برلمان النساء والكوميديا الإغريقية

الكوميديا الإغريقية لها سمات متعددة عكس التراجيديا، فعلى سبيل المثال نجد أن أبطال الكوميديا الإغريقية يكونون من أردياء القوم عكس ما يكونوا في التراجيديا الإغريقية من النبلاء.

وكذلك فلابد للمتلقي أن يشعر بأنه أعلى من أبطال العرض فكريًا واجتماعيا، كما أن الخطأ بالكوميديا الإغريقية يمكن الرجوع فيه، عكس أخطاء التراجيديا التي تنتهي بمأساة لا حل لها.

وفي الكوميديا تكون النهاية سعيدة ويمكن التصالح معها، فيما تعتمد الكوميديا على مفارقات درامية ، وعدم الملائمة فيها من أسباب الضحك ، كعدم الملائمة بين فكرتين.

وتكتسب الكوميديا فيمتها من كونها بسيطة ترصد حياة عامة الناس وليس حياة علية الكوميديا كما بالتراجيديا؛ أي أنها تهتم بالقطاع العريض من الشعب ومن هنا تأتي أهميتها.

ويعرف أرسطو الكوميديا بأنها محاكاة الأراذل من الناس لا في كل نقيصة ولكن في الجانب الهزلي

أقرأ أيضا الأقنعة تحصد الجوائز بمهرجان الاسكندرية للمسرح

ولعل أشهر المسرحيات التي تنطبق عليها سمات الكوميديا الإغريقية هي مسرحية برلمان النساء لارستوفانيس.

وتدور المسرحية حول تولي النساء لحكم أثينا عن طريقة خدعة يفعلونها بسرقة ملابس أزواجهن والذهاب إلى الجمعية العامة لأثينا إصدار قرارت جديدة تعطي حق للنساء العواجيز بالتمتع بالشباب وتعتمد القرارات على توزيع ثروة الشعب بأن تصبح الملكية في الدولة جماعية.

وهذه المسرحية تنطبق عليها كل سمات الكوميديا الإغريقية، فأبطالها من عامة الشعب وليسوا من النبلاء، كما أن الخطأ فيها  بتسلم النساء الحكم يمكن الرجوع عنه.

وشعر الجمهور بأنه أعلى من الأبطال فكريا وفي الحالة الاجتماعية ، وانتهى العرض بنهاية سعيدة بإعداد وليمة بقرار من براكسجورا بطلة العرض والتهام الجميع لها بسعادة.

إقرأ أيضا

“غرائب احتفالات عيد الفطر زمان في مصر” الرحلات النيلية جريمة وخروج النساء ممنوع

وعدم الملائمة كانت في تواجد النساء بالبرلمان وارتدائهن ملابس الرجال، وهنا تظهر تقنية من تقنيات الكوميديا وهي إقلاب الملابس بين الرجال والنساء بغرض التنكر وهذا يدعو إلى تحقيق الضحك على هذه المشاهد الغريبة.

كما اعتمدت الكوميديا أيضا على مفارقات درامية ، فالجمهور يعرف أن النساء خرجن إلى البرلمان وسرقن  ملابس أزواجهن، فيما لا يعلم الرجال بذلك ويلتقون بالشوارع بملابس نسائهم ويتسائلون فيما بينهم عن سر اختفاء النساء وملابسهم معهن.