رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
339   مشاهدة  

بسبب ممالك النار .. مازلنا بندن في مالطا

ممالك النار


في الحقيقة لم أشاهد ممالك النار رغم كل ما أثير حوله، لم أشعر برغبة في مشاهدة حالياً، ولأنني غير مطالب بالكتابة عنه نقدياً لم أهتم، ولكنني شاهدت معارك أكثر عنفاً من تلك التي شهدتها أحداث ممالك النار، وبسبب المسلسل، معاك كان بها من العبث ما يكفي ويفيض، ولكن المعركة الأهم في كل هذا كانت معركة إنهم يزيفون التاريخ.

كلا الطرفين المؤيد والمعارض  لمسلسل ممالك النار خرج منهم أناس ليقولوا إن “المسلسل التلفزيوني الدرامي” ممالك النار يزيف التاريخ، المؤيدون يقولون إنه خفف من عنف الاتراك، والمعارضون يقولون أن المسلسل يبالغ في عنف الأتراك ويحاول تشويه صورتهم، وفي الحقيقة، هذا مسلسل درامي تاريخي وليس مسلسل أو فيلم وثائقي لكي يكون مصدر من المعلومات.

يا سادة يا أفاضل، مازلنا ندن في مالطا حتى الآن، العمل الفني ليس مرجعاً تاريخيا، ومن حث صناع الدراما التغيير في التاريخ كيفما يشاؤون طالما أن هذا التغيير يصب في صالح الدراما، والأمثلة على ذلك كثيرة أبرزها فيلم كوينتين تارنتينو أوغاد مجهولون الذي قرر فيه تارنتينو أن يغتال هتلر عام 1943 على يد بطلة الفيلم عكس ما هو معروف تاريخيا، ولم يخرج أحد ليقول انه يزور ويزيف التاريخ.

في العالم اجمع يتعامل المشاهدون مع الأعمال الدرامية السينمائية والتلفزيونية والمسرحية وحتى الإذاعية على انها دراما فقط وليست مصدر للمعلومات التاريخية او حتى العلمية، ولكن يتعاملون معاها دراما، كل العالم تقريبا عدا الشرق الأوسط، الامر منتشر لدرجة مرعبة لم يبدأ مع ممالك النار ولم يتوقف عنده ولن يتوقف، بل إن الأمر أن أحد النقاد كتيب في نقده عن أحد الأفلام التي عرضت في واحد من أهم مهرجانات العالم إن لم يكن اهم مهرجان سينمائي حاليا، أن الفيلم يزيف التاريخ.

ويبدو أن العدوى تنتشر بشدة، حتى انها وصلت لناقد له ثقله ووزنه، ممالك النار أبسط دليل على ذلك، لذلك ربما يجب أن نوضح عدة نقاط عن العمل الدرامي وعن التاريخ أيضا.

الكاتب الدرامي هو رب العمل وكل ما في التاريخ من أحداث وشخصيات ومواقف تحت أمرته يستخدمها كما يشاء طالما أن الأمر يخدم قصته، فإذا خرج علينا كاتب اليوم وقال في عمل درامي أن هتلر كان يسعى للحرية بينما الحلفاء كانوا هم الطغاة، في سياق درامي فيجب أن نتحدث عن الدراما لا عن المعلومات التاريخية.

دائما في الإعلام تقال جملة الحدث حسبما تراه والصورة حسب الزاوية التي تلتقطها منها، بمعني أن إذا كنت متعاطف مع رجل قتل زوجته، فسترى الأمر جريمة شرف وإذا كنت متعاطف مع الزوجة فترها جريمة عنف أسري وقتل عمد، بينما الحقيقة نفسها يغيب الكثير من تفاصيلها حتى عمن حضروا الحدث وشاهدوه وسجلوه بأعينهم.

نحن نرى الأمور من وجهات نظرنا وهذه طبيعة بشرية طبيعية، وبالتالي فإن المؤرخين نفسهم يرون التاريخ من وجهة نظرهم، وفي كتب التاريخ الكثير والكثير لتلك المواقف مؤرخ يرى حدث أنه فتح مبين بينما يراه أخر من نفس جنسيته أنه غزو واحتلال.

إقرأ أيضا
عرض شجرة الدر

اعتقد أن السؤال الذي قد يدور في ذهنك إذا وصلت إلى هذه الجزئية هي سؤال من اين نأتي بالتاريخ الصحيح؟ والاجابة الصحيح هو ما تقتنع به، وبإسقاط هذا الرأي على مسلسل ممالك النار فإذا كنت ترى ان الأتراك لم يكونوا بهذه البشاعة وان لكل فعل أقدموا عليه تبرير منطقي، فانت على صواب، والعكس صحيح، ولكن رجاء لا تقحموا الدراما في تلك المعركة، الدراما ليست المكان المناسب لتلقي المعلومات التاريخية، لقد مللنا من الأذان في مالطا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان