همتك نعدل الكفة
1٬028   مشاهدة  

بعد فوز الزمالك بالدوري .. من هو “المرحوم” في كرة القدم المصرية؟

الدوري


أعلنت الجولة 33 من الدوري العام المصري نسخة 2020/2021، فوز نادي الزمالك الثالث عشر بدرع البطولة، بعد مرور خمس سنوات على حصوله عليه آخر مرة في 2015.

بطولة يراها كثير من مشجعي الزمالك مستحقة، نتيجة جهد وإصرار لاعبيه على التتويج بالدرع، خصوصا بعد هزيمتهم من الأهلي في نهائي دوري أبطال إفريقيا قبل الماضي، وخروجهم من دور المجموعات في البطولة الماضية التي حققها الأهلي أيضا، بينما يراها عدد لا بأس به من جمهور المارد الأحمر “موجهة”، حيث يرددون أن اتحاد الكرة ولجنة الحكام لاعبا دورا كبيرا في إهداء الدرع للزمالك، بإهدار 15 نقطة على الأهلي بأخطاء تحكيمية، وضغط مباريات الفريق الذي كان يلعب في مصر وخارجها في توقيتات متقاربة للغاية مما أجهد لاعبيه.

وبعيدا عن مبررات جماهير الفريقين الكبيرين ومكايدة بعضهم البعض، وبغض النظر عن كون البطولة مستحقة أم موجهة، هناك سؤال هام يطرح نفسه بعد فوز الزمالك بالدوري العام..

“من هو المرحوم الحقيقي في كرة القدم المصرية؟”.

شيكابالا وجماهير الأهلي

فلا يخفى على أحد تنمر جماهير الأهلي بكابتن الزمالك محمود عبد الرازق شيكابالا وسبابه بشكل شبه دائم، ووصفه بـ”المرحوم” أو “الميت”، في إشارة لكونه كما يقال بالعامية “شطَّب كورة من زمان”، كما لا يخفى أيضا رد شيكابالا على جمهور الأهلي واستفزازه لهم هو الآخر بشكل يراه البعض لا يليق أن يخرج من كابتن الزمالك الذي لا يجب أن ينساق وراء الجماهير، ضاربين المثل بعماد متعب وما كان يحدث معه من جماهير الزمالك هو الآخر، وكيف كان يتعامل مع الأمر بحكمة وهدوء، حيث توجد مسؤولية على لاعب الكرة كونه شخصية عامة يجب أن تبتعد عن إثارة الجماهير.

وبعد فوز الزمالك بالدوري هذا الموسم، انتشرت فيديوهات لمحمود عبد الرازق شيكابالا ظهر فيها يقود جماهير الزمالك -أعضاء الجمعية العمومية للنادي- من الملعب حتى تهتف هتافات تسب فيها الأهلي وجماهيره، وشاركه الأمر مجموعة كبيرة من لاعبي الفريق، وهو ما سبب حالة كبيرة من الاستياء لدى جماهير الأهلي وبعض الصحفيين والإعلاميين.

YouTube player

جمعية ودايرة

بالطبع ما فعله شيكابالا لا يتسم بالمسؤولية ولا الأخلاق ونبذ التعصب الذي تتشدق به كل القنوات الرياضية في مصر، ويجب على اتحاد الكرة توقيع عقوبة عليه هو ومن شاركه الأمر من لاعبي الزمالك، ولكن هل ستوقف العقوبة هذا السلوك فيما بعد؟

الدوري

للأسف من المحتمل أن تكون العقوبة عبارة عن غرامة 50 ألف جنيه فقط لا غير على كل لاعب، دون اتخاذ أي إجراءات أخرى تمنع حدوث مثل هذا الأمر في المستقبل، فما حدث من شيكابالا ورفاقه بعد مباراة الإنتاج الحربي، والذي حوله جماهير الأهلي لبكائية واحتفى به جماهير الزمالك، منذ انتشار الفيديوهات، حدث في مباراة السوبر المصري 2018/2019 بالشكل نفسه، لكنه كان من كابتن الأهلي وقتها حسام عاشور، وزميله لاعب بيراميدز الحالي رمضان صبحي، حيث قاد الاثنان الجماهير في هتافات السباب ضد الزمالك، والتي حولها جمهور الأبيض إلى بكائية وقتها، بينما احتفى بها مشجعو الأحمر، ولم يعاقب اتحاد الكرة اللاعبين إلا بغرامة 50 ألف جنيه لكل منهما، وكأننا نسمع صوت محمود الجندي رحمه الله في جملته الشهيرة “جمعية ودايرة”.

YouTube player

المرحوم الحقيقي في كرة القدم المصرية

موقف شيكابالا ورفاقه، ومن قبله موقف حسام عاشور ورمضان صبحي، وغيرها من المواقف الكثير والكثير على مدار سنوات من لاعبي الفريقين بلا استثناء، تجعلنا نطرح سؤالا هاما، هل شيكابالا هو المرحوم الحقيقي في الكرة المصرية بالفعل كما يقول جمهور الأهلي؟

الدوري

إقرأ أيضا
المطر

إذا كان الأمر له علاقة بأخلاق اللاعب وسبابه واستفزازه للجماهير، فنحن أمام “مراحيم” وليس مرحوما واحدا من الأهلي والزمالك، سواء على مستوى اللاعبين أو الإعلاميين، ولنا في موقف حسام عاشور السابق خير مثال، وإن كان لفظ “المرحوم” لا يجب أن نطلقه على مثل هؤلاء، فكلمة “ميت” هي الأدق في وصفهم، حيثم مات فيهم الوعي ودفنت الأخلاق، ونسوا أنهم شخصيات عامة يجب أن تساعد بالفعل في نبذ التعصب، وليس التشدق به فقط.

أما إذا كان المقصود بـ”المرحوم” هو ما ذكرناه في البداية من أنه إشارة لكون اللاعب كما يقال بالعامية “شطَّب كورة من زمان”، فالحقيقة إن شيكابالا ما زال يتمتع بمهاراته في الملعب، ويكفي أنه في لقاءات الأهلي والزمالك يكون له الدور الأبرز مع القلعة البيضاء، ويحرز أهدافا مؤثرة لا يستطيع دفاع الأهلي أو حارسه التصدي لها، لذلك يتضح أن هناك من “شطَّب” بالفعل، ولكنه ليس شيكابالا.

الحقيقة يا سادة أن “المرحوم” أو “الميت” في الكرة المصرية هي الأخلاق والقيم واللوائح والقوانين، فلم نسمع مثلا أن مجلس إدارة الأهلي عاقب حسام ورمضان على فعلتهما مع الجماهير، كما لن نسمع بالطبع عن عقوبة من الزمالك على شيكا ورفاقه، وإنما نسمع فقط من الناديين عن ضرورة نبذ التعصب، وهذا هو التطبيق الحقيقي لمقولة “أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب”.

وبالطبع لن تجد في لائحة اتحاد الكرة الميمون نصا يعالج هذا الأمر ليبتره بترا من الملاعب المصرية، بحيث تكون العقوبة مرعبة لمن يقدم عليه، فيختفي رويدا رويدا ويضطر اللاعب المصري للالتزام في أرضية الملعب وخارجه.

والآن، وبعد أن عرفنا المرحوم الحقيقي في الكرة المصرية، أدعوك عزيزي القارئ للوقوف دقيقة حداد، وقراءة الفاتحة على روحه بعد الانتهاء من قراءة المقال، حيث لا أمل في أن تبعث فيه الروح مرة أخرى بفضل جهود رجال الرياضة والإعلام في مصر.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان