بين بن باز والدكتور شوقي علام “لماذا رأي مصر أصح في قول زمزم بعد الوضوء”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بسطر واحد رفض عبدالعزيز بن باز قول المصريين زمزم بعد الوضوء ففي برنامج نور على الدرب قال المذيع “هذا السائل عبد الله من مصر يسأل ويقول: سماحة الشيخ! كلمة زمزم، يرددون كلمة زمزم عند الوضوء وقول حرمًا بعد الصلاة هل في هذا بأس؟”، فأجاب بن باز “لا أعلم لهذا أصلًا، لا أصل لهذا، ولا ينبغي فعله”.
اقرأ أيضًا
حكم الصلاة خلف إمام يتبع أحد الطرق الصوفية “شرح للخلاف بين فكر باز وعلي جمعة”
طالت السنين بعد هذه الفتوى فصارت دليلاً حتى الآن على بدعية قول زمزم بعد الوضوء التي تعود عليها المسلمين في مصر والمقصود بها الدعاء بأداء الحج أو العمرة اللذين يشتملان على الشرب من زمزم”.
رأي مفتي الديار المصرية في حكم قول زمزم بعد الوضوء
يؤكد الدكتور شوقي علام أن التعود على مثل هذا الدعاء يثير لواعج القلوب إلى حرم الله ومقدساته، ويشيع الشوق إلى أعظم المواطن، ويبعث الهمم الكوامن والعزائم السواكن إلى أشرف الأماكن، ويزيد من اتصال الأمة بقبلتها ووطن نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، فيُدخل الداعي بذلك السرور على قلب أخيه المتوضئ.
كان رأي مصر أصح في جواز قول زمزم بعد الوضوء حيث أن كافة النصوص الشرعية وأقوال السلف وأفعالهم بمشروعية الدعاء عقب الوضوء؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».
وفي كتاب تبيين الحقائق للزيعلي بفصل الأذكار التي تقال عند غسل كل عضو “والجمع بين نية القلب وفعل اللسان وتسمية الله تعالى عند غسل كل عضو.. ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد غسل كل عضو، ويقول بعد الفراغ: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”، أما الإمام النووي الشافعي في كتاب الأذكار قال “فصلٌ: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء، فلم يجئ فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الفقهاء: يُستحبّ فيه دعوات جاءتْ عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها”.
وعملاً بهذه الأقوال قال الدكتور شوقي علام “ما اعتاده الناس في مصر وغيرها من دعاء المسلم لأخيه بعد الوضوء بقوله “زمزم” هو من العادات المستحسنة؛ لأنه دعاء بالوضوء، أو الشرب، أو الاغتسال من ماء زمزم المبارك، ومراد الداعي بذلك: الدعاء بأداء الحج أو العمرة اللذين يشتملان على الشرب من زمزم؛ من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم، وإنما اختار الناس ماء زمزم في الدعاء دون غيره لبركته وفضله على سائر المياه؛ فهو من الدعاء المستحب شرعًا؛ إذ الدعاء عقب الوضوء مستحب، بالإضافة إلى ما اشتمل عليه من المعاني الجليلة، والمقاصد النبيلة؛ كدعاء المسلم لأخيه، وإدخال السرور على قلب المتوضئ، وإثارة لواعج الشوق إلى حرم الله وحرم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وشحذ الهمم وبعث النوايا على أداء فريضة الحج والعمرة، ومناسبة ذلك لحال المتوضئ، والقول بأن ذلك بدعةٌ هو قول باطل؛ لمخالفته لعموم أدلة الشرع، وتضييقه على الناس من غير حجة”.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال