هل مازال سيدنا جبريل يزور الأرض؟
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
انقطع الوحي حين حدث انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى فلا نبي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، غير أن موقف أمين الوحي جبريل بعد وفاة الرسول خضع لآراءٍ متعددة في كتب التفسير والحديث.
نزول جبريل بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى
هناك حديث يتكلم عن أن جبريل ينزل للأرض 4 مرات بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بهدف رفع العدل والبركة والحياء والقرآن من الأرض، لكن هذا الحديث موضوع ولم يصح؛ ومع ذلك فإن نزول أمين الوحي جبريل ثابت.
تطرق الإمام السيوطي في كتاب الحاوي للفتاوى لمسألة نزول أمين الوحي بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى فقال « إنكار الناس لنزول جبريل بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم لا أصل له، ثم استدل على ذلك بما أخرجه الطبرانى فى معجمه الكبير عن ميمونة بنت سعد قالت: قلت: يا رسول اللَّه هل يرقد الجنب؟ قال ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ، فأنى أخاف أن يتوفى فلا يحضره جبريل».
اقرأ أيضًا
قصة وصية الرسول التي منع عمر بن الخطاب أن يكتبها أحد
من حيثية النص القرآن فإن الله سبحانه وتعالى قال في ليلة القدر «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» وفي تفسيرها قال الضحاك: إن الروح هنا جبريل، وأنه ينزل هو والملائكة في ليلة القدر ويسلمون على المسلمين وذلك في كل سنة.
لعل أبرز فتوى حديثة بشأن نزول أمين الوحي بعد وفاة الرسول ما ذكره الشيخ عطية صقر حيث قال «إن الذي الذى جر إلى الاعتقاد بعدم نزوله حديث لا وحي بعدي، فالذى ينزل بالوحى جبريل، والجواب أن الحديث موضوع، ولو فرضت صحته فالمنفى نزوله للوحي إلى الأنبياء بشرع، لكن قد ينزل لغير ذلك كتبليغ خبر لا يتعلق بتشريع، ففي مسلم ” أوحى اللَّه تعالى إلى عيسى أنى أخرجت عبادا لى لا يد لأحد بقتالهم فحول عبادى إلى الطور- وهم يأجوج ومأجوج، ومهما كانت قيمة الاستدلال بهذه الأدلة على نزول جبريل فإن ذلك أمر ليس من أصول العقيدة الإسلامية، والبحث فيه ينبغى أن يحملنا على ما احتوته هذه الأدلة من الحرص على الطهارة، ومن إحياء ليلة القدر».
وقد فتحت مسألة نزول أمين الوحي بابًا للتعرف حول نهايته بالموت فبعضهم يقول أن ملك الموت يقبض روحه وآخرون أشاروا إلى غير ذلك مما استرعى ابن حزم للكلام في تلك المسألة خلال كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل حيث قال «ولا نص ولا إجماع على أن الملائكة تموت، ولو جاء بذلك نص لقلنا به، بل البرهان موجب أن لا يموتوا؛ لأن الجنة دار لا موت فيها ، والملائكة سكان الجنان، فيها خلقوا وفيها يخلدون أبدا، وكذلك الحور العين، وأيضا فإن الموت إنما هو فراق النفس للجسد المركب، وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الملائكة خلقوا من نور ، فليس فيهم شيء يفارق شيئا فيسمى موتًا».
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال