“تاريخ كتيبة بنت النيل العسكرية” كيف ردت درية شفيق على اعتراض الرجال ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جاءت كتيبة بنت النيل التي أسستها الناشطة النسوية درية شفيق لتغير شكل الحراك النسائي في مصر الذي أرسته هدى شعراوى بالاتحاد النسائي.
اقرأ أيضًا
فيمنستات في الضل .. كافحن من أجل المرأة ولا تعرفهم السوشيال ميديا
كانت الحركة النسائية في مصر قبل سبتمبر سنة 1951 م تهتم بجوانب التعليم والبحث عن حقوق المرأة، لكن جاءت كتيبة بنت النيل لتشارك في العمل الفدائي ضد الإنجليز عقب إلغاء معاهدة 1936 م.
كيف بدأ تاريخ كتيبة بنت النيل ؟
كان هدف كتيبة بنت النيل أن تتشكل عناصر نسائية لحمل السلاح والانضمام إلى مناطق القتال في القناة، وكانت الأجواء حينها لا تشجع على قيام المرأة في العمل الفدائي، خاصةً وأن القانون يحظر على المرأة حمل السلاح.
الهجوم على كتيبة بنت النيل
أثار ظهور كتيبة بنت النيل جدلاً حينها بين اعتراض على الفكرة نفسها وهي أن تقوم المرأة بدور المقاتلة، وبعضهم رفض الفكرة من الأساس، وكانت الحملة على اتحاد بنت النيل مرتبة صحفيًا بحيث تنشر بعض الصحف في فترات قريبة نقدًا صارخًا للفكرة.
بعد 3 أشهر من تشكيل الكتيبة كتبت درية شفيق في عدد 12 ديسمبر سنة 1951 م على جريدة المصري مقالاً للرد على الانتقادات وبدأته بطرح نظرتها لفكرة النقد فقالت «كل شيء في الحياة يخضع للنقد ولكن النقد البريء يلزم أن يذكر صاحبه الحسنة بجانب السيئة التي يتوهمها وإلا كان نقدًا مغرضًا تدفع إليه الخصوصيت وما أصغر النقد إن جاء بدافع خاص».
تكلمت درية شفيق عن الدافع إلى إنشاء كتائب بنت النيل فذكرت للناس أن المرأة المصرية تطلب بالمساواة المطلقة في جميع ميادين الحياة وأن هذه المطالبة تستوجب منها أداء الالتزامات كاملة وليس هناك في ظروف مصر سنة 1951 واجب أكبر وأعظم من الدفاع عن الوطن وبذل النفس والدم في سبيله.
وقالت درية شفيق في ذلك «يجب أن لا يحول بين المرأة وبين شرف الجهاد حين يطالبها الوطن بأداء الواجب أي حائل من الحوائل، لذلك يجب أن تستعد لحمل السلاح ولا يحمل السلاح بغير إعداد، فإذا جندت المرأة نفسها مضت متحفزة لدعوة المسئولين للذود عن البلاد حتى تكتب بدمها صفحة كبقية صفحاتها ناصعة البياض».
عنصر الاستلهام الذي أوحي إلى درية شفيق بتأليف تلك الكتائب هي أحداث الحرب العالمية الثانية وقالت في ذلك «خرت بلاد أوروبية صاغرة عند أقدام هتلر، ووقفت بلاد وقفة البلاء والإباء وهذه البلاد وقفت وانتصرت حين انتظم في صفوف رجالها المحاربات من النساء وعلى أكتافهن السلاح وما علينا إلا أن نأخذ العبرة من الحقائق، لا أن نجري وراء سراب من كلمات فارغة تنشر هنا أو هناك، تلك قصة كتائب بنت التيل وهي قصة كريمة ما أجدرها بالتشجيع».
بدأت كتيبة بنت النيل الفدائية في سبتمبر سنة 1951 وضمت 200 امرأة أشرف على تدريبهن مجموعة من الضباط في معسكر العباسية، إلا أن رفض أسر الفتيات حال دون سفرهن للقتال فقررت درية شفيق تدريبهن على الإسعافات الأولية مع ضمهن إلى حملة التبرعات.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال