعضها .. رفض المعلم تلك الوقفه ونصحه بأن يقف بشكل أكثر انتباهًا لأن تلك الوقفة تطرد الرزق طردًا من المكان .. وإن كانت تلك خرافة في أصلها من ضمن ثُلة من فلكورو الخرافات الذي يطرد الرزق أو يجلبه، فإن مضمونها قائم على إن الاستعداد للرزق هو نصف الطريق إليه، وإن الرجل المُرزق في أساسه رجل فاتحًا أبوابه لاستقبال الرزق، وإن للرزق قانون جذب وقواعد ملزمه لراغبيه .. أبرزها “الخفيّة”.

برنامج باب رزق
برنامج باب رزق

 

وعلى مدار أعوام سابقة وموسم جديد قادم في الطريق .. قدّم الكاتب الصحفي والإعلامي يسري الفخراني برنامج “باب رزق”، ومستمر في تقديمه على قناة dmc، وفي حقيقته هو ليس برنامج تليفزيوني بقواعده ومضامينه الأساسية بقدر ما هو محاولة للفرك والسعي الموازي لكثير من المساعي .. بالضبط كـ دور الشاي في راحة الشغيّلة ..  أو كـ “زقّة” لسيارة تحتاج لأكثر من يد لتطير على الطريق السريع..  كما أنه يدخل بعقل المشاهد إلى أدق تفاصيل الصَنعة بإسلوب في أساسه صحفي قبل أن يكون تليفزيوني.

 

وما يميّز برنامج “باب رزق” هو أن مقدم البرنامج ل يقحم نفسه في الصورة، حيث أنك كمشاهد تجلس وجهًا إلى وجه مع هذا الذي يشرح صنعة العسل من أولها حتى بيعه في السوق، أو ذلك الذي تكررت حلقته مرتين عبر المواسم والذي شاهدنا كيف بدأ مشروع الكليم المصري وكيف تطور بعد وقت ليس بالكثير .. فهي بمختصرها محاولة من المقدم أن يجعل، أو من ينتوي أن يبدأ مشروعًا على نفس الطريقة، محاولة لعمل مرجع يمكنك العودة إليه عن الصنعة وأصحابها.. ويعد استمرارية بث هذا النوع من البرامج مطلوبًا في معادلة الوعي الجمعي الذي يواجه الكثير من المحبطين يبثون سمومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنصات .. بل أحيانًا مُلزمة أكثر منها مطلوبة .. فإننا جميعًا نُثّمن الإيد الشغّالة لكن كان لابد أن تطرب شريفة فاضل “يا حلاوة الإيد الشغالة ورّونا الهِمّة يا رجّالة” لتكون عنوانًا للرزق وبيبانه وأصحابه.

 

إقرأ أيضا
فوازير عروستي

 

 

الكاتب

  • باب رزق محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان