بعد ” مدني “.. مَن له السيطرة على الأرض في السودان؟ ( حوار)
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
استولت قوات الدعم السريع، على عدد جديد من الأحياء والمدن في السودان، ومنها مدينة مدني، وأصبح نزوح السودانيين إلى مناطق أخرى بعيدًا عن القصف والانتهاكات أمر غاية في الصعوبة، وهي صعوبة إضافية بجانب صعوبات العيش في مختلف ربوع السودان نتيجة نقص الغذاء والأدوية وغيرها من مستلزمات الأساسية للحياة، بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف إبريل الماضي بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه النظامية التي يقودها محمد حمدان دقلو “حمدتي”، بعد فترة طويلة من عمل الرجلين معًا.
وحتى نقف على أخر تطورات الوضع هناك، يحاور “الميزان” أ. إيناس العربي، عضو اتحاد سودان المستقبل، ورئيس تحالف الشباب الليبرالي في السودان.
ـ في أي مناطق السودان تعيشين بالأساس؟ وما هي الأسباب المباشرة لنزوحك؟
أنا في الأساس أعيش في الخرطوم، وتركتها قبل 3 أشهر إلى مدني نظرًا لشدة القصف في العاصمة، ثم مع قصف مدني من قِبل القوات المتنازعة في السودان نزحت مرة ثانية حتى وصلت الآن إلى كسلا.
ـ منذ منتصف إبريل الماضي والقصف مستمر داخل المدن السودانية.. لكن موجات النزوح تبدو غير مرتبطة فقط بعمليات القصف، فمَا هي أسباب نزوح السودانيين خلاف ذلك؟
هناك انتهاكات جسيمة تحدث في السودان،فبخلافالقصف الموجه لنقاط التمركز العسكرية داخل المدني وما يترتب عليه من إصابات عشوائية هناك قصف مباشر يطول بعض المنازل،ذك إلى جانب جرائم أخرى تستهدف المدنيين مثل الاعتداء على النساء واغتصابهن، وأنا بشكل شخص ينزح، من جزيرة توتي في الخرطوم خوفًا من التعرض لهذا النوع من الانتهاكات، هذا بالإضافة إلى الشح في الأدوية ومعاناة أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وغيرها، كل تلك الأسباب وغيرها تدفع الناس للنزوح إلى مناطق أخرى.
تنقلتي من الخرطوم إلى مدني في الجزيرة ومنها إلى كسلًا شرقًا في رحلة تجاوزت الـ 500كم.. فمَا هي أهم مشاهداتك لما يحدث في الطرق أثناء عملية النزوح؟
أنا بالتحديد من توتي، وهي جزيرة لها مدخل واحد ومخرج واحد، ومنذ اندلاع الحرب وحتى الآن لا يوجد إلا مركب صغير، “فلوكة”، هي وسيلة انتقالنا إلى خارج الجزيرة. فيجد السكان صعوبة بالغة في الانتقال بهذه الوسيلة لا سيما المرضى وكبار السن، إلى جانب فكرة الخوف نفسه من عبور النيل الأزرق باتساعه وقوته.
بعد خروجي من “توتي” واجهت صعوبة في إيجاد وسيلة مواصلات إلى منطقة بحري،بسببكثافة وجود الدعامة هناك(تقصد قوات الدعم السريع)، بالتالي صعوبة وجود وسيلة تنقل آمنة للخروج منها.
أما عند الخروج من مدني كان الوضع سهلا نوعًا، إذ خرجت منها قبل يومين من وصول الاشتباكات إليها، لكن حاليًا يجد بعض أقاربي صعوبة بالغة في الخروج من هناك .
وبشكل عام يمكن أن يتعرض الرجال،على طول الطريق، إلى الضرب والإهانة إذا ما اُشتبه فيهم أو إذا لم يوجد معهم أوراق ثبوتية،والتي يمكن بطبيعة الوضع أن يكون فقدها جراء قصف منزله أوعدم قرته في الوصول إليه بالأساس.
ما هو الوضع العسكري بشكل عام..هل من فريق يمكن القول بأنة مسيطر بشكل أوضح؟
الدعم السريع هم الأكثر انتشارًا وسيطرة في مختلف المدن، وبشكل عام هم في حالة هجوم وقوات الجيش في حالة دفاع، ومدن السودان كُلَّها تعاني لاسيما التي وقعت في قبضة الدعامة(تقصد قوات الدعم السريع).
الجيش السوداني منذ ثلاث عقود تحت سيطرة الإسلاميين والدعم السريع صنيعة الجيش في ظل حكم النظام السابق، في ظل هذا التعقيد هل ينحاز المواطن السوداني إلى أي من الفريقين؟
بحكم أني أجالس الكثير من الناس شديدي التنوع واستمع لآرائهم أستطيع القول إن كثير من الأهالي يروا أن الجيش هو من له الأحقية بالحكم،حيث يرونه صمام الأمان وقادر على حماية المواطن نفسه، وهذا لا ينفي الانتهاكات التي قام بها الجيش السوداني في بعض المدن السودانية، لكنه يبقى الجهة الرسمية التي يدعمها المواطن العادي.
ومن جانب أخر هناك بعض القبائل تدعم الدعم السريع،حيث ترى قيادات تلك القبائل إن الدعامة أي نعم صنيعة الجيش لكنهم بدأوا كمليشيا قبلية ليس لها أنحياز ديني أو طائفي مثل النظام السابق،بالتالي انتصارهم على القيادة الحالية للجيش والموالية للكيزان (تقصد الإخوان المسلمين) يشكل نوع من أنواع التفكيك لقبضة الكيزان (الإخوان) على الجيش، حسب رؤيتهم.
أما من وجهة نظري الشخصية فالطرفين لا يصلحان للحكم، لا الدعامة الذي نقتلوا وشردوا ، ودمروا واغتصبوا، ولا حتى الجيش الذي لا يخلو سجله من جرائم قتل واعتداءات خارج القانون في مناطق متفرقة بالبلاد، ومن الأساس فإن الحرب الدائرة اليوم هي بين شريكين متورطين في جرائم حرب ضد الشعب السوداني الأعزل، حيث تلطخ أيديهم دماء أهالي دارفور وضحايا مجزرة القيادة العامة.
https://www.youtube.com/watch?v=1VcBn88Gl60
اقرأ أيضًا : وقائع اختطاف وتجنيد ورؤية حرب ضبابية .. عن آخر المستجدات في السودان ؟
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال