همتك نعدل الكفة
837   مشاهدة  

تاريخ ليلة الإسراء والمعراج .. تفكيك علمي للاشتباك بين المدرسة السلفية والأزهرية

ليلة الإسراء والمعراج
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



بين كل عام وآخر تدور جدلية تاريخ ليلة الإسراء والمعراج بين علماء الأزهر والسلفيين، فعلماء الوهابية اعتبروا أن الاحتفال بليلة 27 رجب بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج شكل من أشكال البدعة.

محمد حسان وجه المدرسة السلفية العابسة العابثة

محمد حسان
محمد حسان

أبرز السلفيين الذين تكلموا حول تاريخ ليلة الإسراء والمعراج كان محمد حسان حيث قال في محاضرة له “التحديد للإسراء بيوم وشهر ضرب من المجازفة والتخمين، ولا دليل عليه من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، وربما يسمع الآن كثير من آبائي هذا الكلام ويعجب ويقول: كيف وقد احتفلنا السنوات الماضية بالإسراء ليلة السابع والعشرين؟! أقول: لو احتفل المصطفى وأصحابه والتابعون من بعد الأصحاب بذكرى الإسراء ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في كل عام لعلم ذلك لنا ولنقل إلينا بالتواتر، فلما لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والأتباع من بعدهم بذكرى الإسراء، وجب علينا أن يسعنا ما وسع هؤلاء الكرام”.

ردود الأزهر على المدرسة السلفية حول تاريخ ليلة الإسراء والمعراج

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

يؤكد الأزهر الشريف أن المشهور المعتمد من أقوال العلماء هو أن تاريخ ليلة الإسراء يوم 27 رجب ذكره كثير من الأئمة مثل الحافظ ابن الجوزي في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، والإمام أبو حامد الغزالي الشافعي في كتاب إحياء علوم الدين حيث قال: “وليلة سبعٍ وعشرين منه -أي: من شهر رجب-، وهي ليلة المعراج”.

اقرأ أيضًا
هل قصة المعراج في الإسلام مأخوذة من كتب الديانة الزرادشتية “الأفيستا وأردا ويراف نامه”

أما الإمام الحافظ أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كتاب الوفا بتعريف فضائل المصطفى استعرض حكى الخلاف في زمن المعراج، ثم قال “قلت: وقد كان في ليلة سبعٍ وعشرين من رجب”.

إقرأ أيضا
وليمة الموتى
دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

لم تغفل دار الإفتاء المصرية اختلاف العلماء حول تحديد تاريخ ليلة الإسراء والمعراج وقد قالت حول هذا الخلاف “إنهم (العلماء) جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه؛ قال العلَّامة الزُّرقاني في شرح المواهب اللدنية “وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإن ذلك مما يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ، الزاهد العابد، صاحب “العمدة” و”الكمال” وغير ذلك”
أما الشيخ محمد أبو زهرة في كتاب خاتم النبيين “وقد وجدنا الناس قَبِلُوا ذلك التاريخ أو تَلَقَّوْهُ بالقبول، وما يتلقاه الناس بالقبول ليس لنا أن نردَّه، بل نقبله، ولكن من غير قطعٍ ومن غير جزمٍ ويقين”.
واستقر رأي علماء الأزهر الشريف على أن قيام المسلمين بالاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، بشتَّى أنواع الطاعات والقربات، هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بهذا الحدث العظيم بشتى وسائل الفرح المباحة فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.

الكاتب

  • تاريخ ليلة الإسراء والمعراج منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان