تاريخ الأسبرين .. المسكن الذي لم يعرف أجدادنا غيره
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
الأسبرين هو واحد من أولى الأدوية التي تم اكتشافها واستخدامها بشكل شائع من قبل البشر منذ العصور القديمة، ولا يزال الأسبرين أحد أهم الأدوية الأكثر بحثاً ودراسةً في العالم، حيث تُجرى عليه نحو 700-1000 تجربة سريرية كل عام، وهناك دراسات كثيرة تجرى عليه لتوسيع مجال استخدام هذا الدواء.
ما هو الأسبرين:
مضاد التهاب غير ستيرويدي، وهو عبارة عن Acetylsalicylic Acid أي أستيل حمض الصفصاف، اسمه العلمي: أسيتامينوفين Acetaminophen، وصيغته الكيميائية:
استخدامات الأسبرين:
يستخدم الأسبرين كمسكن للألم وللحد من الحمى أو الالتهابات، كما يستخدم للعلاج أو الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والذبحات الصدرية، حيث يعتبر مميع للدم فيمنع تشكل الخثرات (استخدام الأسبرين لأمراض القلب والأوعية الدموية يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص).
يجب الانتباه عند استخدام الأسبرين ألا يكون المريض يعاني من:
اضطرابات في النزف مثل الهيموفيليا.
قرحة أو نزيف في المعدة والأمعاء.
الحساسية من مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية.
كما أنه لا يجب إعطاء هذا الدواء لطفل أو مراهق يعاني من أعراض الإنفلونزا والحمى أو جدري الماء، حيث يمكن أن تسبب الساليسيلات متلازمة راي وهي خطيرة ومميتة أحياناً للأطفال.
بعض الأعراض الجانبية للأسبرين:
للأسبرين العديد من التأثيرات الجانبية تشمل: صداع خفيف، حرقة وألم في المعدة، ونعاس.
وقد تكون شديدة عن بعض المرضى مثل: ارتباك، هلوسة، وغثيان وإقياء شديدين، وحمى تدوم 3 أيام، وتسارع في التنفس. عندها يجب استدعاء الطبيب.
وجوده عبر التاريخ:
في 3000-1500 قبل الميلاد: استخدم الصفصاف كدواء من قبل الحضارات القديمة كالسومرييون والفراعنة، ويشير بردي إبيرز، وهو نص طبي مصري قديم، إلى الصفصاف كمسكن ألم عام ومضاد للالتهابات.
في 400 قبل الميلاد: في اليونان، كان أبقراط يستخدم أوراق الصفاف لتخفيف آلام الولادة.
في 1763 ميلادي: نشرت الجمعية الملكية تقريراً يتضمن تفاصيل خمس سنوات من التجارب حول استخدام لحاء الصفصاف المجفف في علاج الحمى.
في 1828 ميلادي: جوزيف بوشنر، أستاذ الصيدلة في جامعة ميونخ في ألمانيا، ينجح في استخراج المادة الفعالة من الصفصاف، وإنتاج بلورات صفراء مرّة المذاق أسماها ساليسين.
في 1853: حدد الكيميائي الفرنسي تشارلز فريديريك غيرهارد التركيب الكيميائي لحمض الساليسيليك.
في 1897: بينما كان يعمل في شركة باير للأدوية، فإن الكيميائي الألماني فيليكس هوفمان، تحت إشراف آرثر إيشنغرون، يرى أن إضافة مجموعة الأسيتيل إلى حمض الساليسيليك يقلل من خصائصه المهيجة، وحصلت باير على براءة الاختراع.
في 1899: تمت تسمية أستيل حمض الصفصاف بالأسبرين من قبل باير.
في 1950: يدخل الدواء الشهير موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر مسكنات الألم مبيعاً.
ملاحظات عامة عن الأسبرين واستخداماته:
مضاد التهاب غير ستيروئيدي.
ليس جيد الفعالية اتجاه آلام العضلات.
يمكن أن يوجد (حمض الصفصاف) في أدوية كثيرة بنسب متفاوتة.
إن الحد اليومي الأقصى لجرعة الأسبرين هو 4000 ملج أو 4 جرامات حسب منظمة إدارة الأغذية والعقاقير، ومن السهل جداً أن يتجاوز المريض هذا الحد دون أن يشعر، لذلك يجب الانتباه جيداً للجرعات المأخوذة.
يجب عدم تناوله مع الكحول: حيث أن تناول الأسبرين مع الحول –حتى بكميات صغيرة جداً– قد تؤدي لتسمم وتزيد من خطر تلف الكبد وأمراض الكلى.
لا يعطى للأطفال دون استشارة طبيب ليحدد له الجرعة المناسبة لعمره ووزنه، فعندما يتناول الطفل جرعات كبيرة من الأسبرين يجب إسعافه إلى المشفى ووضعه تحت الرعاية الصحية المناسبة.
ونرى الآن الاستخدامات الواسعة والكثيرة للأسبرين، فهو لا شك أحد أهم الأدوية المكتشفة والذي أحدث ثورة كبيرة في عالم الصيدلة والطب، ونأمل بالمستقبل أن نرى تطويراً فعال لهذا الدواء واستخداماته، كما يجب التنويه أن علينا دائماً ألا نتناول الأدوية بشكل عشوائي ودون استشارة الأخصائيين.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال