بين المصري اليوم وكشري التحرير .. من أمن العقاب أساء الأدب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تصدر وسم ” مقاطع كشري التحرير ” ، و وسم ” احظر المصري اليوم” مواقع التواصل الاجتماعي، لليوم الثاني على التولي بسبب التميز الطائفي بين المصريين، ووصف المتابعون ذلك بالخطط الممنهجة لإثارة الفتنة الطائفية في مصر .
السبب وراء وسم احظر المصري اليوم
نشرت المصري اليوم في عددها الورقي وكذلك عبر موقعها الالكتروني وصفحات السوشيال ميديا الخاصة بها فتوى تحت عنوان ” ما حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر ؟”
وجاء الرد حول هذا السؤال من قبل الشيخ السوري محمد صالح المنجد، يقول إنه “لا يجوز بيع الطعام في نهار رمضان لمن علم أو غلب الظن أنه يأكله نهارًا، إلا لمريض أو مسافر أو نحوهما ولا يجوز بيعها للكافر لأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة على الراجح فلا بجوز لهم الأكل في نهار رمضان، ولا إعانتهم على ذلك” .
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وإعلاميون، صورًا للفتوى، ومن حسابات “المصري اليوم” على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بعبارات استهجان، متسائلين عن كيفية السماح بنشر مثل هذه التوصيفات،منتقدين أداء الجريدة وواصفين ما نشرته بأنه ليس صحافة، إلى حد مطالبة البعض بمحاسبتها وإغلاقها.
وبعد الجدل الواسع والسخط من قبل الإعلاميين والقُراء أصدرت صحيفة” المصري اليوم ” اعتذارًا عبر موقعها الإلكتروني أوضحت فيه إطلاق صفة ” الكفر” على من هو مختلف في الدين، أمر لا تستخدمه الجريدة، ولا توافق عليه”، وأضافت” الصحيفة مدينة لقرائها باعتذار واضح وصريح، لما تم نشره حول فتوى نقلها أحد المحررين بالمصري اليوم في تجاوز وخطأ واضح دون تدقيق أو تدبير.
ومن جانبه أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام استدعاء الممثل القانوني لصحيفة “المصري اليوم” بسبب نشر الفتوى المنشوره، واعتبرها” إثارة للفتنة والحض على التمييز بين المواطنين”، وعليه فقد أوضح المجلس في بيان له” إدارة الرصد بالمجلس الأعلى رصدت الواقعة ضمن متابعة نشاط المواقع الإلكترونية والصحافية، وبناءً على ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي من انتقادات حادة وهجوم عنيف على الجريدة”.
واستهجن إعلاميون ما حدث من المصري اليوم واصفين ذلك بعدم المهنية، حيث كتب الإعلامي ” عمرو أديب” تغريدة له عبر “توتير” يقول فيها “سقطة المصري اليوم ليس خطأ صحفي أو ذلة لسان ، وإذا كان أحدهم كتبه عن جهل أو عن تعمد أين رئيس القسم ورئيس الصفحة ورئيس التحرير ورئيس الموقعع بصراحه شيء لا يمكن تخيله وأطالب الجريدة أن تكون من الشفافية وتخبرنا كيف حدثت هذه المصيبة الصحافية وأظن إن وقف المحرر غير كافي”.
كما علق الإعلامي “شريف عامر” على هذه الواقعة وقال ” المشكلة مش بس عند المصري اليوم ، المشكلة في جيل من الصحفيين اللي اتعلم يقعد ينقل من منصات التواصل الاجتماعي أي كلام ، وينشر عنها أي حاجة علشان الترافيك والنشر وينبسط منه رؤساءه ويشجعوه ..مع الوقت تتوه البوصلة وصاحب الغلط يتصدم ويقول لنفسه : اشمعنى المرة دي ” .
مقاطع كشري التحرير
ومن خطأ المصري اليوم إلى مطعم كشري التحرير ، حيث تصدر وسم ” مقاطع كشري التحرير “، بسبب واقعة وصفها المواطنون بالطائفية، حبث منع المطعم امرأة مسيحية من تناول الطعام مع ابنتها قبل أذان المغرب، معللين ذلك بأنه غير مسموح تقديم وجبات الطعام لغير المسلمين قبل الإفطار.
ومن جانبه أصدر ” كشري التحرير” بيانًا أوضح فيه إن ما تم تداوله غير صحيح، موضحين إن العميله طلبت ” الأوردر” “تيك اواي” ، ولم تأكل في المطعم.
وردت ” سيلفيا بطرس ” صاحبة الواقعة قائلة” ايه الكدب ده .. أنا صاحبة المشكلة وانتو كلمتوني تعتذروا وقولتو هاتنزلو اعتذار رسمي عن اللي حصل تقوموا تكتبوا إني ماروحتش الصالة أصلا ولا قعدت واني بدعي عليكم .. كلامكم هنا كله غير اللي اتقال في المكالمة وغير الحقيقة وده لا اعتذار ولا احترام أصلا ” .
حملات مقاطعة
قالت ” مريم نبيل” أحد رواد السوشيال ميديا ” مقاطعة كشري التحرير.. يمنع سيدة مسيحية من الاكل الا بعد اذان المغرب‼️‼️
امال حضرتك فاتح المحل ليه ذٌل يعني!!
المسيحي مش بياكل قصادك ذوقياً منه مش عشان انت تعملها فرض
اتمنى يكون في اعتذار وخصوصًا ان كان في الواقعة دي طفلة ملهاش اي ذنب تشوف التمييز ده بسبب انها مسيحية #كفاية_عك”
وقال مدون آخر ” المرض القديم.. الحشو الفكري الديني بطريقة اقصائية وفردية بشعه.. لايوجد اعتراف بالاخر ولاقبول بالآخر
مشكلة لهاجذور …الجذور تسقى بماء الكراهية كل لحظة باسم الله والاسلام والدعوة”
وقال “مينا” ” مقاطع كشري التحرير.. لازم يبقي في موقف من الدولة ضد الصحافة دي .. الناس عمالة تتشحن أفكار كدة وتعصب وعنصرية وممكن ف اي لحظة الناس تنفجر ضد بعض بسبب كدا”
الشيخ أحمد كريمة : أنا لا أشارك في فتنة
قبل الحديث عن أصل الفتوى في الإسلام، وإن كانت حقيقية أو محض افتراء أو آراء شاذة، اعتذر بعض من مشايخ لجنة الفتوى في الأزهر عن إبداء آرائهم حول هذا معللين ذلك درءً للفتنة.
وتواصل ” الميزان”مع الشيخ أحمد كريمة ” أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بخصوص توضيح الرأي الشرعي في الفتوة، وقال نصًا ” تبحثون عن المشاكل ، و أنا لا أشارك في في فتنة .
يقول أحد أئمة الأزهر يرجع منشأ الخلاف إلى إعمال أو لا إعمال الغير مسلمين بفروع الشريعة الإسلامية ، فأما أصحاب الرأي الأول فيقولون يجب على غير المسلمين من إعمال فروع الشريعة الإسلامية ومنها الصيام.
والرأي الآخر وهو الراجح وعليه جموع أهل العلم بأن غير المسلمين لا يُخاطَبون بالفروع، أي شرط الصيام والصلاة الإيمان الكامل بثوابت الشريعة ، فكيف يصوم وهو أصلا غير مؤمن.
أما أن من يعطيهم الطعام فلا يأثم بإعطائهم لأنهم غير مخاطبين بهذا الآن وإنما يأثم لو أعطى الطعام ليأكله في نهار رمضان قادر على الصيام من المسلمين مقيم فهذا يأثم، فإذا أعطاه لمسافر أو لمريض لا يقدر على الصوم أو شائب هرم لا يقدر على الصوم لا شيء عليه.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال