تاريخ زينب الكفراوي “مناضلة تغيرت حياتها بسبب الشفخانة والبرتقالة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت تاريخ زينب الكفراوي غائبًا عن أجواء فيلم بورسعيد بطريقة غير مفهومة، فالفيلم الذي خَلَّد بطولة شعب بورسعيد في العدوان الثلاثي تناسى تمامًا دور المرأة الفدائية وحصره فقط في دور حميدة صاحبة القهوة «أمينة رزق».
عندما بدأ إنصاف تاريخ زينب الكفراوي فنيًا جاءت مسيرتها كملهمة لبطلة رواية ليلة القبض على فاطمة التي تحولت إلى فيلم من بطولة فاتن حمامة ومسلسل لـ فردوس عبدالحميد، لكن تفاصيل بطولات زينب الكفراوي لم تُكْشَف للجيل الجديد إلا في أواخر أيامها.
زينب الكفراوي .. بنت أبوها
المناضلة زينب الكفراوي من مواليد بورسعيد عام 1939 م، لكن وعيها الوطني بدأ يتشكل في ظروف سياسية ووطنية مصرية خاصة، حيث نجحت في اجتياز التدريب العسكري داخل معسكر الحرس العسكري البورسعيدي بالتزامن مع دراستها داخل معهد للمعلمات ببورسعيد.
بيئة زينب الكفراوي الأسرية داخل بورسعيد ساهمت في توهج روحها الوطنية عن طريق أبيها الصول في قسم شرطة العرب إذ اعتبر أن الطريق إلى الفدائيين في مدن القناة المشتعلة يبدأ من معسكر الحرس الوطني.
كذلك فإن أبيه الصول رشحها لـ كمال الصياد نقيب قسم شرطة العرب ورئيس 10 مجاميع فدائية، وتولت الكفراوي قيادة المجموعة النسائية الفدائية التي تضم «ليلى النجار، سلوى الحسيني، زينب أبو زيد، أفكار العوادلي».
موقف الشفخانة التي غير حياتها
في بدايتها على طريق النضال الوطني حدث موقف مع زينب الكفراوي أثر فيها وولد بداخلها كرهًا أكثر للإنجليز، بالقرب من شفخانة (مستشفى بيطري لخيل الحكومة) بالقرب من منطقة السواحل وحاليًا هو مسجد عبدالوهاب قوطة.
حكت زينب الكفراوي عن الموقف قائلةً «عقب كل غارة من غارات العدو كنا نهرع إلى شوارع المدينة لإنقاذ ما يمكن إنقاذهم من المصابين فى موقع الأحداث وعمل الإسعافات الطبية الأولية لهم لحين نقلهم إلى المستشفيات المختلفة، كذلك كنا نقوم بتكفين ودفن الشهداء الذين توفاهم الله ولن أنسى مشهدا أصابنا جميعاً بالصدمة عندما وجدنا بين الشهداء رجلاً يبدو أنه كان يصطحب طفله الصغير الذى لم يتجاوز عامين أثناء الغارة واستشهد الأب وبقى الطفل على قيد الحياة، ووجدنا الطفل جالساً بجوار جثة أبيه ممسكاً ببرتقالة في يده يحاول أن يناولها له فى فمه ويداعبه ظناً منه أن أباه نائم».
مهمات نفذتها المناضلة زينب الكفراوي
ساهمت زينب الكفراوي خلال عام 1956 في أهم عمليات المقاومة الشعبية ببورسعيد، لكن بقي دورها في السلاح هو الأهم لأنها العنصر النسائي الوحيد الذي يعرف استخدام السلاح جيدًا، وفي هذا تقول «عرفت أن السلاح له رنة مثل رنة النحاس، فكنت أَلُفّه وأخبئه في سندرة النحاس بمنزلنا» وساهم هذا السلاح في تنفيذ عمليات منها مهاجمة للإنجليز في مباني الجمرك، ومدارس بورسعيد والمعسكر الرئيسي للدبابات البريطانية ومباغتة كمائن الإنجليزي في مناطق حي الإفرنج وحي العرب ووسط المدينة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال