تاريخ المسقى الخيري المصري في الحج زمان “وثائق المشروع المنسي”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جاء تأسيس المسقى الخيري المصري ليكون جزءًا من تاريخ سقاية الحاج التي اهتم بها الإسلام ونفذها العرب من قبل الإسلام وبعد ظهور الإسلام.
هدف سقاية الحاج كان توفير الماء لحجاج البيت نتيجةً لقلة المياه والجفاف الذي اشْتُهِرَت به مكة، وبعد الإسلام صارت سقاية الحاج ميزة عظمى ولها ثواب جزيل اهتمت بها كل الدول الحاكمة لبلاد المسلمين.
صاحب فكرة المسقى الخيري المصري
صاحب فكرة المسقى الخيري الخيري هو اللواء إبراهيم باشا رفعت قومندان حرس المحمل المصري سنة 1901 م وأمير الحج المصري في سنوات 1903 و 1904 و 1908 م.
ويحكي إبراهيم باشا رفعت في كتاب الرحلات الحجازية عن سبب الفكرة فقال أنه لما عاد من حجة عام 1320 هـ (منتصف 1903) قابل الخديوي عباس حلمي الثاني وحدثه عن الفقراء الذين يلاقون الصعاب أثناء حجهم سيرًا عن الأقدام وهم بلا ماء ولا زاد، خاصةً مع استغلال الشريف عون الرفيق للسقاية وجعلها بالمال وهم في الأساس فقراء.
في 26 ديسمبر عام 1903 أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني قراره بتكليف مدير الأوقاف بعمل مسقى خيري يكون مرافقًا لمحمل الحج الذي يتولاه إبراهيم باشا رفعت ويكون الإنفاق من مسؤوليته.
وأرسل مدير الأوقاف عبدالحليم عاصم رسالةً إلى إبراهيم باشا رفعت تقول «وافقت المكارم السنية على صرف مائتي جنيه لسعادتكم، من ذلك مائة و خمسون جنيها نفقات مسقى متنقل يسير مع ركب المحمل والباقي و هو خمسون جنيهًا يُشْتَرَى به سجادات تفرش للصلاة فى المسجد الحرام كما ورد بذلك كتاب من سعادة رئيس الديوان الخديوى مؤرّخ فى 29 ديسمبر سنة 1903 م. رقم 26 و قد أذنا اليوم بصرف هذا المبلغ لسعادتكم لتنفقوا منه فى هذين المشروعين و تقدّموا لنا تفصيل المنفق بعد عودتكم مع مستندات الصرف، وصار المسقى الخيري المصري موجودًا في سنة 1904 و 1905 م.
سجاجيد مصر للحرم المكي ضمن ميزانية المسقى
تم شراء 50 سجادة فخمة وُوُزِعَت على 23 شخص من خدم زمزم والمطوّفين و الملازمين للصلاة في المسجد الحرام بهدف تقديمها لزوّار المسجد يصلون عليها.
تم إعطاء 12 سجادة لكل من «الشيخ يحيى محمد شاه ولي الزمزمي، يحيى صالح العطار، محمد صالح الحسني، عبدالحميد الزمزمي، أحمد أشقر الزمزمي، فضل الله تابع المرحوم عبدالغني الزمزمي، أحمد عبيد الزمزمي، سليمان قاسم تابع الأغوات، حسن حسني الزمزمي، عبدالله مكي الزمزمي، أحمد إبراهيم نعمان خازن تكية مكة، أحمد محمد رجب السكندري الزمزمي».
ومُنِحت 4 سجاجيد لـ عبدالله فضل شيخ الزمازمة (سجادتين)، وصدقة فاضل وإخوته (سجادتين)، و 16 سجادة لـ محمد طوخي (4 سجاجيد)، الشيخ إسماعيل أغا شيخ أغوات المسجد الحرام(4 سجاجيد)، ومحمد عبدالله رفيع(4 سجاجيد)، ومحمد عبدالله رفيع (4 سجاجيد)»؛ بينما مُنِحَت 12 سجادة لـ محمد سعيد أبو الفرج زاده الزمزمي (6 سجاجيد)، و محمد إبراهيم شمس الدين محمد المكي الفاسي الشاذلي (6 سجاجيد).
مصاريف المسقى الخيري
تم استخدام المسقى الخيري المصري في حجات متعددة أبرزها سنة 1321 هجري الموافق لعام 1904 م، وحجة سنة 1325 الموافقة لعام 1908 م.
ويذكر إبراهيم باشا تفاصيل مصروفات المسقى الخيري في حجتي 1904 و 1908 وكان فيها اهتمام بأدق التفاصيل لدرجة أنه دفع من جيبه، ويعقب على ذلك بقوله «لقد كان في هذا المسقى الخيري والبقسماط إنقاذ كثيرين من عوادي الجوع، ومخالب العطش الذي كثيرًا ما أودى بحياة أناس لم يقصدوا بسفرهم إلا وجه اللّه و ابتغاء مرضاته».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال