تاريخ إثيوبيا الحديث (1-3) .. قصة حاكم قتله قريبه بسبب حبه للمسلمين
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يبدأ تاريخ إثيوبيا الحديث من العام 1889 حين تولى منليك الثاني المنصب الإمبراطوري في ظروفٍ سياسيةٍ بالغة التعقيد، حيث كان الاحتلال يصيغ الحياة السياسية والاجتماعية فيها.
اقرأ أيضًا
حكاية القصب المنياوي .. “من أيام الإرهاب إلى سد النهضة”
المواجهة مع الطليان كانت أبرز سمات تاريخ إثيوبيا الحديث إذ بدأت في عهد منليك الثاني دبلوماسيًا بتوقيع معاهدة ويشيل لكن الإيطاليين لم ينفذوا البنود فألغى منيلك العمل بها لتدخل إثيوبيا في مواجهةً عسكرية عام 1896م بمعركة عُرِفَت باسم عدوة وهُزِم الإيطاليين بها.
نهوض إثيوبيا المنليكاوي
ساهم منليك الثاني في إحداث تغيير داخل إثيوبيا إذ أنه أدخل التلفون والتلغراف وأقام الجسور ومد السكة الحديد بين جيبوتي وأديس أبابا واهتم بالصحة والعسكرية والتعليم، ثم وطد علاقاته مع أوروبا بتوقيع 20 معاهدة، ورغم أن منليك رغب في استقلال بلاده من الإيطاليين لكنه كان شديد الولاء للإنجليز.
الفترة المنسية لأسباب طائفية .. الحاكم المقتول بسبب حب المسلمين
الطائفية كان العامود الأساسي لأحداث تاريخ إثيوبيا الحديث خاصةً في عصر منليك الثاني، فقد كان معاديًا لكل ما هو مسلم لكن خشيت بريطانيا حدوث حرب طائفية واقتتال ديني، فزوّج ابنته إلى محمد علي أمير إمارة ويلو المسلمة في مسعى منه لاجتذاب المسلمين، ومن هذا الزواج ولد ليج أياسو.
اقرأ أيضًا
الأزهر ومحمد علي باشا “فرص ضائعة للتقدم أحزنت الإنجليز والعطار”
مات منليك الثاني عام 1913، وتسلم العرش ليج أياسو الذي كان في الثامنة عشرة من عمره، وأظهر حبًا لدين الإسلام حين لبس العمامة ونقل عاصمة حكمه إلى مدينة هرر الإسلامية، وبنى المساجد في (هرر، وديرداوا، وجكجكا)، وفتح اتصالات مع حاكم المسلمين في الصومال محمد عبدالله حسن.
تعامل ليج أياسو أغضب الكنيسة الحبشية فأصدرت قرارًا بحرمانه من التاج الإمبراطوري بعد 3 سنوات من الحكم وهرب إلى إريتريا حتى قتله هيلا سيلاسي لاحقًا، وبقيت فترة ليج أياسو هي الفترة الوحيدة المنسية من تاريخ إثيوبيا الحديث.
آخر الأباطرة وحكاية جثته
في العام 1930 تولى هيلا سيلاسي عرش الإمبراطورية الإثيوبية وعند قدوم موسوليني لغزو دولته نُفِي الإمبراطور وحول قضية بلاده إلى التدويل حتى جاء عام 1941 م وعاد إلى الحكم بعد تدخل الإنجليز في فترة الحرب العالمية الثانية.
رغم الإنجازات التي حققها هيلا سيلاسي لكنه كان مكروهًا من شعبه منذ مطلع الستينيات، لقمعه العنيف لكل معارضيه بالإضافة إلى المجاعة التي فتحت بالإثيوبيين في مطلع السبعينيات والتي حدثت وقت أن كان هيلا سيلاسي يحتفل بعيد ميلاده الثمانين وأنفق 35 مليون دولار لليلة واحدة.
تحرك الجيش الإثيوبي لمطالبة هيلا سيلاسي بإصلاحات اقتصادية في النواحي العسكرية، وكان هذا سببًا لتحرك الإثيوبيين في ثورة تطالب هيلاسيلاسي بالرحيل حتى حدث ذلك في 12 سبتمبر من العام 1974 م ويموت في العالم التالي.
ومع انهيار نظام الحكم الشيوعي في إثيوبيا عام 1991 عثر على بقايا جثة هيلا سيلاسي تحت مرحاض بالقصر، وبعدها ظهرت طائفة راستافاريان والتي تعتنق ديانة تنص على أن هيلا سيلاسي إله وجسده صعد إلى السماء.
إثيوبيا ما بعد الامبراطورية
قامت جمهورية إثيوبيا الشعبية الديمقراطية عام 1987 وحتى 1991 وتعاقب عليها رئيسين وكان نظام الحكم حينها شديد المركزية والشمولية ، لكن نهايته جرت بسبب الخلافات الداخلية التي جعلت النظام يمنع وصول شحنات الأغذية إلى المناطق التي تعاني من المجاعة وتخضع للمتمردين، تزامنًا مع حربٍ أهلية دموية لتقوم بعد جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية.
قامت جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية (نظام الحكم الآن) في مايو 1991 على أنقاض الحكم الشيوعي وجرت عملية تعيين وزراء الحكومة الانتقالية حتى جرت الانتخابات وتولى ملس زيناوي رئاسة الوزراء بينما كان نكاسو كيدادا هو أول رئيس لإثيوبيا الفيدرالية وكان أمامه تحدي إنهاء الحرب الإيرترية وهو ما لم يوفق فيه أي مسؤول باستثناء آبي أحمد عام 2018 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال