بعيدًا عن الأبراج والتنجيم.. كيف تؤثر النجوم على حياتنا ومستقبلنا؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كذب المنجمون ولو صدفوا، مقولة شهيرة للغاية يرددها ذوي العقول صعبة الإرضاء، الذين لا يؤمنون إلا بالعلم الملموس، على عكس هؤلاء الذين يعتقدون في الأبراج والتنجيم، ولكن الحقيقة أن العلم وضح تمامًا أن لحركة الكواكب والنجوم تأثير قوي على حياتنا، وهذا ليس له علاقة أبدًا بما يدعيه البعض من المنجمين وقراء الكفوف، على قدرتهم بمعرفة المستقبل وربطه بالنجوم وحركة الكواكب، فيما يسمى بالأبراج، التي وضح العلم موقفه تجاهها أنها خرافة تمامًا، ولكن ما سنتحدث عنه الآن هو علم حقيقي موثق في كتب ومراجع علمية.
كيف تؤثر الكواكب والنجوم على حياتنا؟
“صناع العمل ماتوا كلهم “.. عن الفيلم النحس اللي تناول قصة حياة جنكيز خان
إن الكواكب والنجوم ما هي إلا أجسام فيزيائية، مما يضعها تحت سيطرة القوانين الفيزيائية بشكل كامل، والقانون الأهم هو أن كل كتلة تقوم بقوة جذب تجاه أي كتلة أخرى موجودة على أي بُعد كان، هذا بالإضافة إلى الأشعة التي تنبعث من تلك الأجسام، والتي لا تنقطع عن الأرض لحظة واحدة من الزمن، وبما أن أجسادنا هي أجسام فيزيائية أيضًا، لذا نستقبل قوى مؤثرة نتيجة تأثيرات تحرك النجوم والكواكب، وعلى الرغم من كونها غير ملحوظة لنا في المجمل، إلا أن تغيير مواقع الأجرام السماوية يسبب تفاعل متسلسل، حيث يتسبب كل تغيير صغير في تغييرات أخرى كبيرة، وبما أن هذه التغييرات الصغيرة دائمة الحدوث، لذا فأي حدث في حياتنا يؤثر على مصيرنا، يكون مرتبط بشكل ما بحركة الأجرام السنوية، ومن الممكن أن تتغير كليًا بناء على تغيير أماكنا.
تأثير الفراشة
في عام 1963م، خرج إدوارد لورينتز علينا بمفهوم تأثير الفراشة، وقال وقتها أن رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو أفريقيا، وهو يقصد بذلك أن حركة جناحي الفراشة أثناء طيرانها قادرة على إحداث تغييرات كبيرة للغاية في الطقس، على الرغم من كون حركتها ضئيلة بدرجة لا تذكر، وهو ما يعني أن هناك أمور شديدة الضآلة يمكن أن تتسبب في حدوث تغييرات كبيرة للغاية، وهو ما يسمى بـ الاعتمادية على الأسباب الأولية أو الأخذ بالأسباب بشكل عام، فمثلًا نحن نعلم أن مجرة أندروميدا تبعد عنا بمسافة 2.5 مليون، ورغم ذلك البعد الشاسع، إلا أنه من الممكن أن يتسبب ازدياد طفيف في إشعاع نجم ما هناك، في تحريك ورقة شجر بمقدار ينقذها من الاحتراق الذاتي بسبب أشعة الشمس، قد يبدو هذا التصور مستبعد جدًا، ولكنه حقيقي جدًا جدًا، فكل شيء يحدث لنا في الحياة، هو مرحلة من مراحل سلسلة السببية المتسببة فيها الأجرام السماوية، قد يبدو هذا الكلام في مجمله معززًا لفكرة الأبراج والتنجيم والعلوم الكاذبة، إلا أنه في الحقيقة ينافضه تمامًا، وهو ما أثبتته نظرية الفراشة التي أكدت أنه لا يمكن أبدًا التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، وذلك لأن هناك تغييرات شديدة الصغر تحدث وتنتهي فجأة دون أن ندري عنها شيئًا، وتقوم تلك التغييرات الصغيرة بتأثيرات كبيرة على حياتنا، وبما أننا لا يمكننا توقع ومعرفة حركات الأجرام السماوية، لذا فإن الادعاء بالقدرة على رؤية ومعرفة المستقبل عن طريق الأبراج وحركة النجوم والكواكب، ما هي إلا مجرد أكاذيب يفتعلها المنجمون لكسب اهتمام الناس.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال