همتك نعدل الكفة
359   مشاهدة  

بعد وفاته ..اقرأ نص حوار فريد الديب لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن قضية عزام عزام

فريد الديب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“أوماااال” .. هكذا يُعرَّف فريد الديب عندما تأتي سيرته فترتسم صورته في الأذهان.. ذلك لأن جملته الاعتراضية الشهيرة “أومااااال” والتي قالها في حلقة شهيرة ببرنامج مصر الجديدة والذي كان يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش على قناة الحياة، عندما سأله معترضًا على عبارته “الرئيس مبارك كان مؤيدًا للمتظاهرين” فكرر السؤال معترضًا فأجابه المحامي فريد الديب “أومااال”، ومشهد آخر يلتصق بالأذهان من خلال انتشار واسع له عبر مقطع فيديو من حلقة للإعلامي حمدي رزق في برنامجه “نظرة” على قناة صدى البلد عندما سأله عن مقدار أتعابه في قضية الرئيس مبارك فراوغ “رزق” وأوقعه في فخ الإفصاح عن راتبه ثم رفض الحديث عن أتعابه .. كل تلك “الكوميكس” ليست بالخفة ولا التفاهة كما يُعتقد بل عندما يشتهر محاميًا شهرة نجوم السينما تعرف أنك أمام الرجل الخطيربشحمه ولحمه .. حتى عندما رحل عن عالمنا بالأمس عن عمر يناهز 79 عامًا، توجّه الجميع للحديث عن إنه محام دائمًا ما يكون ضد الرأي العام، ويدافع عن الشيطان نفسه لحل رقبته من حبل المشنقة .. لكن الحقيقة أن فريد لديب لم يكن بذلك القشرية فقط بل إنه لعب على حبال الخطر ذاتها ورقص البالية في الهواء قافزًا من الطابق العاشر ونزل صاغ سليم .. ومن أخطر رقصاته عندما قرر الدفاع عن جاسوسًا إسرائيليًا ألقي عليه القبض ووضع داخل القفص وكان الرأي العام في وقتها مشتعلًا ضد هذا الجاسوس المدعو عزام عزام .. وفي تلك القضية التي قتلت بحثًا وكتابةً عن ماذا حدث بداخل المحكمة .. وعثرنا على مشهدًا بعيدًا عن ذلك وفيه كواليس اتفاق أخوة الجاسوس عزام عزام مع المحامي فريد الديب، وذلك عندما ذهبت محررة صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية إلى مكتب الأستاذ فريد الديب بالزمالك ليتكشف جانبًا جديدًا من كواليس القضية بعدما نشرت الصحيفة الحوار .. وقد نشر نص الحوار مترجمًا بجريدة “روزاليوسف” في عدد (9 يونيو 1997) بواسطة المؤرخ والكاتب الصحفي توحيد مجدي ، وفيما يلي نص الحوار المترجم.

الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام
الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام

أجرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية في عددها الأسبوعي (الجمعة 30 مايو 1997) حوارًا مع فريد الديب الذي قالت عنه “المحامي المصري الذي وافق على الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام متعب عزام الذي ألقي القبض عليه في القاهرة مساء 6 نوفمبر 1996”

 

محررة الصحيفة واسمها سيمدار بيري، وتعمل كمحررة شئون عربية بالصحيفة زارت مكتب فريد الديب بالزمالك، والتقطت له العديد من الصور أثناء إجراء الحوار الذي وصفته صحيفة “يديعوت أحرنوت” بأنه .. (سبق) !! .. الحوار الذي نشرت “روزاليوسف” نصه، وجاء عنوانه في الصحيفة الإسرائيلية : محامي عزام المصري يتكلم : “عزام عزام في سجنه غير متهم بالتجسس” !! .

بدأت الصحيفة الإسرائيلية تقديمها للحوار بالتأكيد على الإفراج عن جاسوسهم .. حتى بعد أن ينتهي الكابوس وعزام عزام المعتقل في مصر منذ ستة أشهر يعود في النهاية إلى إسرائيل .. فإن محاميه المصري فريد الديب غير مستعد الآن للقيام بزيارة خاطفة لإسرائيل . وهو يقول :

طبعًا عرضوا عليّ السفر لإسرائيل، لكنني مشغول حاليًا للغاية .. وقد كان أول لقاء له مع إسرائليين بعد عشرين عامًا من السلام مع مصر، وهو ذلك اللقاء الذي تجري فصوله الآن،وبالتحديد منذ أن وافق على الدفاع عن المعتقل الإسرائيلي الشهير عزام .

يقول فريد الديب ليديعوت أحرنوت: “لقد جاء إليّ أشقاء عزّام ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للشئون الدرزية عضو الكنيست أسعد أسعد، وطلبوا مني أن آخذ على عاتقي مهمة الدفاع لأنني مشهور بالنجاح في عشرات القضايا التي تحولت إلى مانشيتات الصحف في مصر وفي خارج مصر.

  • هل وافقت على الفور على الدفاع عن عزام في القضية؟

ويعود المحامي فريد الديب للوراء قليلًا ويرتاح على مقعده الجلدي في مكتبه الجميل ويقول : “لقد قلت لإخوة عزام اتركوا الملف لدي، وبعد أن أقرأه سأعطيكم جوابي ” ، وبنفس طريقته في الإجابة يسخر فريد الديب من الذي نُشر في القاهرة مؤخرًا عنه، وكأنه طلب وحصل على أربعة ملايين دولار أمريكي مقابل الدفاع عن عزام .

وفي غرفة الانتظار فيمكتب فريد الديب الواقع في الدور الثالث لأحد الشوارع المزدحمة من حي الزمالك معلقة أمام الجالسين خمس شهادات تقدير في إطاراتها حصل عليها الديب من الحكومة المصرية، فريد الديب محام محترم للغاية في مصر، وصديق حميم للصفوة، ويبلغ فريد الديب من العمر 54 عامًا، متزوج وله ثلاثة أبناء، تجد صورهم منتشرة فوق مكتبه بنظام، وفريد الديب محام للعديد من المشاهير في مصر مثل ممثل السينما رقم واحد عادل إمام، وهو محامي رئيس تحرير جريدة الأخبار، ومحامي مصطفى أمين، ومحامي المعتقلين في التنظيمات الإسلامية، وهو يقول : كل إنسان له حق أن يجد الشخص الذي يدافع عنه .. وعزام هو أول قضية تجسس في مكتبي، وهو بعيدًا عن أن يكون جاسوسًا .

 

ولقد استغرق فريد الديب أربعة أيام في قراءة ملف عزام حتى يرد بالموافقة لأسرته المتوترة، وبينما كان فريد الديب يدرس الملف و 300 صفحة هي صفحات التحقيق مع عزام، وشهادة الشهود والأسماء المتورطة في القضية، وبنود الاتهام ، كان إخوة عزام قد توجهوا لثلاثة محامين آخرين في القاهرة في حالةلو رفض الديب القضية بعد أن يدرسها يوجد من يوافق وخاصة أن إسرائيل حددت أسماء الثلاثة كأفضل المحامين في مصر .

إقرأ أيضا
حي الفنانين
YouTube player

مشاهد من محكمة الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام

وقد كان أحد الثلاثة هو مرتضى منصور الذي أثار المشاكل في جلسة عزام قبل أسبوعين تقريبًا عندما أطلق على فريد الديب لقب “الخائن”، وحاول أن يوجه له لكمة في وجهه. وتجاه الإسرائليين الذين حضروا الجلسة صرخ مرتضى منصور قائلًا : “يا مصاصي الدماء أيها الكلاب” .. وتجاه رئيس الوزراء وجه سبابًا لا يوجد مكان له في الحوار، وبعد أن فعل ذلك أشار لحرّاسه لكي يضربوا حرّاس الديب .. ولنا يتضح أن مرتضى منصور قد فشل في الفوز في قضية عزام.

 

الكاتب

  • فريد الديب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان