حقيقة أشهر قصة شيعية في تاريخ عمر بن الخطاب “تورط فيها بعض من أهل السنة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تتوافر بكثرة قصص الصحابة الذين كانوا ضد الإسلام ثم صاروا حماة له، لكن تاريخ عمر بن الخطاب هو المميز فهو أحب العُمرين في الدعوة النبوية الشهيرة وأسلم بعد صفعه لأخته ثم تلاوته لسورة طه وبسببه خرج المسلمون إلى الصلاة علانيةً.
اقرأ أيضًا
حقيقة قصة عمر بن الخطاب في الهجرة “مناهج الدراسة تخدعنا أحيانًا”
صنع الإسلام تاريخ عمر بن الخطاب وصيغ بقصصٍ كثيرة لكن حكايته مع طفلته الرضيعة أخذت حيزًا من الاهتمام على الألسن فقيل أنه دفنها خلال الجاهلية كتطبيق لعُرْف الوأد وتمسكت بلحيته ومع ذلك دفنها ثم بكى نادمًا، فهل هذه الحكاية صحيحة ؟
حقيقة تاريخ عمر بن الخطاب في وأد ابنته
تزوج عمر بن الخطاب من زينب بنت مظعون فولدت له بنتًا واحدة هي السيدة حفصة أم المؤمنين رضي الله وكان يكنى بها قبل ظهور الإسلام بخمس سنين ودليل ذلك ما ذكره بن كثير في كتاب البداية والنهاية حيث قال«الواقدي وابن الكلبي وغيرهما قالوا أن عمر تزوج في الجاهلية من زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون، فولدت له: عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة رضي الله عنهم».
يؤخذ من ذلك أن عمر بن الخطاب لم يقم بوأد ابنته حفصة رضي الله عنها، وكان ميلاد السيدة حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها -وهي أكبر بناته، والتي أصبحت لاحقًا زوجة الرسول- قبل البعثة بخمس سنين، فإذا كان لم يئد أكبر بناته وأول أولاده؛ فذلك أدل على امتناعه أن يئد الأصغر منها، كما أنه لم يرد إلينا شيءٌ من أخبارها ولم تُذكَر في أبنائه مطلقًا.
اقرأ أيضًا
قصة وصية الرسول التي منع عمر بن الخطاب أن يكتبها أحد
شيء آخر وهو أن عمر بن الخطاب ينتمي إلى بني عدي، الذين لم يعرف فيهم وأد البنات؛ ودليل ذلك أخته فاطمة التي تزوجت سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه ابن عم عمر بن الخطاب، وكانت هي وزوجها سببًا في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإعزاز الإسلام به.
ومن حيث القرآن فإن دار الإفتاء ذكرت رواية عند البزار عن عمر بن الخطاب نفسه جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي وَأَدْتُ بَنَاتٍ لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: «أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رَقَبَةً». قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي صَاحِبُ إِبِلٍ؟ قَالَ: «فَانْحَرْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بَدَنَةً» فرواية عمر بن الخطاب لفعل قيس بن عاصمٍ دليلٌ على بطلان الوأد المنسوب إلى تاريخه.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال