همتك نعدل الكفة
116   مشاهدة  

بين الخيال والتاريخ .. قصص ارتبطت بمولد النبي

مولد النبي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يحتفل المسلمون حول العالم بـ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يتوقف المسلمون عن عاداتهم وتقاليدهم في مثل تلك المناسبة العطرة رغم وجود العديد من المشكلات السياسية والاقتصادية وبعض من المشكلات البيئية التي تضرب بلاد العرب مثل ليبيَا والمغرب.

ومع احتفال قرابة ملياري مسلم حول العالم بتلك المناسبة، هناك بعض القصص المرتبطة بالمولد النبي الشريف، بعضها صحيح وبعضها محض موروثات شعبية رسختها الحكايات في عقول المسلمين، ولا أساس لها من الصحة أو بها خلاف كبير بين المؤرخين، ومنها يوم ميلاد النبي والشهر والسنة وغيرها.

هل وُلد النبي يوم الإثنين 12 ربيع الأول؟

يحتفل المسلمون يوم الـ 12 ربيع الأول بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا التاريخ محل خلاف كبير بين المؤرخين وعلماء السنة، فالثابت تاريخيًا أن النبي وُلد يوم الإثنين للقصة الواردة في مسند أحمد وصحيح مسلم والسنن الكبرى للبيهقي،” مِنْ حَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ “أَنَّ أعرابيَا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ” .

وَقَالَ الإمام أحمد : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ.

تاريخ الميلاد 

أمّا تاريخ الميلاد الموافق يوم 12 ربيع الأول فهذا محل خلاف كبير، فبعض الأقوال ذهبت إلى أنه وُلد يوم 2 أو 8 أو 10، 12.

الرأي القائل بأنه وُلد يوم الثاني عشر ربيع الأول هو رأي نقله الإمام الذهبي في تاريخه، والطبري ، والبيهقي، والمقريزي ، وابن الأثير وغيرهم ، وذكر ابن سعد من طريق الواقدي أنه ولد في اليوم الثاني، وقال بعضهم: في اليوم الثامن، نقله ابن عبد البر وابن كثير والقسطلاني وغيرهم، ورجحه غير واحد، ويقول صاحب الرحيق المختوم” المباركفوري” أن النبي ولد يوم التاسع من ربيع الأول. إذًا فإن تاريخ ميلاد النبي محل خلاف كبير بين المؤرخين، وليس هذا فحسب بل إن العلماء اختلفوا أيضًا في الشهر وفي السنة، فقال البعض أنه وُلد في شهر رمضان ورغم ضعف الرواية إلا أنها تُأخذ في عين الاعتبار.

النبي لم يولد في عام الفيل 

يقولون أن مولد النبي في عام الفيل، فقد كان عادة العرب قبل معرفتهم التقويم ينسبون العام إلى الحدث الأشهر فيه، وعام الفيل ـ حسب المؤرخون ـ فهو العام الذي هاجم فيه أبرهة الحبشي مكة بهدف هدم الكعبة  وتحويل حج العرب إلى الكنيسة التي بناها في اليمن.

إن موضع الخلاف هنا في تاريخ القصة، يرى بعض الباحثين المعاصرين أن بلاد العرب لم تعرف الفيلة ويستندون إلى قول ” المطهر بن طاهر المقدسي” في كتابه” البدء والتاريخ “:”وفي هذه القصة اختلاف كثير في كيفية مجيء الطير وعدد الفيلة ووجود المعجزة في غير زمان نبي مبعوث”. بالإضافة إلى ذلك كله، عثر على بعض النقوش المؤرخة في العام 662 في التقويم السبئي، وهي السنة المكافئة عام 552.

ويتحدث في تلك النقوش أبرهة عن حروبه في شبه الجزيرة العربية، ولا يذكر على الإطلاق أنه وصل إلى مكة، ويعتقد المؤرخون أن أبرهة مات قبل عام 560.

لكن هناك رويات تؤكد أن النبي ولد في عام الفيل، ففي ” المستدرك” عن عباس رضي الله عنه قال ولد النبي عام الفيل، و ونقل صاحب ” البداية النهاية” عن قيس بن مخرمة قال:” ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، فنحن لدان، ولدنا مولد واحد، وعن أبي الحويرث قال:” سمعت عبد الملك بن مروان يقول للقباث بن أشيم: يا قباث أنت أكبر أم رسول الله؟ فقال: بل رسول الله أكبر مني وأنا أسن منه، ولد رسول الله عام الفيل وتنبأ لى رأس الأربعين  من الفيل؟

إقرأ أيضا
حسام الطنوبي

إذًا هناك اختلاف كبير حول العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فهناك من يرى أنه ولد بعد عام الفيل بنحو 20 عامًا على افتراض أن القصة حقيقية  مثل ” ابن عساكر”، وهناك من يرى أنه ولد عام الفيل كما ذكرنا سابقًا.

اسم النبي  في المصادر التاريخية

قالوا لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سُمي محمدًا ليكون محمودًا في الأرض وفي السماء، وقالوا لنا أن هذا الاسم لم يكن معروفًا قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن جده عبد المطلب سماه  بهذا الاسم تبركًا وحمدًا.

إن الثابت تاريخيًا أن الذي سمى النبي محمدًا بهذا الاسم هو جده عبد المطلب، لكن ما حقيقة كونه أول من سمي بهذا الاسم في شبه جزيرة العرب؟

يقول صاحب ” الطبقات الكبرى” إن العرب سمعوا هذا الاسم من جيرانهم من أهل الكتاب، حيث إن نبي آخر الزمان سيكون اسمه محمدًا، وعليه فقد تبارك العرب بهذا الاسم وسموا أولادهم بشارة بهذا الخبر، ومنهم محمد بن حمران بن ربيعة، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن أحيحة، بل إن هناك عدد من المصادر قالت أن هناك نحو عشرون رجلا يحمل اسم” محمد” قبل النبي.
معجزات يوم مولد النبي
هناك مجموعة من القصص الواردة يوم مولد النبي صلى الله عليه وسل، لكنها مخض أسطورة، أو قصص
ارتبط مولد الرسول كنوع من الأساطير التي تناقلها الناس، وإن ذُكرت في بعض المصادر التاريخية فهي ضعيفة جملةً وتفصيلًا، ومن هذه القصص :
1ـ انطفاء نار المجوس
2ـ هدم جزء من قصر كسرى
3ـ حديث النبي يوم مولده ، وغيرها من القصص
ويفسر الشيخ محمد الغزالي في كتابه “فقه السيرة” تلك الأحداث بأنها نوع من الإرهاصات التي اختلقها الناس بعد انتشار الدعوة الإسلامية، وفتح بلاد الفرس والروم، ولا أساس لصحتها في كتب المصادر التاريخية.

الكاتب

  • مولد النبي مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان