“بول جون نولز”.. رفضت حبيبته الزواج منه فتحول لـ “قاتل محترف”!
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الإنسان ليس شريرًا بفطرته، ولكنه يكتسب الشر ويتعلمه من التجارب التي يمر بها في حياته، لذا نجد أن معظم القتلة والمجرمين قد عانوا في حياتهم كثيرًا، فتعلموا الاحتيال والخداع والسرقة والنصب وغيره من الشرور، إما للدفاع عن أنفسهم، أو للانتقام.
بول جون نولز
في عام 1946م، وُلد بول جون نولز بمدينة جاكسون فيل، كان طفلّا وسيمًا وجميلًا للغاية، له مظهر ملائكي جذاب، ولكن حظه التعس أنه ولد في أسرة كل أفرادها مجرمون، فنشأ مثلهم وتعلم منهم، وبدأ مسيرته الإجرامية وهو في الثامنة من عمره فقط، وكانت السرقة هي أولى محطاته، وتم القبض عليه أول مرة وهو في التاسعة، ووضعوه في سجن الأحداث، ومنذ ذلك الوقت اصبح نولز نزيلًا دائمًا هناك، يقضي عقوبته ويخرج عدة أشهر، ثم لا يلبث أن يعود بتهمة جديدة وعقوبة جديدة، وهكذا، وسارت حياته علي هذا المنوال حتي بلغ 19 عامًا، وبمرور الوقت اكتسب نولز خبرات أكثر في مجاله، وتطور الأمر من السرقة العادية إلى السرقة بالإكراه، والاعتداء على الفتيات، والخطف اذا لزم الامر.
العشق عبر المراسلة
أثناء فترة سجنه، كان نولز يمارس هوايته المفضلة وهي المراسلة، كان يراسل العشرات في الولايات المختلفة، وتعلق قلبه بامرأة تُدعى كوفيك من سان فرانسيسكو، كان يراسلها باستمرار، وكانت كوفيك تعاني من صدمة عاطفية بعد أن طلقها زوجها ليتزوج بامرأة أخرى، فأعجبها التراسل مع بولز الذي أرسل لها صورته، ورأت أنه وإن كان سجينًا إلا أنه وسيم ويشبه ممثلي هوليود في ذلك الوقت، ووقعا الاثنان في الغرام، وأعلنا خطبتهما، وقامت كوفيك بتوكيل محامي لنولز، وتمكن من اطلاق سراحه بشكل مشروط، وحجز له في الطائرة المتجهة إلى سان فرانسيسكو مقر إقامة كوفيك، ليتزوجا كما خططا أثناء المراسلة.
لكن لم يتم الامر كما كان مخطط له ، فعندما التقت نولز اول مرة قالت انها شعرت بهالة من الطاقة الشريرة تشع من حوله، ليس هذا فقط، بل قالت أيضًا أن وسيطتها الروحية اخبرتها بأن الوقت غير مناسب الآن لإدخال رجل جديد لحياتها، وقامت كوفيك على الفور بإلغاء فكرة الزواج من نولز نهائيًا، وكان هذا من حسن حظها، لكنه من سوء حظ الأخرين، لأنه في تلك الليلة التي اخبرته فيها بتراجعها عن الزواج منه تركها نولز غاضبًا، وفي أثناء سيره في الشارع أصبح قاتل وقام بقتل ثلاث اشخاص!
عودة نولز واحترافه القتل
سافر نولز بعد تلك الحادثة إلى مسقط رأسه، ودخل إلى كازينو وهو في طريقه، وهناك تشاجر مع الساقي، وأشهر سكينًا في وجهه، فتم القبض عليه، لكنه لم يطل البقاء في قسم الشرطة كثيرًا، حيث استطاع الاستيلاء علي مفتاح الزنزانة وهرب.
بعد هروبه من القسم، اختبئ في أول منزل قابله، وكان لمُدرسة تعيسة الحظ، تُدعى أليس كورتيس، وعندما رأته قام بخنقها، وفتش منزلها واستولى على كل ما استطاع حمله، بالإضافة إلى سرقة سيارتها، وكانت نتيجة الطب الشرعي أنها توفيت لاختناقها بطقم الأسنان الخاص بها. وأثناء خروجه من المنزل، لمح طفلتين تلعبان في الجوار فقام بخطفهما، خشية أن يكونوا رأوه، كانت ليليان وماليت، في الـ 11، والـ7 من أعمارهم فقط ، وقام نولز بخنقهم وألقى بجثثهم في أحد المستنقعات.
نولز قاتل غير متسلسل
خلال رحلته من فلوريدا إلى بلدته، ارتكب نولز سلسلة كبيرة من الجرائم لا يوجد بينهم أي رابط مشترك، أو دافع منطقي، قتل 20 شخصًا بين رجال وسيدات واطفال، هناك من خنقهم، وهناك من أطلق عليهم الرصاص، وسرق بعضهم واعتدى على البعض الأخر، فوقفت الشرطة حائرة أمام تلك الجرائم، لأنه في العادة إذا كانت الجرائم متسلسلة سيكون القبض على المتهم أسهل، لذا عجزت الشرطة عن توقع القادم في قتلى نولز.
اصطياد نولز
أثناء توقف نولز في إحدى محطات الوقود، تعرف أحد رجال الأمن على السيارة المسروقة التي كان يقودها، وأتجه نحوه للتأكد منها، ولكن بادره نولز بلكمه قوية في وجهه وسرق سلاحه وخطفه، وفي طريقه قام بسرقة سيارة أخرى وخطف سائقها، وأصبح لديه أثنين من الرهائن.
ذهب نولز إلى الغابة، وقام بتقييد الرجلين إلى شجرة، ثم أطلق النار عليهما، وفر هاربًا بالسيارة، ولكنه فقد السيطرة على السيارة، واصطدم بالأشجار، وترجل من السيارة، وفي نفس الوقت كان رجال الشرطة وبعض السكان المحليين، يمشطون الغابة بحثًا عنه، وبالفعل عثروا عليه، وتمكن أحد الرجال من اصطياده بواسطة بندقيته.
نهاية كازانوفا الـ ” قاتل ”
لعد القبض عليه، اعترف نولز بارتكابه 35 جريمة قتل، واصطحبه رجال الشرطة ليدلهم على مسارح جرائمه، وجثث ضحاياه التي لم تُكشف بعد.
وأثناء تلك الجولة حاول نولز الهروب والاستيلاء على سيارة الشرطة، فاضطر أحد رجال الأمن أن يُطلق عليه ثلاث رصاصات أردته قتيلًا على الفور، ليموت نولز وتموت معه كل الأسرار.
وينتهي كازانوفا الـ ” قاتل ” الذي أنهى حياة العشرات، لأن حبيبته لم تقبل الزواج منه.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال