“بيشنز وورث”.. شبح لعبة ويجا التي جعلت من بيرل كوران أشهر شاعرة في أمريكا

هل تؤمن بالأشباح عزيزي القارئ؟، إذا كانت الإجابة لا فليكن لديك علم أن هذا التقرير من الممكن أن يقنعك بوجودهم حولك.

بيرل كوران ولعبة ويجا

كانت بيرل كوران امرأة روتينية لا تهوى لا القراءة ولا الكتابة، كانت حياتها تسير بطريقة طبيعية تمامًا، حتى ذلك اليوم الذي قررت فيه صديقتها المقربة أن تكسر الروتين والملل وأحضرت لهما لوحة اللعب ويجا، التي كانت تُعد من أشهر الألعاب وأكثرها إثارة للجدل في ذلك الوقت، حيث كان معروف عنها قدرتها على كسر حواجز وأبواب العالم الآخر، ويستطيع أي إنسان أن يتواصل مع الأرواح والأشباح من خلاله، دون الحاجه لوسيط روحاني أو مشعوذ.

شبح بيشنز وورث

استعدت الصديقتان للمغامرة، وأقامتا أول جلسة، ولكنها انتهت على لا شيء،  فقررا إعادة الكرة مرة أخرى، ولم يخيب ظنهما هذه المرة، بعد 5 دقائق من بداية اللعب بدأ مؤشر اللوحة في التحرك على الأحرف بشكل سريع، وقامت بيرل وصديقتها بتوجيه الأسئلة للشبح، وكان أول رد من الشبح هو “قبل أقمار عديدة حييت وها قد عدت، اسمي هو بيشنز وورث”.

اقرأ أيضًا 
التوأم بولوك .. هل تناسخت أرواحهن مع أخواتهم المتوفيين بسبب صلاة أباهم؟

شعرت الصديقتان بالخوف الشديد ولكن لم تتراجعا، وبدأتا في طرح الأسئلة على بيشنز وورث، وعرفوا منها أنها إنجليزية كانت تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وقتلها مجموعة من الهنود الحمر، وبدأت بيرل وصديقتها تستمتعان بالجلسة للغاية، لدرجة أنهم قاموا بتكرارها بشكل شبه يومي ليستمعوا لحكايات بيشنز.

بيشنز وورث تتملك بيرل كوران

يعد عدة أسابيع من جلسات لعبة ويجا، بدأت بيرل في الشعور بشبح بيشنز حولها في كل مكان تتواجد فيه، وفجأة هبطت عليها موهبة لم تمتلكها أبدًا في يوم من الأيام، أصبح عقلها عبارة عن شلالات من الأفكار والأشعار والكلام المرتب الموزون بقافية، ومليء بمظاهر الجمال.

فقامت بشراء آلة كاتبة وتركت عقلها لبيشنز، وبدأت في كتابة كل ما يخطر على بالها، ومع الوقت الأشعار وقصة بيل مع الشبح بدأت تنتشر في المدينة والناس المحيطين بها.

شهرة بيرل كوران

مع مرور الأيام بدأت عروض دور النشر في التهافت على بيرل لينشروا كتاباتها، ليس بسبب شهرتها ولكن أيضًا لجمال ما تكتبه وندرته، حيث كانت تتميز كتابتها بلغة ومصطلحات حقبة قديمة جدًا، وكانت تقوم بوصف حياة الناس في تلك الحقبة بتفاصيل دقيقة للغاية، من ملابس لمصطلحات وحياتهم اليومية، كانت تسرد التفاصيل بطريقة تقول أن كاتب تلك الكلمات لابد وأنه عاش في ذلك الزمن حقًا.

حققت بيرل شهرة واسعة امتدت خارج الولايات، ووصلت لمعظم أنحاء العالم، وصارت قصائدها رمزًا يُستشهد به في أماكن ومواضع كثيرة، وتم تدريسها في المدراس، كما تم اختيارها كأفضل كاتبة في عام 1918م.

بيشنز وورث تودع بيرل كوران

إقرأ أيضا

رحلة الفناء والوجود واغتراب الروح عند البابا شنودة الثالث

لم تدم سعادة بيرل طويلًا فقد عانت من مآسي كثيرة بداية بوفاة زوجها، ثم مرضها، بعد ذلك وفاة صديقتها المقربة، ولكن لم تتركها بيشنز أبدًا، ومرت سنوات عديدة والصديقتان تحققان النجاحات الكبرى، حتى جاء يوم ذهبت فيه كوران لصديقة مقربة منها، وأخبرتها أن شبح بيشنز ودعها الوداع الأخير ولن تعود مرة أخرى، وقالت لصديقتها “الشبح أراني نهاية الطريق وأبلغني بموتي”.

وقد كان، توفت بيرل كوران بعد عدة أيام قليلة، عن عمر يناهز 54 عام، وودعت جمهورها الذي كان ينتظر أعمالها بشغف وحب.

الحقائق خلف شبح بيشنز

لم يكن من السهل أبدًا أن يتقبل الناس فكرة الشبح وتم انتقادها بشدة، وقال المعارضون أن الشبح ما هو إلا حيلة ذكية، ادعتها بيرل لتكتسب شهرة واسعة، لدرجة أن بعضهم قام بالبحث في سجلات المهاجرين لأمريكا عن اسم بيشنز وورث، ولكن لم يجدوا أي سجلات لهذا الاسم، ورغم تكذيبهم إلا أنهم اتفقوا على عظمة أشعارها.

أما المؤيدين والمصدقين لقصتها اقترحوا عدة تساؤلات عن كيفية وصفها للبيئة والحقبة الزمنية القديمة، من أزياء وعادات يومية، وشكل الحياة، ليس ذلك فقط ولكنها تمكنت من نقل لغتهم بالتفاصيل، حيث قال بعض المحللين أنها استخدمت اللغة التي كان يكتب بها شكسبير وبعض شعراء العصر الفيكتوري، وهي عبارة عن 90٪ إنجلو ساكسوني، و 10٪ فرنسية، وهذا في حد ذاته نقطة كبيرة تُحسب لصدق قصة بيرل.

وهناك المئات الذين ظهروا بعد وفاة بيرل وادعوا تواصل شبح بيشنز معهم، وأصدر بعضهم دواوين بالفعل، ولكنها لم ترقى أبدًا لمستوى قصائد بيرل كوران.