بتسأل ليه عليا؟! ده مش عتاب ده اسمه رجاء بس بشياكة

هل ممكن حد يطلب من حبيبه انه يسيبه يسهر الليالي لوحده ويستدعى الذكريات؟ يعني ليه حد ممكن يتمنى هذا الألم بدل من إن حبيبه يشاركه الليالي يونسه؟ هل في سبب يخلي ألم البعد أفضل من لذة القرب، المشكلة ان السؤال الوجودي الغريب ده حطتني فيه اغنية ” بتسأل ليه عليا لفايزة أحمد من كلمات إسماعيل الحبروك وألحان فؤاد حلمي.

الأغنية دي أشهر أغاني الملحن فؤاد حلمي اللي تقريبا ما تفتكرلوش اغنية غيرها رغم انتاجه الكبير، وطبعا أشهر من شاعرها إسماعيل الحبروك واحد من الشعرا القليلين أوي اللي خدوا كتابة الاغنية من أقصاها لأقصاها من الكلاسيك للشعبي ومن العاطفي للوطني وحاجة في منتهى التنوع يعني ومع أهم نجوم عصره لكن كل أغانيه اتشهرت ممكن تتفاجئ انها بتتنسب أحيانا لشعراء تانين زي تخونوه مثلا اللي غناها العندليب، هو رزقه إن اغنية تتشهر وهو لاء.

الأغنية بتبدأ بسؤال استنكاري بتسأل ليه عليا وتقول وحشاك عنيا، السؤال ده بيديلك إيحاء اننا داخلين اغنية عتاب شديدة اللهجة وممكن تكون تمهيد للهجر وطول المفتتح بتاع الغنوة احنا مفروض بنتساق في السكة دي سكة دي واحدة جاية تعاتب وتقفل العلاقة دي تماما لكن هل هو ده اللي حصل؟

وأبعد عن حياتي يا أغلى ما عندي؟!! طب إزاى تديني إيحاء إنك داخل تنهي علاقة وتقولي يا أغلى ما عندي؟ وابعد عن خيالي ولا تبعت سلام وتيجي في منام ولا حاجة ابدا؟ وهنا تبدأ تشك نوايا العتاب والمواجهة وتبدأ تحس إن في غرض خفي من الكلام ده، بتبدأ تحس إن الموضوع مش زي ما هو باين من الأول

في الكوبلية التاني تشديد مبالغ فيه وتبدأ تحس بصوت طفولي في الموضوع ” أيامك نسيتها ونسيتك كمان رجع قلبي خالي دي حكاية وطويتها وكلام كان زمان راح ويا الليالي” ايه الأوفر ده بس ميزة الأوفر هنا انه بيأكدلك إن الموضوع فيه بعد خفي في حاجة بتجهز دي مش زعلة مش خناقة مش قرار نهائي دي يادوب قمصة مش أكتر

في الكوبليه التالت هنا مفروض بيتكشف السر الكوبليه كله على نفس النهج انا مش هعمل او أنا هعمل وأسوي، هخاصم عينيا واخاصم إيديا ولا عمي هتعبك ولا هرجع لحبك فتكتشف إن الحبروك شاعر ذكي جدا، لأن المقصود من الغنوة فعلا العتاب لكن العتاب بالطلب بالرجاء.

إقرأ أيضا

فرج .. رواية رضوى عاشور الممتعة والمؤلمة

الأغنية معكوسة هي بتعاتب حبيبها انه ما بيسألش عليها وعايزة تطلب منه يسأل عليها ويرجع ويقرب منها بس مكتوبة من سكة يتمنعن وهن الراغبات، في محاولة للطلب بس بشياكة ودلال ودلع وخفة، خفة عبر عنها فؤاد حلمي في لحن سريع في مساحة جبارة لصوت من أعظم الأصوات زي صوت فايزة أحمد علشان تتحرك براحتها، وخفة اللحن وشجنه الشديد كانوا هما القالب اللي اتحطت فيه كتابة إسماعيل الحبروك، صحيح الاغنية الذكية رزقك.