همتك نعدل الكفة
3٬104   مشاهدة  

برنارد شو .. حوار حول الإسلام حسم الجدل حول ديانته الحقيقية

برنارد شو


” الناجح هو الذي يسعى للبحث عن الظروف التي يريدها، وإن لم يجدها يصنعها بنفسه”، كلمات رائعة ذات معنى عميق وتأثير عظيم، سطرها المؤلف الكبير “جورج برنارد شو”، كان هدفه من قولها أن العزيمة والإصرار على فعل الشيء هما أهم أسباب النجاح، وقد كان هو بنفسه أعظم مثال للنجاح حينما تحدى الظروف القاسية وأصبح أشهر مؤلفي أيرلندا، وحصل على العديد من الجوائز العالمية أبرزها جائزة نوبل.

وعلى مدار حياته نُسبت له عدة أشياء أخرى، مثلًا كونه ألف كتابًا عن النبي محمد والإسلام، وأنه أسلم في أواخر حياته، والحقيقة أنه لا أساس لمثل هذه الأقاويل، فكل ما هنالك أنه في عام 1953م التقى برنارد شو بعالم الدين المسلم محمد عبد العليم صديقي، في مدينة ممباسا الكينية، وكان برنارد شو وقتها يحل ضيفًا على المندوب السامي البريطاني هناك، ودار بين الأثنين حوار حول الإسلام، يُمثل نموذجًا عاليًا ومثاليًا لأسلوب الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة.

حوار حول الإسلام

تم نشر هذا الحوار في مجلة إسلامية تحت عنوان “حوار حول الإسلام”، وكانت المجلة تصدر في ثلاثينيات القرن العشرين بسنغافورة، وكان يشرف عليها أحد تلاميذ الشيخ عبد العليم صديقي.

وقد تميز الحوار بنوع من القبول والتوافق الفكري بين الطرفين المسيحي والمسلم، واستقبل برنارد شو المعروف عنه الدبلوماسية الشديدة والفلسفة، نظيره الشيخ صديقي قائلًا :”عندما سمعت بجهودك في مجال الدعوة للإسلام تحمست لمعرفتك، وتحمست أكثر لحضور محاضرتك عن فلسفة السلام التي ألقيتها الليلة الماضية لولا ارتباطات”.

برنارد شو

ثم بدأ الحوار وقام الشيخ صديقي بتوضيح العديد من النقاط التي تتعلق بموضوع الإسلام، والتي كانت محل تساؤل برنارد شو خاصة فيما يتعلق بموضوع انتشار الإسلام بحد السيف، حيث قال موضحًا حقيقة الصورة :”إن التدوين الموثق لتعاليم الإسلام يبين دون أي شك أن الإسلام يبيح استعمال السيف فقط عند الاضطرار دفاعًا عن النفس في مواجهة هجوم جائر أو اعتداء آثم، وأن هناك أمرًا صريحًا في القرآن الكريم يقول «لا إكراه في الدين»، ثم أضاف: “وبالنظر إلى تعاليم المسيحية الحقة نجد أنها نفس الشيء، لأن المنطق أن العقيدة الإلهية ترفض أي مسلك من مسالك العنف فيما يتعلق بالدين، والفصل في القرآن الكريم في قوله «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»”، وتقبل برنارد شو هذه الآراء بهدوء شديد،  وذلك نابع من إيمانه بأن جميع الأديان تدعو للسلام.

إقرأ أيضا
بليغ حمدي

بعد ذلك انتقل الحوار بين الطرفين إلى موضوع الحروب الصليبية والتي أرجع صديقي أسبابها إلى مكائد الميكافيلية، ورجال الكنيسة الذين أدركوا أن الإسلام مثل عقبة كبيرة في طريقهم، وفي وجه سلطة الكهنة الدينية التي صنعوها لأنفسهم، لذلك أطلقوا حملة ضد الإسلام والمسلمين وصوروهم كأعداء لعقيدتهم، وهنا وعند هذه النقطة بالذات لم يستخدم برنارد شو لغة الهروب ولغة المقاطعة، أو البحث عن بعض الأسباب والمخارج المزورة، أو بتكذيب رؤية الطرف المسلم حول هذا الموضوع، بل إنه وبكل وضوح أكد على صدق هذه الأسباب قائًلا: “ليس هناك شك في أن تعصب الكنيسة الرومانية كان مسؤولاً إلى حد كبير عن الحوادث المحزنة، وإن تعاليم المسيحية ليس لها علاقة بحدوثها، وأن هناك قدر كبير من الاتفاق والتشابه بين تعاليم الإسلام والمسيحية، ومما لاشك فيه أن أهداف الحملات الصليبية كانت سياسية في المقام الأول بعيدة عن الدين، والحقيقة أنني في كتاباتي واستنتاجاتي حول هذا الموضوع وجدت العديد من الأسباب الإضافية أهمها أن تقديس العهد القديم، واعتباره جزءًا لا يتجزأ من الكتاب المقدس، قد لعب دورًا مؤثرًا في زرع العقلية العسكرية في نفوس العالم الغربي قديمًا، حيث كانوا يمسكون بالبندقية في يد وبالعهد القديم في اليد الأخرى”.

قنوات الإخوان ومسلسل الاختيار “كيف استعانوا بوثائقي قناة الجزيرة فتورطوا في الكذب ؟”

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان