“بيبين القصير”.. تحالف مع باباوات كنيسة روما وسرق العرش من شلدريك الثالث
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بيبين القصير هو ملك الفرنجة ومؤسس الأسرة الكارولنجية، وهو ابن الملك شارل مارتل، ووالد الملك شارلمان، وُلد في بلدة جوبيل على نهر لاموز في بلجيكا، قسم والده الملك ” شارل مارتل ” ممتلكاته بين ولديه كارلومان وبيبين الذي كان من نصيبه دوقية نوستريا وبورغونيا وبروفانس، وبعد ذلك بخمس سنوات دفع بيبين شقيقه للاعتزال في الدير وبقيت كل السلطة في يده، ولكن ليس منصب الملك الشرعي، وقرر بيبين اتخاذ الخطوة الحاسمة، فأرسل سفراء إلى البابا زكارياس سنة 751م لاختبار إمكانية تتويجه ملكًا.
بيبين ملكًا
ضعفت سُلطة الميروفنجين وقويت سُلطة محافظ القصر، وفي مؤتمر المجلس العام لشعب الفرنجة عام 751م، تقرر عزل ملك أواستراسيا ” شلدريك الثالث “، وتنصيب بيبين مكانه ورغب بيبين في إضفاء الصبغة الشرعية على منصبه الجديد، فأرسل يطلب مُباركة البابوية في روما التي كانت تأمل في مساعدة الفرنجة، وبعد ذلك اعتقل ” شلدريك الثالث ” ونفاه إلى أحد الأديرة البعيدة، واعتلى عرش الفرنجة وبدأ عهد الكارولنجيين.
مراسم التتويج
وافق البابا الباحث آنذاك عن حلفاء لصد خطر التوسع اللومباردي نحو روما، وأصبح بيبين أول ملك للفرنجة الكارولنجيين، وفقاً للموروث أولا بفضل شعبه، وبعد ذلك بفضل كنيسة روما.
وكان التتويج البابوي غير شرعي قانونًا من الأمور الحاسمة في التاريخ الأوروبي – وحتى الآن الملوك يُباركون فقط من جانب البابا-، في حين أن الوضع القانوني للمـلك لابـُد أن يأتي من الوريث الوحيد للإمبراطورية الرومانية وهو العاهل البيزنطي، واغتصب بيبين لقب ملك “المقدس” لصالحه وادعى البابا سلطة شرعية لا أساس قانوني لها.
بدأ بيبين مراسم ” الدهن ” الملكي بزيت خاص مـُبارك، وهو طقس لا علاقة له لا بالألمان ولا بالرومان، وفي ذلك الوقت نشأت أيضًا أسطورة دهن الملك كلوفيس بزيت مبارك حملته بأعجوبة حمامة إلى رئيس أساقفة رانس القديس ريميجيوس بإرادة الروح القدس، وكانت القداسة الجديدة التي زعمها الكارولنجيون أعلى من القداسة التقليدية.
تعاونه مع البابوية
إقرأ أيضًا…غزالة بنت عمار ونسوة من الريف..كيف واجهن جرائم الاغتصاب؟
امتد عهد بيبين من عام 752م حتى 768م، وقد عُرف عنه تعاونه مع البابوية وخاصة مع البابا استيفان الثاني (752-757م)، وقد كان سبب توحدهما هو خطر اللومبارديين الذين كانوا يهاجمون ممتلكات البابوية، وفي الوقت الذي قام فيه البابا استيفان الثاني بتتويج بيبين أجبر الأخير اللومبارديين على إخلاء ولاية رافيا، وتسليمها إلى البابا، وعندما نجح بيبين في إلحاق هزيمة باللومبارديين، طلب ملكهم ” استولف ” الصلح، وتعهد بتقديم فروض الطاعة لبيبين، وبأن يدفع له جزية سنوية، كما تعهد أن يرد للبابا حقوقه المسلوبة، ولكن بعد عودة البابا إلى روما وبيبين إلى مملكته، لم ينفذ اتفاقية الصلح، وقام بمحاصرة روما شتاء، مما اضطر بيبين إلى العودة إلى إيطاليا ليهزم اللومبارديين ويجبر ” استولف ” على قبول شروط أقسى مما في الاتفاق السابق.
وفاته
توفي بيبين القصير في سان دوني سنة 768م، وقـُسمت مملكة الفرنجة بين اثنين من ابنائه أخذ الأكبر ” شارلمان ” نوستريا والنصف الشمال الغربي من أكيتانيا، وللابن الأصغر ” كارلمان الأول ” بورغونيا وبروفنسا وغوتيا والألزاس وألمانيا والجزء الجنوب الشرقي من أكيتانيا، وتمكن من تعزيز علاقات مملكته التجارية مع عدد من دول البحر المتوسط وبحر الشمال، وفي عهده ظهرت بوادر حركة علمية وأدبية جعلت من الدولة الكارولنجيّة أقوى الدول الأوربية في عصرها.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال