رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
64   مشاهدة  

بعد الضربة الأمريكية.. هل تسرّع إيران إعلانها بامتلاك السلاح النووي؟

فوزي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في تطور خطير يعكس تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، شنّت الولايات المتحدة هجومًا استباقيًا على منشآت نووية إيرانية، في خطوة مفاجئة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متجاوزًا بذلك المهلة الزمنية التي كان قد حدّدها سابقًا لطهران. وبينما اعتبرها البعض ضربة موجعة، حذر باحثون وخبراء من أن هذه الضربة لم تكن حاسمة، وقد تدفع إيران إلى تغيير قواعد الاشتباك الإقليمي والدولي بشكل جذري.

تصعيد بلا تفويض ومخاوف من الرد الإيراني

محمد فوزي، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، يرى أن الضربة الأمريكية لم تجرِ بتفويض مسبق من الكونجرس، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية الأمريكية، إلا أن التداعيات الأخطر، حسب تقديره، لن تكون داخلية بقدر ما ستكون مرتبطة بالرد الإيراني المنتظر؛ فإيران، التي خسرت العديد من أذرعها الإقليمية، لن تسعى إلى مشهد استسلام، لكنها أيضًا لن تنجرف نحو “انتحار عسكري”، على حد تعبيره.

ويضيف فوزي: “إيران غالبًا ما ستتجه إلى الحفاظ على توازن الردع، عبر تبني استراتيجية الضربة والضربة المضادة، وقد تختار الرد عبر أذرعها الإقليمية، لا سيما الحوثيين في اليمن، الذين يمتلكون بنك أهداف متنوعًا في الداخل الإسرائيلي، إضافة إلى استهداف الملاحة في البحر الأحمر كما حدث في أعوام سابقة.”

ضربة تكتيكية لا تُنهي المشروع النووي

في تصريحات لاحقة، أكد “فوزي” أن الضربة الأمريكية، رغم ما أُعلن عنها من نتائج مبهرة، لم تكن حاسمة في واقع الأمر. فوفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تُسجَّل أي تسريبات إشعاعية من المواقع المستهدفة، كما أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يتأثر بشكل كبير، ما يُعزز من فرضية أن ما تم تدميره هو البنية التحتية وليس جوهر البرنامج النووي ذاته.

وأشار إلى أن تصريحات ترامب جاءت دعائية في طابعها، على عكس ما أعلنه رئيس هيئة الأركان الأمريكية الذي تحدث بدقة عن “تدمير للبنية التحتية”، دون ادّعاء القضاء الكامل على البرنامج النووي. ويرى “فوزي” أن هذه الضربة، على الأرجح، أجّلت البرنامج النووي الإيراني ولم تُنهِه، مضيفاً: “إيران ربما استبقت الضربة بنقل مكونات حساسة من برنامجها النووي إلى مواقع أكثر تحصيناً، وهو أمر منطقي في ظل التصعيد الحالي.

هل غيّرت إيران عقيدتها النووية؟

الأخطر، وفقًا لفوزي، هو ما قد يترتب على هذه الضربة من تغييرات جذرية في العقيدة النووية الإيرانية. فإيران التي ظلت حتى الآن في حالة غموض نووي محسوب، قد تجد في هذا التصعيد فرصة لإعادة رسم استراتيجيتها بالكامل، وربما الإعلان عن امتلاك السلاح النووي لاستعادة التوازن الاستراتيجي والردع الإقليمي الذي تآكل بعد سلسلة من الخسائر.

وأضاف فوزي أن “انسحاب إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعد سيناريو مستبعداً، خاصة إذا قررت طهران كسب الوقت ومفاجأة المجتمع الدولي بإعلان دخولها مرحلة الإنتاج الفعلي للسلاح النووي.”

فوزي

ولم يغفل “فوزي” الإشارة إلى الدور الروسي المحتمل في هذا الملف، مؤكدًا أن موسكو، التي ترتبط بشراكة استراتيجية مع طهران، قد تكون لعبت دورًا في تأمين منشآت إيران النووية ورفع مستوى الحماية فيها تحسبًا لأي ضربة أمريكية، خاصة في ظل التحذيرات الروسية العلنية الأخيرة ضد أي تصعيد يستهدف إيران.

إقرأ أيضا
فوزي

نحو تفاوض أم حرب؟

رغم التصعيد، لا يستبعد فوزي أن يكون هدف ترامب من الضربة هو جرّ إيران إلى مائدة التفاوض ولكن من موقع ضعف، وهو ما يفسّر غياب بعض الشخصيات البارزة عن مشهد إدارة العملية، مثل مبعوثه الخاص للشرق الأوسط. “الضربة جاءت لتكون خاتمة لحرب، لا مقدمة لحرب ممتدة”.

وأخيرًا الضربة الأمريكية على إيران فتحت الباب أمام سيناريوهات متعددة، تبدأ من الردود المحدودة بالوكالة، ولا تنتهي بإمكانية اشتعال مواجهة إقليمية مفتوحة، وبينما تسعى واشنطن إلى فرض واقع تفاوضي جديد، تبدو طهران أكثر ميلًا إلى التصعيد المحسوب، لكنها في الوقت ذاته قد تكون بصدد اتخاذ القرار الأخطر منذ عقود: إعلان امتلاك القنبلة النووية.

اقرأ أيضًا: إيران تخترق القبة الحديدية وتصل إلى مفاعل ديمونة النووي، فما التفاصيل ؟

الكاتب

  • فوزي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان