رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
144   مشاهدة  

برنامج مدفع رمضان..  النجاح ليس دائمًا معيار الجودة

مدفع رمضان
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في كل موسم رمضاني، يحرص محمد رمضان على أن يكون حاضرًا، سواء بعمل درامي، أو بأغنية، أو حتى بإثارة الجدل، لكنه هذا العام قرر أن يبتعد عن زحام المسلسلات، ليقتحم مجالًا مختلفًا ببرنامج المسابقات “مدفع رمضان”.

فكرة برنامج مدفع رمضان ليست جديدة، لكنها تحمل بصمته الخاصة، وهو ما جعله يحقق انتشارًا واسعًا رغم كل الانتقادات. لكن، هل نجاحه هذا نابع من جودة الفكرة والتنفيذ؟ أم أن ذكاء رمضان التسويقي هو العامل الحاسم؟

بين الذكاء والموهبة.. كيف صنع رمضان نجاحه؟

لا شك أن محمد رمضان فنان موهوب وذكي، فالموهبة وحدها لا تكفي، والذكاء هو ما يجعل الفنان يختار توقيت ظهوره والطريقة التي يتفاعل بها مع الجمهور، وفي وقت تسير فيه الدراما الرمضانية على نمط متكرر، قرر رمضان أن يخرج عن السياق، وأعلن أنه لن ينافس في سباق المسلسلات هذا العام، ليتجه إلى تجربة جديدة يخاطب بها الناس بشكل مباشر.

البرنامج ليس ابتكارًا جديدًا، فقد سبقته برامج مشابهة مثل “كلام من دهب” لطارق علام، و”كلام الشارع” لأحمد رفعت وغيرهم، لكن لأن الاسم هو محمد رمضان، فإن كل ما يقدمه يُنظر إليه كأنه مختلف. ذكاء رمضان لم يقتصر على اختيار التوقيت، بل امتد إلى طريقة التنفيذ، حيث قرر النزول إلى الشارع بنفسه، والتفاعل مع الناس بشكل مباشر، وهو ما صنع حالة من القبول الشعبي بعيدًا عن السوشيال ميديا.

مدفع رمضان vs رامز جلال..منيسيطر على توقيت الإفطار

منذ سنوات، احتكر رامز جلال توقيت الإفطار ببرامجه، التي تعتمد على “المقالب” الضخمة واستضافة المشاهير، لكن في المواسم الأخيرة، بدأ البرنامج يفقد بريقه تدريجيًا، خاصة بعد انتقاله من مصر إلى السعودية، حيث أصبح مجرد نسخة مكررة بلا روح. جمهور رامز بات يكتفي بمشاهدة الدقائق الأولى فقط، لمعرفة الضيف، ثم يغيّر القناة.

على الجانب الآخر، استطاع مدفع رمضان أن يقتطع جزءً من هذه المشاهدة، رغم أن فارق الميزانية بين البرنامجين ضخم. فبينما يحصل رامز على تمويل ضخم، ويصور حلقاته بإمكانيات إنتاجية عالية، يعتمد رمضان على كاميرا تجري في شوارع مصر. لكن السر هنا هو “مصر” نفسها، فبمجرد ما تترك الفكرة بلدها، تفقد جزءًا كبيرًا من هويتها وروحها، وهو ما حدث مع برامج رامز. في المقابل، عندما تختار مصر أن تستعرض قوتها في أي مجال، يكفي أن تُظهر روحها وشخصيتها التي تنبع من شعبها وشوارعها، فتفرض حضورها بكل سهولة.

سطحية الفكرة.. عندما تتحول الأحلام إلى سلعة

ورغم نجاح البرنامج، إلا أن فكرته تظل ضعيفة ومستهلكة، بل يمكن اعتبارها نسخة مشوّهة من البرامج التي سبقتها. الفارق هنا أن مدفع رمضان لا يعتمد على تقديم المعلومة أو اختبار الثقافة، بل يلعب على وتر الحاجة والفقر.

على عكس برامج مثل “كلام من دهب” التي كانت تقدم الجوائز في إطار مسابقات ثقافية أو دينية أو اجتماعية، يعتمد رمضان على استغلال أحلام البسطاء، وتحويل المال إلى عنصر إثارة ومزايدة. المتسابقون لا يُختبرون في معلوماتهم أو مهاراتهم، بل يفاجأون بآلاف الجنيهات تُلقى في وجوههم، أو هدايا غريبة مثل “نظارات تمنع الرؤية”، في مشهد أشبه بلعبة عبثية أكثر منه برنامج مسابقات حقيقي.

استعراض مبالغ فيه.. ودعاية شخصية بحتة

بعيدًا عن جوهر الفكرة، فإن أسلوب التقديم يعكس بشكل واضح نزعة الاستعراض. محمد رمضان لا يظهر كمقدّم برامج عادي، بل كنجم متوّج على عرش الجماهير، يوزع الهدايا بعظمة مصطنعة، ويردد في كل حلقة لازمة “نمبر وان”، كأنه في حملة دعائية لنفسه أكثر من كونه يقدم برنامجًا للجمهور.

حتى الإبهار البصري لا يخدم البرنامج، بل يفرغه من معناه. البدل الفاخرة التي يرتديها رمضان، الإكسسوارات المبالغ فيها، طريقة توزيع الجوائز وكأنها “منة” منه على الناس، كلها تفاصيل تعكس سعيه الدائم للظهور في صورة “الأسطورة”، حتى لو كان ذلك على حساب جوهر الفكرة نفسها.

مدفع رمضان
مدفع رمضان

 النجاح ليس دائمًا معيار الجودة

في النهاية، لا يمكن إنكار أن “مدفع رمضان” برنامج ناجح جماهيريًا، لكنه في الوقت نفسه مثال على كيف يمكن أن يكون النجاح سطحيًا وخاليًا من القيمة. رمضان نجح لأنه عرف كيف يخاطب الجمهور البسيط، لكنه لم ينجح في تقديم فكرة ذات قيمة حقيقية، بل اكتفى بتحويل المال إلى أداة لجذب الانتباه.

إقرأ أيضا
مدفع رمضان

على العكس، البرامج التي كانت تُعرض قبل 20 عامًا كانت تعكس صورة مختلفة للشعب المصري، حيث كانت الجوائز تُقدم في إطار مسابقات تحترم عقل المشاهد، وتعتمد على الثقافة والمعرفة، لا على دغدغة مشاعر المحتاجين.

ربما يكون رمضان ذكيًا في اختياراته، لكنه لو أراد أن يرسّخ نفسه كنجم شامل، فعليه أن يبحث عن أفكار أعمق، وأن يدرك أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بقيمة المحتوى الذي يقدمه.

اقرأ أيضًا: تترات مسلسلات رمضان 2025 : وتقابل حبيب …. تيمة مكررة واداء روتيني من إليسا

الكاتب

  • مدفع رمضان مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان