همتك نعدل الكفة
305   مشاهدة  

باختصار .. ما الذي يحدث في السودان و ماهي تطورات الوضع الآن ؟ ( حوار)

المواطنون السودانيون
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



فزع المواطنون السودانيون وهجرتهم إلى مصر، إغلاق المستشفيات وتدهور اقتصادي كبير مئات القتلى و آلاف الجرحى بينهم مدنيون، الأحداث تتصاعد في السودان، والحرب تزداد شراسة بين قوات الدعم السريع بقيادة ” حميدتي” والجيش السوداني بقيادة “البرهان” .

الأمور لم تعد مبهمة كما كانت في السابق ، وللأسف كلما اتضح الأمر يبدو بأنه كارثيّ أكثر، فهل يا تُرى ستستطيع الجبهة المدينة وقف الاشتعال بين المهوسين بالسلطة على حساب المدنيين، أم ستفشل المحاولات ويزداد الوضع سوءً؟.

وللوقوف على تداعيات الأزمات المشتعلة في السودان، كان للميزان لقاء مع الباحث السياسي ” وجدي عبد العزيز” ليُطلعنا أكثر على الوضع الراهن التي تشهده السودان من صراعات ومن تدخلات خارجية ؟

بدايةً.. ما المكونات الأساسية للجبهة المدنية في السودان؟ وهل لها وزن سياسي يُعتَبر في ظل الظرف التي تشهدها الخرطوم ؟

الجبهة المدنية جبهة حديثة التشكيل والتكوين في السودان وهدفها الأساسي وقف القصف التي تشهده السودان بين قوتين مسلحتين.

وتتكون الجبهة من غالبية أعضاء لجان المقاومة في الخرطوم والحاج يوسف وأم درمان.. وغيرها من المناطق، التي كان لها دور هام وقوي في الثورة السودانية، إلى جانب بعض قوى الحرية والتغير، إضافة إلى الشباب المستقلين المتطوعين لخدمة السودانيين أثناء لقصف، مما يعطيها ثقل ووزن سياسي في ظل هذه الظروف .

من وجهة نظرك.. ما الدور التي تستطيع أن تؤديه الجبهة المدنية ؟

الجبهة المدنية دعوتها في الأساس دعوة دعائية، بمعنى أنها تدعو الجبهتين المتحاربتين لوقف القصف المسلح، إلى جانب إقناع الشعب السوداني بعدم الانحياز لأي من الجبهتين المتنازعتين.

وأرى أن دورها الأهم هو دعوة السودانيين بعدم الانحياز لأي من الجبهتين المتحاربتين؛ ذلك أن الانحياز لأي جهة سيضر بمصلحة السودان ويتحول النزاع بين “البرهان ” و “حميدتي” إلى حرب أهلية ستمتد إلى خارج الخرطوم .

دعنا نفرق بين الصراع المسلح القائم في السودان وبين الحرب الأهلية التي تقصدها ؟

نتمنى أن لا تصل السودان إلى حرب أهلية، فالحرب الأهلية في السودان ستكون على أساس عنصري، وسندخل في كارثة المواجهات العرقية التي تعاني منها السودان، وسندخل في أنت من أين؟، و ما عرقك؟ وما هي درجة لون بشرتك؟ إلى غيرها من العنصرية التي تعاني منها السودان منذ الاستقلال علم 1956م.

لنضع القارئ في الصورة كاملة.. ما هي الأعراق والهويات المتعددة التي تقصدها في السودان ؟ وهل هذا له علاقة بدخول السودان في أزمات سياسية متلاحقة؟

التعدد العرقي في السودان هو السبب في بروز الصراعات المسلحة منذ استقلال السودان 1956م، ولنا في هذه الصراعات نموذجًا؛ وهو انفصال الجنوب عن الشمال عام 2011م بعد صراع دامَ أكثر من نصف قرن.

وكان السبب فيه هذا الصراع بين من يعتبرون نفسهم أفارقة وهم في الجنوب وبين من يعتبرون أنفسهم عرب وهم السلطة الحاكمة في الخرطوم، هكذا تشكل الصراع لتنفصل السودان الكبير إلى دولتين واحدة في الجنوب والأخرى في الشمال.

وظهرت هناك صراعات قبلية حتى بعد الانفصال، فمثلا في جنوب السودان ظهرت صراعات قبلية بين القبائل مثل قبيلة الحاكمة و النوير وغيرها، وهناك صراع آخر في دار فور منذ عام 2003م وإلى الآن بين القبائل التي هي عربية وبين قبائل الأفارقة.
واستوحش الصراع القبلي أثناء حكومة عمر البشير، حيث ساند قبائل العرب وسلحهم لمواجهة المواطنون السودانيون ذات الأصول الأفريقية، ومن هذه اللحظة ظهرت على الساحة ما يسمى الجان جاويد مع “موسى هلال” ثم تولى مكانه “حميدتي”، وقد ارتكبوا مجازر ضد القبائل الأفريقية قدرتها الولايات المتحدة بـ 300 ألف قتيل.

بعد هذا الكم من الصراعات وتنوع الهويات وتعدد الأديان .. هل يمكن للسودان الكبير جغرافيًا أن يعود؟

تعود السودان ككتلة متجانسة في حالة واحدة إذا تم التوافق على طبيعة الهُوية الوطنية للسودان باعتبارها هوية جامعة لكل المواطنين على اختلاف أعراقهم وأديانهم، وإذا لم يحدث ذلك ستظل الأزمة السياسية والاجتماعية كما هي وقد تصل إلى تشتت وتفكك أكبر، بل يصل إلى تفكك الشرق عن الغرب كما حدث في الشمال والجنوب.

نعود مرة أخرى إلى الاشتباكات المسلحة الحالية في السودان ..هل الصراع بين ” حميدتي” و” البرهان” فاتورة تدفعها السودان جراء حكم ” البشير”؟

حكم نظام البشير السودان حوالي 30 سنة، وكان لنظامه دور هام فيما يحدث في السودان الآن، لأنه رسخ عملية التميز العنصري بين المواطنين السودانيين، كما ساهم في تأسيس قوات الدعم السريع  الذي يقودها الآن ” حميدتي” وأمدها بالسلاح والمال والآن هي قوة تناظر وتواجه الجيش السوداني الرسمي.

نستطيع أن نقول أن نظام البشير بسياساته التميزية لصالح العرب أدت بشكل كبير في إحداث المشكلة التي نحن بها الآن، كما أن” البشير” عمل على أسلَمة الجيش بدلًا من وجود جيش وطني قوي يجمع بين كافة طوائف الشعب السوداني، فلا يتم طالب في الكلية الحربية إلا إذا كان موصي عليه من قبل الحركة الإسلامية، ليصبح عقيدة الجيش الدفاع عن القومية والهوية الإسلامية بعيدًا عن السودان كوطن جامع متعدد الهويات والأعراق .

إقرأ أيضا
كرة القدم والسياسة

هل هناك تدخلات ومساندات لدول الجوار للأطراف المتنازعة في السودان ؟

كل حركة سياسية تسعى لمؤازرة خارجية، فالجيش السوداني مثلا تسانده الدولة المصرية باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للدولة، والقادرة على حكم السودان بنص الدستور، واعتبار ” حميدتي” وقواته ما هي إلا حركة كانت لفترة معينة لا تستطيع أن تحكم البلاد على أساس قومي.

ما الذي يريده كلا من ” حميدتي” و”البرهان” من الصراع الدامي الآن؟

الصراع بين ” حميدتي” والبرهان” صراع على السلطة هذا واضح ولا شك فيه بعد عدم توافق مدة قوات الدعم السريع في الجيش وهو ما أدى إلى انقسام شديد في القوة العسكرية على اعتبار أنهم قوتين داخل الجيش، حيث يقدر عدد قوات الدعم السريع بـ 100 ألف، وقوات الجيش حوالي 140 ألف.

هل هناك تنافس بين القوى العظمى على مصير السودان الآن؟
هناك تنافس كبير بين الدول العظمى للفوز بكعكة السودان ، فالروس لهم دور مع “حميديي”، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية لها دور ومساعي مهمة للسيطرة على السودان، وكذلك الصين لها مصالح كبيرة في السودان وتركيا ، ومؤخرًا إسرائيل بعد موافقة” البرهان” على تطبيع العلاقات السياسية مع الكيان المحتل.

ما الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر جدة التي تبنته السعودية الولايات الأمريكية؟

توصل المؤتمر إلى إعلان بوقف إطلاق النار في السودان، إلى جانب التعامل الإنساني أثناء الحرب بحيث تتيح القوات ممرات آمنة للمواطنين، وتقديم الإغاثات الطبية للسكان هناك.

هل هناك حل لخروج السودان من هذا النفق المظلم و وهل هناك صورة واضحة لضبابية المشهد المشتعل بين البرهان وحميدتي الآن؟
الحل عن طريق أهل السودان ، ويتمثل في رفض هذه الحرب العبثية، وعدم تأييد طرف على حساب الآخر، والبدء في محادثات نهائية بشكل يضمن استقرار السودان الدائم بمنح كل القوميات والعرقيات حقوقها بتساوي دون تمييز، إنما إذا استمر الصراع بهذه الطريقة فهو إنذار شديد اللهجة بتحول السودان لدولة فاشلة مفككة توشك أن تندلع بها الحروب الأهلية .

الكاتب

  • المواطنون السودانيون مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان