تاريخ المكياج .. رحلة الجمال منذ الفراعنة وحتى عصرنا الحالي
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
مستحضرات التجميل والمكياجات أصبحت من أساسيات حياتنا في الوقت الحالي فمن منا لا يستخدم هذه المستحضرات إناثاً وذكوراً؟! يقول الفيلسوف الروماني بلوتوس: ”المرأة بلا مكياج كالطعام بلا ملح“
كانت الحضارات القديمة تستخدم المكياج—استخداماً ليس مألوفاً جداً في أيامنا هذه—في الطقوس الدينية بالإضافة لاستخدامها لزيادة الجمال وأحياناً لتعزيز الصحة.
إن استخدام مستحضرات التجميل عبر التاريخ يمكن أن يكون مؤشراً على الاهتمامات العملية للحضارات مثل استخدام واقيات الشمس وفي بعض الحضارات كان استخدام المستحضرات التجميلية دليل على وجود نظام طبقي فيها. وسنستعرض الآن لمحة تاريخية عن استخدام مستحضرات التجميل بدءاً من عام 10000 قبل الميلاد عند المصريين القدماء وحتى القرن العشرين.
– رجوعا حتى 10000 قبل الميلاد:
استخدم الرجال والنساء في مصر القديمة الزيوت المعطرة والمراهم لتنظيف الجلد وتليينه ولإزالة الروائح الكريهة عن الجسم، كانت مستحضرات التجميل جزء لا يتجزأ من ثقافة الصحة العامة عند المصريين القدماء، حيث كانوا يستخدمون الزيوت والكريمات للوقاية من أشعة الشمس الحارقة في بلادهم ولحماية الجلد من الرياح الجافة أيضاً.
المر والزعتر والمردقوش والبابونج والخزامى والزنبق والنعناع وإكليل الجبل والصبار وزيت الزيتون وزيت السمسم وزيت اللوز، تلك المواد كانت هي الأساسية التي استخدمها المصرييون القدماء في الطقوس والمناسبات الدينية.
– حقبة 4000 قبل الميلاد:
استخدمت نساء مصر القديمة الغالينا لعيونهن التي كانت مصنوعة من النحاس وخام الرصاص، كما استخدمن الملكيت وهي عجينة خضراء زاهية اللون مصنوعة من النحاس لتلوين وجوههن وتجميلها.
كما قاموا بمزج كل من اللوز المحروق والرصاص المؤكسد وخامات النحاس بألوان مختلفة، والرماد وخامات الرصاص لصنع الكحل، حيث كن يزيين به أعينهن على شكل لوزة، وكانت النساء تضعن مستحضرات التجميل الخاصة بهن في صناديق خاصة للمكياجات يضعونها تحت كراسيهن.
– فترة 3000 قبل الميلاد:
بدء الصينيون القدماء بتلوين أظافرهم باستخدام الصمغ العربي وشمع العسل والبيض والجلاتين، وكانت الألوان لها دلالات على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، فمثلا في عهد عائلة ”تشو“ الملكية كان أفراد العائلة يلونون بالذهبي والفضي ولاحقاً أصبحوا يلونوهم بالأسود والأحمر، وكان ممنوعاً على الطبقات الدنيا في المجتمع تلوين أظافرهم بألوان زاهية.
أما عند الأغريق فكانت نساؤهن يستخدمن الرصاص الأبيض للرسم على وجوههن، كما كن يستعملن التوت المطحون لتلوين الشفاه، كما استخدمن الحواجب الاصطناعية التي كانت تصنع غالباً من شعر الثيران، وكانت تلك الحواجب لها شعبية واسعة في ذلك الوقت.
– حقبة 1500 قبل الميلاد:
كان الصينيون واليابانيون يستعملون بودرة الأرز لتلوين وجوههم باللون الأبيض، وكانوا يحلقون حواجبهم ويصبغون أسنانهم باللون الذهبي أو الأسود، كما استخدموا الحنة ليصبغوا شعرهم.
– حقبة 1000 قبل الميلاد:
كان اليونانيون يقومون بتبييض بشرتهم باستخدام الطباشير أو بودرة الرصاص، كما قاموا بصنع أحمر شفاه خام مستخدمين مزيج الطين الأحمر والذي كان يحوي الحديد الأحمر بنسب كبيرة.
– العام 100 ميلادي:
في روما كانوا يضعون دقيق الشعير والزبدة على البثور بغرض إخفائها وعلاجها، وكانوا يستخدمون دم الأغنام ودهنها كطلاء للأظافر بالإضافة لذلك كانت حمامات الطين ذات شعبية كبيرة هناك، كما قام الرجال بصبغ شعرهم باللون الأشقر.
– منذ عام 300 حتى عام 400 ميلادي:
استخدم الهنود الحنة (الحناء) لصبغ شعرهم والتزيين في حفلات زفافهم حيث يرسمون أشكال وتصاميم معقدة بطريقة فنية جميلة على أيديهم وأرجلهم، كما تستخدم الحنة في بعض الثقافات في شمال أفريقيا.
– العام 1200 ميلادي:
تمت أول عملية لتصدير العطور من الشرق الأوسط إلى أوروبا نتيجة الحروب الصليبية.
– العام 1300 ميلادي:
كان صبغ الشعر باللون الأحمر ذو شعبية كبيرة في إنكلترا، كما كانت نساء المجتمع آنذاك يضعن بياض البيض على الوجه لإضفاء لون شاحب، ولكن بعض من مستحضرات التجميل في ذاك الوقت كانت تشكل خطراً على الصحة بسبب التداول والاستخدام غير السليم لها.
– منذ العام 1400 حتى العام 1500 ميلادي:
في أوروبا، كان استخدام مستحضرات التجميل حكراً على الطبقة الأرستقراطية، وكانت فرنسا وإيطاليا تعتبران المراكز الرئيسية لصناعة مستحضرات التجميل، حيث كان يستخدم الزرنيخ في بعض الأحيان بدلاً من الرصاص في صناعة بودرة الوجه.
بدأت فكرة صناعة العطور المعقدة في فرنسا، التي اعتمدت على المواد الطبيعية وبعض العمليات الكيميائية للمزج بين الروائح المختلفة وصناعة عطر جميل الرائحة.
– منذ العام 1500 حتى العام 1600 ميلادي:
كانت المرأة الأوروبية آنذاك مهووسة بتفتيح بشرتها، فكانت تستخدم الكثير من المكونات لتبدو بشرتها أكثر بياضاً كبودرة الرصاص الأبيض، وكانت الملكة إليزابيث الأولى (ملكة إنكلترا) من أكثر المستخدمين للرصاص الأبيض والتي خلقت طلة سميت بـ”قناع الشباب“ كما ارتفعت شعبية الشعر الأشقر كثيرا في ذلك العصر.
– العام 1800 ميلادي:
أصبح أكسيد الزنك المادة الأساسية المستخدمة في صناعة بودرة الوجه بدلاً من خليط الرصاص والنحاس القاتل، ولاحقاً تم استخدام الأسفيداج الذي كان مسؤولاً عن حوادث تسمم كثيرة حيث كان يؤدي لشلل العضلات و أحيانا للموت.
– العام 1900 ميلادي:
في العصر الإدواردي زاد الضغط على النساء ليبدون أكثر شباباً، وكان استخدام مستحضرات التجميل في البيت لا يفي بالغرض ولهذا السبب ازدادت شعبية الصالونات التجميلية، لكن العديد من النساء كن يرفضن الاعتراف أنهن بحاجة لمساعدة الصالونات ليبدون أكثر جمالا فكن يتسللن إليها من أبواب خلفية أو أبواب سرية.
أما في عصرنا الحالي فهناك آلاف مستحضرات التجميل المستخدمة في كافة مجالات التجميل وللجنسين، وأصبحت هناك مراكز تجميل متخصصة.
ستبقى مستحضرات التجميل في تطور دائم وذلك لأن كل شخص فينا يريد أن يزيد من جماله ويبقي على شبابه.
الكاتب
-
طاهرة توفيق
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال