بعد قمة الأهلي والزمالك.. شعراء وكُتّاب بروح القطبين في ديربي المكتبات
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تكن الشحرورة مُبالغة حين وقفت في حيرة من أمرها مغنية : “بين الأهلي والزمالك محتارة والله .. حب الأهلي والزمالك حيرني والله” .. وبينما تنطق كلمة “أهلي” يصيح نصف الحضور، وعندما تنطق “الزمالك” يصيح النصف الآخر.. المنافسة في المقاهي وفي الشوارع وأماكن العمل وفي أبناء البيت الواحد، لا بل في أبناء الغرفة الواحدة .. فهما – بلا شك – أكثر الأندية العربية والإفريقية جماهيرية، بل ومن أكثر الأندية جماهيرية على مستوى العالم من أقصاه إلى أقصاه .. ولم تتوقف المنافسة عند هذا الحد .. بل أضفت بظلالها إلى الوسط الثقافي الذي استخدم بعض كُتابه وشعراؤه ومثقفيه كلمتي “الأهلي” و “الزمالك” عنوانًا لإصداراتهم .. وفيما يلي نعرض أهم ثلاثة إصدارات ورقية حملت اسم قطبي الكرة المصرية وحققت نجاحًا كبيرًا .
الفوز للأهلي والنصر للزمالك
“مجموعة قصصية تضم أربعة عشر قصة قصيرة تنقلك إلى عالم عجيب ملئ بالدهشة والسخرية، صاغها الأديب الكبير عبد اللطيف زيدان باحترافية عالية، وأهم ما يميز هذه المجموعة الفيض الكبير من العشق والمشاعر التي تنساب من بين جوانح الخيال والسخرية والواقع .. المجموعة صدرت عن مركز الحضارة العربية للنشر في العام 1998”
هكذا وصفت جريدة الأحرار المجموعة القصصية “الفوز للأهلي والنصر للزمالك .. بينما وصفتها جريدة “الأهرام” في عدد 24 لشهر مارس سنة 2000 بأن كاتبها قد اختار زاوية معينة للرؤية يتابع منها أحداث قصصه ويسقط خلالها رموزه، ومن ثم فقد أخذ في اختيار أنواع معينة من رواة أحداث وأخبار قصصه من بين عدة أنواع من الرواة في الأعمال القصصية . وقد أثرت هذه الزاوية للرؤية ذات البعد السياسي في الغالب في اختياره بالمثل لمعظم معطيات البناء القصصي واتجاهاتها ما بين الوثائقية والصوفية والفانتازيا على أنه ينبغي أن ألفت النظر إلى أن الكاتب قد تبنى خطأ من السرد الفانتازي المعروف أو القريب من (فانتازيا الجنون) .
أبو النجوم يتخلص من سيرة الأهلي والزمالك
كتب في عدد 1 يناير للعام 2008، الشاعر والباحث شعبان يوسف، عن ديوان مجهول للفاجومي، للشاعر أحمد فؤاد نجم، نسج فيه نجم كلماته عن القطبين .. وقال “يوسف” : الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي ناهض الطغيان وكتب “بيان هام” و “شرفت يا نيكسون بابا” و “ع اللي حاصل في الحواصل” و “بقرة حاحا” وغيرها العشرات من الأغاني والأناشيد التي رددها كل أبناء جيله، وأصبحت أشعاره علامات شامخات في تاريخنا السياسي والاجتماعي .. هذا الشاعر الذي كتب كل هذا .. هو الذي بدأ بداية مختلفة وربما لا يعرف بعضنا أن “أبو النجوم” أهلاوي صميم ومستعد أن يخوض معركة من أجل الأهلي.. ولذلك كان أو دواوينه التي أصدرها هو ديوانه “حكاية الأهلي والزمالك” ولا أعرف لماذا يسقطه الشاعر الكبير من قائمة مؤلفاته؟ .. ولماذا لا يضمه لأعماله الكامله التي أصدرتها دار “ميريت” وكتبت عليها “الطبعة الشرعية الوحيدة” .. ويقول نجم في مقدمة هذا الديوان : “ذات يوم كنت عند الصديق فهمي عمر في مكتبه بالإذاعة وإلى الذين لا يعرفون الأستاذ فهمي عمر أقول إنه عندما لا يكون مشغولًا “وهذا لا يحدث أبدًا” تجده يتدفق بالحديث كما يتدفق النيل القادم من الصعيد “بلد فهمي أيام الفيضان” ويستطرد نجم فيسأله : لماذا لا تكتب عن كرة القدم يا فؤاد؟ .. فيتردد نجم .. ولكنه يتحمس .. ويقرر أن يكتب ديوانًا كاملًا في كرة القدم .. ويختتم مقدمته بقوله : “كل ما أرجوه هو أن يفهم القارئ أنني بهذه المحاولة أعتقد بأنني ساهمت بطريقة ما في العمل على الارتقاء بهذه الرياضة الشعبية المحبوبة التي أرجو لها كل تقدم وازدهار، ويعد القارئ بأنه سيعيد المحاولة فيما بعد ليكتب في هذه المسألةن لكن “نجم يتحول ويكتب كتابة أخرى .
ألبوم زملكاوي .. عمر طاهر والكتابة بخطين حُمر
هذا الكتاب لا يُعبر عن وجهة النظر الرسمية لإدارة نادي الزمالك، لكنه يعبر عن وجهة نظري كمشجع زملكاوي قرر أن يحتفل بالمئوية على طريقته . كل الاحترام لك كقارئ أهلاوي وتحية لروحك الطيبة التي سمحت لك أن تقتني كتابًا عن الزمالك، إذا وجدت بين السطور ما يمكن أن تعتبره تعصبًا أرجوك أن تتعامل معه بنفس الروح الرياضية في حدود السياق الساخر ليس أكثر . كل الاحترام لك كقارئ زملكاوي، واعلم أنك ستجد بين السطور ما يمكن أن تعتبره سخرية من الزمالك، أرجوك أن تتعامل معه بنفس الروح الطيبة التي جعلتك مستمرًا في الإخلاص لفريق قد لا يخلص لك أحيانًا .
هكذا تكلم عمر طاهر في مئوية نادي الزمالك .. وعبّر أدبيًا عن شخصية المشجع الزملكاوي، وصفات المشجع الزملكاوي، وطريقة الزملكاوي في معالجة الأمور، وإسلوب الزملكاوي في صناعة الأمل من مواقف لا تستدعي إلا اليأس .. ويأس الزملكاوي في المواقف التي تستدعي التفاؤل .. مئة سنة من الأبيض ذو الخطين الحُمر الذي حيّر محبيه ومنافسيه، مائة عام من الشغف لخصها عمر طاهر في كتابه الذي حاز على إعجاب مشجعي نادي الزمالك، ويعتبر واحد من الكتب الذي وثقت لمرحلة زملكاوية مهمة .. مرحلة جفت فيها أقلام الزمالك إلا من قليلين !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال