“بوكشاش “.. اللص الذي أرهق أهل البادية !
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد
بوكشاش .. كما يعرفه أهل البادية في الصحراء الغربية، هو حيوان الورل أقوى حيوان في العالم، ومن ذوات الدم البارد، ويطلق عليه أيضا “الغيث”، هذا الحيوان يعيش في كل أقطار العالم، وذلك لقدرته الفائقة على التأقلم مع الأوضاع المختلفة والصعبة منها.
ينتمي “بوكشاش” إلى مملكة الحيوانات، وهو من شعبة الحبليات، المنتمية لـ الفقاريات الزاحفه “السحالي”، وتختلف أحجام الورل عن بعضها فهناك ما يزن 20 جرام وهناك ما يزن 135 كيلو جرام، وكان يطلق عليها القدماء التمساح الأرضي.
شكل “بوكشاش”
يتميز الورل “بوكشاش” برأس طويل ومدبب الطرف، ولديه فكان قويان وأسنان حادة محنية للخلف، وأما رقبته فهي طويلة وعلى شكل أسطواني، وأطرافه الأربعة قوية التركيب لتساعده على الجرب والهروب بسرعة عالية بالإضافة إلى مخالب قوية، ليشكل الفك والأطراف والمخالب أقوى سلاح لحيوان في الصحراء الغربية، أما الذيل الذي يرفع عندما يجري لتوجيهه أثناء الحركة.
طعام “الورل”
يختلف طعام الورل فهو حيوان لاحم متنوع الغذاء للغاية، فيلتهم الحشرات والقواقع والديدان صغيرًا والفئران والزواحف والقوارض والأسماك والبيض، وعامة الورل من آكلي الرمم فهو ينظف البيئة من الجيف والحشرات والعقارب والقوارض وأيضاً الأفاعي.
نظرة أهل البادية لـ “اللص السريع”
يعيش “بوكشاش” بجوار التخييم والمساكن البدوية في الصحراء، وذلك لانه من الحيوانات نهار المعيشة، ومعظمها يعيش في بيئات صحراويه جافه، ويحب الدفئ، كما يعتبروه أنه لايمثل خطرا على الإنسان، ولكنه يمثل خطرا على الماعز والأغنام التى يتسلل إليها أثناء رعيها، ويوجه بذيله ضربة لها تطرحها أرضا ويشرب لبنها، وكذلك يعتدى على بيض الدجاج ويلتهم الكتاكيت.
ويعتمد الورل على حاستي الشم والبصر في تحديد الفريسة، ويستخدم فكيه في القبض عليها ويقوم بقتلها بهزها وضربها على الأرض، ويعتبر البيض من الوجبات المفضلة للورل، ونادرا ما يشرب الماء.
تعايش أهل البادية معه
فى موروث أهل البادية فإن هذا الحيوان يشفى من أمراض جلدية، ويتم الاستفادة من جلده كدهان، ولحومه تستخدم كعلاج للمرضى، وليس فى كل الأحوال وهى غير سامة، كما أن “بوكشاش” يحفر بيته تحت الأرض أسفل جذوع الأشجار، ويتم اصطياده بملاحقته فى هذه “الجحور” وضبطه وربطه.
ولكن في الحقيقة يعاني البدو من هذا الحيوان اللص والذي يمثل خطر على الطعام والطيور، فكما يعلم الجميع أن اهل البادية حياتهم بدائية، وهذا اللص يتلصص عليهم، كما أنهم يعجزون عنه أثناء الجري فسرعته رهيبة ولكنهم يصنعون له الفخوخ ليتمكنوا منه، فعلى سبيل المثل يذهب الشباب في جماعات للبحث عن جحوره وبذلك يسهل اصطياده، أو أنهم يصنعون حلقات من الحديد عند الدعس عليها بقدم بو كشاش تقبض عليه.
الكاتب
-
مصعب فرج
كاتب نجم جديد