بعد المكشكشة و المتمرمطة.. لماذا تخلينا عن الكنافة البلدي؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تناول الحلويات من الطقوس المقدسة لدى المصريين في رمضان، ولعل بعض الحلويات الشرقية المعروفة ارتبطت في الأصل بهذا الشهر الكريم مثل الكنافة البلدي التي تعتبر أشهر الحلويات الشعبية على موائد عزايم رمضان.
الكنافة حلوى الملوك
ويرجع ارتباط المصرين بالكنافة البلدي إلى العصر الفاطمي حيث أُعدت في البداية خصيصًا المعز لدين الله الفاطمي، ومن هذه التاريخ توراثها المصريون وأصبحت من المقدسات على موائدهم يتوارثونها جيلًا بعد جيل .
وتصنع الكنافة البلدي في الشارع عبر رش العجينة السائلة على الصاج الساخن لتسويتها ومن ثم بيعها، وبعد أن يشتريها الزبون يصنعها بأي شكل يحبه فمنها السادة وبالقشطة والمكسرات والمانجو والموز ..كل بيت وإبداعاته لكن الأشهر الكنافة السادة أو بالمكسرات.
القطايف
ومن الحلويات التاريخية الشعبية التي ارتبطت برمضان هي القطايف، و تعددت الروايات التاريخية حول نشأتها فبعضهم يقول أنها نشأت في العصر الأموي وآخرون يرجحون ظهورها في العصر العباسي أو هي حلوى مبتكرة تنافس الطهاة لصنعها في الدولة الفاطمية، إلا أننا نرجح انها ظهرت في الدولة العباسية ذلك أن ابن الرومي الشعر العباسي قد تغنى بها فقال :
قطائف قد حشيت باللوز
والسكر الماذي حشو الموز
تسبح في آذيّ دهن الجوز
سررت لما وقعت في حوزي
سرور عباس بقرب فوز
المهم أن هذا الحلوى قد ارتبط بالمطبخ المصري وأصبحت من المسلمات في شهر رمضان، وتعد هذه الشطيرة إما سادة أو محشوة بالمكسرات ومقلية في الزيت ثم نقعها في الشربات أو العسل.
البسبوسة
وإذ تحدثنا عن الكنافة البلدي والقطايف لابد أن نذكر البسبوسة والجلاش الذي يعود اصلهم إلى الدولة الفاطمية وارتبطت بالمطبخ المصري من ذلك التاريخ وأيضا حاضرين بقوة في عزائم رمضان.
كل هذا الحلويات نحفظها عن ظهر قلب ونفضلها ونحبها ونحب رائحتها ونشتريها بسعادة، فهي من محسنات المزاج، ولكن في رمضان 2023 ظهرت العديد من الحلوى بأسماء مضحكة وغريبة أخذت ضجة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا ومنها المكشكشة و المدلعة.
المكشكشة
المكشكشة عبارة عن جلاش يوضع عليه طبقة من الكريمة أو القشطة ثم مغطى بجلاش مبروم أو مكشكش وعليها المكسرات المتنوعة، ربما يكون طبق الحلوى هذا الذي أخذ ضجة واسعة معروف من زمن طويل عند ربات البيوت.
والعجيب أن هذا الطبق الذي لا يكلف الكثير في إعداده ذلك لأن المكونات بسيطة ، يباع في المحال بـ 500 جنيه فأكثر وعلى الرغم من غلاءه مقارنة بأسعار الحلوى الأخرى يقبل الناس على شراءه بعد تصدره التريند من أول رمضان.
وتفاوت تعليقات المصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين السخرية والضحك وبين تجربة الجديد من الحلوى وسط اشتياق كبير لطبق الحلوى الشرقي البلدي من كنافة وجلاش وبسبوسة و قطايف.
وتتبع البعض طريقة عمل المكشكشة وقام بتجربتها، وكانت النتائج مبهرة، فطبق الحلوى عبارة عن فحم محترق!
وأخرى تحاول ابتكار طريقة جديدة لعمل الكريم كراميل وكانت النتائج مذلة أيضا، فبعد أن كانت النية كريم كراميل، ظهر الشكل كبدة عجل -حسب وصفها-.
وجاءت السخرية حول ابتكار طريقة جديدة بصنع الكنافة، واطلقوا عليها اسم المتمرمطة.
المطبخ المصري مبهر بأنواع الحلوى المتعددة، وتظل خفة دم المصرين وروحهم المرحة غطاء على اي ابتكار قد يمس معتقداتهم وطقوسهم في الطهي.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال