بعض الاضطرابات العصبية من وحي الخيال “كلاين ليفين وفيتزلسوخت”

الاضطرابات العصبية هي مجموعة من الحالات التي يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب، يمكن أن تكون هذه الاضطرابات منهكة بشكل كبير ومغيرة للحياة، مع أعراض يمكن أن تؤثر على حركة الشخص وإحساسه وقدرته المعرفية، في حين أن بعض الاضطرابات العصبية، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، معروفة جيدًا وتتم مناقشتها بشكل شائع، إلا أن هناك العديد من الاضطرابات النادرة والمرعبة التي لا نعلم عنها شيئًا.

متلازمة كلاين ليفين

متلازمة كلاين ليفين (KLS)، والمعروفة أيضًا باسم متلازمة الجميلة النائمة، هي اضطراب عصبي نادر يصيب حوالي حالة أو حالتين لكل مليون، في المقام الأول المراهقين والشباب، تشمل أعراضه نوبات متكررة من النوم المفرط، وتغير السلوك، والاضطرابات المعرفية، خلال هذه النوبات، قد ينام الأفراد لمدة تصل إلى 20 ساعة يوميًا، مع انخفاض الحاجة إلى الطعام والماء، وقد تشمل الأعراض الأخرى لـ KLS تغيير السلوك، مثل الاندفاع والتهيج وفرط الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى الاضطرابات المعرفية، مثل الارتباك وفقدان الذاكرة، ويؤثر KLS على الأشخاص لفترة قصيرة، وتستمر عادةً من أسبوع إلى أشهر، وخلال الفترات الفاصلة بين النوبات، لا تظهر على الشخص أي أعراض، أسباب مرض KLS غير معروفة، ولا يوجد علاج له، قد يعاني الشخص من عدة نوبات كل بضعة أسابيع أو أشهر، ويمكن أن يستمر مرض KLS لمدة عشر سنوات أو أكثر قبل أن يتم حله من تلقاء نفسه، وخلال النوبات، أظهر ما يقرب من 50٪ من المرضى أعراض تتوافق مع فرط الرغبة الجنسية، وكانت هذه الأعراض أكثر انتشارًا لدى الرجال منها لدى النساء، ففي الذكور، شملت الأعراض زيادة ممارسة العادة السرية أو ممارسة الجنس الفعلية، واستخدام لغة فاحشة، ومداعبة الأعضاء التناسلية، والقيام بحركات جنسية غير مرغوب فيها، وقد يتطور الأمر إلى ممارسة الجنس مع امرأة ما بالإكراه، بدأ بعض المرضى أيضًا في الغناء بشكل قسري، وهز الجسم، ومضغ الشفاه، والكتابة على الجدران، وتجريد ورق الحائط، والرغبة في إشعال النار في الأشياء.

اضطراب فيتزلسوخت

النكتة المرضية هي حالة تعرف باسم فيتزلسوخت، وتتميز بالإفراط في إلقاء النكات التي لا معنى لها أو غير مناسبة، الكلمة مشتقة من الكلمات الألمانية التي تعني نكتة “witz” وكلمة “إدمان” ” sucht”، استكشفت دراسة أجراها طبيب من كاليفورنيا يُدعى إلياس جراناديلو وماريو مينديز عام 2016م هذه الحالة، وقد وثقت الدراسة حالتين، بما في ذلك رجل يبلغ من العمر 69 عامًا تعرض لتغير في الشخصية وبدأ في إلقاء النكات بشكل قهري بعد إصابته بنزيف في الدماغ قبل عشر سنوات، كما أظهر أيضًا سلوكًا مثل التركيز على إعادة التدوير، والإدلاء بتعليقات مسيئة، وخلال المقابلة، أبلغ المريض عن شعوره بالسعادة، ولكنه أعرب أيضًا عن قلقه بشأن حاجته القهرية إلى إلقاء النكات، وعلى الرغم من الطبيعة الفكاهية للمقابلة، أقر المريض بأن سلوكه أصبح مشكلة مع زوجته، فهو غالبًا ما كان يوقظها في منتصف الليل لإلقاء النكات، وفي مقابلة مع مريض ثاني، كان رجل يبلغ من العمر 57 عامًا، وأوضح أنه بدأ يُظهر سلوكًا غير منتظم قبل ثلاث سنوات من الدراسة، لقد طور عادة إلقاء النكات الطفولية والضحك بلا أي رقابة منه، بالإضافة إلى ذلك، أظهر عدم وجود اعتدال لديه، وقام بشراء ما يقرب من عشرين قميصًا من هاواي، كما قضى ستة أسابيع دون استحمام، وكان التاريخ الطبي للمريض عاديًا، وكانت نتائج الفحص العصبي طبيعية في الغالب، ومع ذلك، فقد تدهورت قدراته الإدراكية وأصيب بمرض باركنسون، وتوفي في النهاية بعد معاناة طويلة، وفقًا لمؤلفي دراسة عام 2016م، ارتبطت الفكاهة المرضية التي أظهرها المريضان بتلف المناطق الجبهية من أدمغتهما، وكان هناك قاسم مشترك كبير بين المرضى، هو أنهم وجدوا نكاتهم مضحكة لكنهم فشلوا في إقناع الآخرين بذلك.

اقرأ أيضًا
الاضطرابات السلوكية عند الأطفال.. طرق اكتشافها وفنيات العلاج