بين شقو والعتاولة….هل يحب الجمهور صراع الخير والشر؟

يحب الجمهور مشاهدة الخير دائمًا ينتصر، حتى لو لم يكن دراميًا المنطق مع كفة الخير. رؤية  البطل الذي ينتصر لك على الشاشة تثلج صدرك، تجعلك تنتشي من السعادة وتشعر أن هذا البطل ولو كان فتوة فهو يعبر عنك.

هذه الخلطة ما جعلت مسلسل العتاولة له شعبية كبيرة، ولو لم تعجب النهاية الكثيرين ولكن هذا ما يريده الجمهور. نفس القصة بفيلم شقو الذي تدور الحبكة الرئيسية فيه حول علاقة حجازي بشقو، مثل علاقة نصار بخضر تقريبًا.

اثنان حرامية تعاهدوا على صداقة مثل الاخوة يتعرضان لمشكلات وعقد تصل لذروتها مع نهاية الفيلم، ثم ينتصران ولا يموت أحد رغم كم الرصاص الذي ضرب في هذا الفيلم وكم العنف الزائد فيه.

شقو صراع الخير والشر

دائمًا ما نرى طريق الخير مليء بالأشواك، طريق التوبة أو كما يسمونه أبطال العتاولة وشقو طريق  النظافة. وهذا منطقي بل دينيا فهمناه منذ الصغر، أن الله يختبر الإنسان المؤمن وتحديدًا من يترك كل شيء لله.

في البداية تتلون الدنيا بالسواد، يتركه أصدقاء السوء، ويتركه أهله ربما، ويبقى وحده مع صراعاته الداخلية وجهًا لوجه ومع صراع الشر الذي يستجديه أن يعود إلى طريقه.

لعب وسام صبري على هذه التيمة التي ربما متكررة ولكن كانت ناجحة في هذا الفيلم رغم الملاحظات التي سنذكرها فيما بعد.

كما وقف خضر في وجه نصار حتى لا يتوب، يقف حجازي في وجه شقو حتى لا يكمل توبه، ولكن لأن الجمهور يحب النهايات السعيدة ينتصر شقو بالنهاية ويخضه حجازي لرغبته.

وحجازي يشبه خضر ولكن على أعنف وأكثر همجية، فكان خضر الشخص الذي يتصرف بغشامة فيما نصار الأكثر طيبة ويتصرف بحكمة أكبر، نفس تركيبة شخصيات فيلم شقو؛ فلدينا إمساعيل (شقو) الشخص الذي يميل إلى الابتعاد عن الحرام وضميره يؤنبه طوال الوقت، وحجازي الشخص المخدر بالمخدرات والخمور والحشيش المتهور المندفع الذي يريد المال بشكل سريع حتى لو سيقف في صف الشر.

صراع الخير والشر يحبه الجمهور لأنه يتعرض له يوميًا؛ يوميًا يقف أمام نفسه ويسمع صوت ضميره وتعرض عليه أمور كثيرة تحسب على كافة الشر ولكن بها مكسب، يتجنبها البعض ويقع فيها البعض الآخر.

مشكلات شقو وحسناته

الحركة السريعة تناسب أفلام الأكشن، فكانت حركة الكاميرا معظم الوقت سريعة تنساب أحداث الضرب والعنف والهروب، ولكني وجدت مشاهد العنف زائدة عن الحد، فحتى الأبطال ضربوا بعضهم البعض بعنف.

وقد استخدام كريم السبكي الزووم في محله في مشاهد خوف فاطمة دينا الشربيني في مشيها بالشارع بعدما تعرضت لاصابة من شقو وحجازي. الأصوات العالية، الحركة السريعة، الزووم على كل من يستخدم الصوت العالي بالمنطقة؛ كلها أشياء دعمت مشاعر الخوف التي تواجهها دينا الشربيني.

كما تسليط التركيز على عين شقو عمرو يوسف) أثناء إدلاء فاطمة أقوالها للنيابة عن لون عينه التي يستخدم لها العدسات كان تفصيلة جيدة أيضا.

إقرأ أيضا

“دراما الطرابيش” .. لماذا غضب أسامة أنور عكاشة من الصحافة؟

على صعيد آخر لم يعجبني أبدًا ظهور الثعبان ورمزيته لدرية التي أدت دورها الفنانة الكبيرة يسرا، فكانت الرمزية مباشرة جدًا وكلاشيهية.

اقرأ أيضا…جحر الفئران بين التعبير عن المعاناة والابداع 

رأيت أيضا ظهور أغنية لويس ارمسترنوج wonderful world) كخلفية للضرب والعنف وان كانت أغنية يستمع لها ابن السواعدي ، أيضا كلاشية ومكررة.

أما عن الأداء فكان أداء محمد ممدوح الأفضل لتركيزه على تفاصيل شخصية حجازي واستخدامه صوته ليكون بنبرة مختلفة تناسب الشخصية الفظة، والصوت من أهم أدوات الممثل، ولكن من مشكلات الفيلم توظيف أمينة خليل بدور فتنة، فعلى الرغم من اجتهادها لتخرج من جلدها وتقدم ما هو جديد، لم يناسبها هذا الدور مطلقًا حتى بعدما ارتدت باروكة حمراء وعدسات زرقاء واكسسوارات مناسبة للشخصية.

الفيلم يستحق المشاهدة وصراع الخير والشر سيظل مستمرا