همتك نعدل الكفة
731   مشاهدة  

“بعد ما يناموا العيال ” .. مجموعة قصصية تعيد للقصة القصيرة دفئها المفقود

بعد ما يناموا العيال
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



للقصة القصيرة المصرية طابع خاص صنع شخصيتها الراحل الكبير يوسف إدريس وأكسبها الدفء الراحل الكبير يحيى الطاهر عبدالله، لكنها تراجعت كثيرا في العقدين الأخيرين وفقدت الكثير من دفئها الذي اكتسبته من الشخصية المصرية الحقيقية، ومجموعة ” بعد ما يناموا العيال ” للكاتب عمر طاهر ، تعيد هذا الدفء للقصة القصيرة المصرية التي تشبهني وتشبهك عزيزي القاريء، تلك القصة التي تحبها لأنك تمارس بعد تفاصيلها وسمعت مثل أخرى من صديقك ولديك جار يشبه أحد أبطالها، القصة القصيرة التي تبدو جزء من حياتنا وليست قطعة أدبية بديعة لكن بعيدة للغاية عن عالمنا.

مفضلاتي

لن أتحدث عن كل قصص المجموعة حيث لا تتسع مساحة الكتابة للحديث عن ١٩ قصة هي كيان هذه المجموعة التي أهداها عمر طاهر لسكانها أي كل قراءها لأننا سكانها، سأكتب عن ٤ قصص هي مفضلاتي الأقرب لقلبي بعيدا عن تناسق وجمال كل المجموعة

القصة الأولى .. أنثى السكر

تفاصيل مدهشة، مكسبات الطعام وقطرات العرق الفارة في ظل الفانلة الداخلية وطقطقة الزيت وقطعة الخيار الطائرة التي تأجل إلتهامها والشورت والفانلة بديلا البيبي دول واللانجيري وتشابه الترنجات والفيلم العربي القديم

خلفية لوحة فنية بطلها الحياة الزوجية التقليدية لزوجان تعرفا ليلة الدخلة حتى صفائح البيرة وطبق المخلل كانا دليلا على حب رجل لا يستحق الوحدة لأنها بالفعل امرأة من سكر.

القصة الثانية .. غبار خفيف

قصة تشعرك بالألم والبرد وعندما تنهيها تشعر بالامتنان، ذلك الشخص التعيس الوحيد الذي ينتظر السعادة من طبق أرز باللبن مغطى بالقرفة “المجدع” الذي يهب دائما لمساعدة الأهل والأقارب الذي يحمل جثة طفلة وليدة ويسافر لدفنها مع قريب فلاح، وتفصيلة طعام الدفنة الفلاحي العتيقة التي لم تغب بل ظهرت وظهر معها الخجل القاهري المعتاد عن تناول الطعام بارتياح في تلك المواقف – والتي لا يفعلها أهل البلد بالمناسبة في تفصيلة رائعة للكاتب عمر طاهر – .

حتى رحلة العودة وطبيعة الجو وانتهاء الرحلة بأن يأكل الطبق والد الطفلة ويشعر السائق بطل القصة والقاريء معا بالامتنان لشعوره أخيرا بالراحة.

قصة قد تجعل الرضا يغزو القلب كما تغزوه.

القصة الثالثة .. بعد ما يناموا العيال

يبدو عنوان القصة موحيا للغاية، لكن عمر طاهر يفاجئنا بحميمية دافئة أخرى في تلك القصة التي استحقت أن تصبح عنوانا للمجموعة القصصية ككل لأنها تعبر عنها وعن روحها تماما، الفارق الطبقي الذي يجعل السائق يعاشر الطبقة الأعلى صاحبة المشاكل الأعجب، ووجبة الكباب التي وضعته بين حيرة الأب ورغبة الزوج، وتفاصيل الحياة الذكريات التي تزيد من الحيرة والتي تنتهي بمعجزة عيد ميلاده.

قصة لا تملك معها سوى أن تبتسم وتشكر القدر.

 

القصة الرابعة .. يجيد الإسبانية

إقرأ أيضا
الصحف المصرية قديمًا

العلاقة الأبوية والابن الشاب صاحب الـ٢٤ عام الذي تزوج والده امرأة أخرى، والذي يراقبه على فيسبوك لدرجة أنه يعرض القصص التي يكتبها على فيسبوك على طبيب صديق ليعرف كيف وفي ماذا يفكر ولده، وقصة مزرعة الكاكاو  – قصة داخل قصة – التي تمثل تكنيكا بديعا ومضحكا وطلب زوجة الأب منه عمل لايك أو تعليق في اختصار للكثير من تفاهة العلاقات الإنسانية على شبكات التواصل حتى لو كانت بين الأب وولده.

كذلك حمل الزوجة وخجل الشاب وحيرة الأب الذين يكشفون كم التشوه في العلاقات في مجتمعنا الحال، بالفعل يجيد الإسبانية لكنه لا يجيد الحياة كما يعيش الإسبان أو العالم الأول.

****

مجموعة بعد ما يناموا العيال مجموعة قصصية رائعة تستحق القراءة في تلك الليالي الباردة لتمنحك الدفء.

 

الكاتب

  • بعد ما يناموا العيال أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان