تاريخ منزل Home Alone الحقيقي “أصحابه تضرروا منه وتحسروا عليه”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تربع منزل Home Alone على عرش أشهر مواقع التصوير في أفلام التسعينيات، واكتسب شهرةً من شهرة فيلم وحدي في المنزل الفيلم الأشهر عن الكريسماس.
فيلم Home Alone يغير شكل أفلام الكريسماس
فتح بيتر أوتول المجال لأفلام عيد الميلاد من خلال فيلم الأسد في الشتاء سنة 1968 م الذي تناول الاضطرابات السياسية والشخصية بين العائلة المالكة لهنري الثاني ملك إنجلترا وزوجته إليانور من آكيتاين وأطفالهم وضيوفهم.
اقرأ أيضًا
ليلة رأس السنة زمان “مصر من 50 عام بين الكباريهات وانتظار أم كلثوم مع بيتر أوتول”
منذ ذلك التاريخ صارت أفلام الكريسماس تتناول الجوانب التاريخية مع عيد الميلاد مثل الحرب العالمية الثانية، إلى أن جاء عام 1990 م وصدر فيلم وحدي في المنزل ليغير تيمة الأفلام ويجعلها كوميديةً، ويتحول منذ ذلك التاريخ إلى أيقونة أفلام عيد الميلاد بلا منازع.
جاءت فكرة فيلم وحدي المنزل من سؤالين طرحه المؤلف جون هيوز لنفسه وأجاب عليه عندما كان مسافرًا في أجازة حيث قال «كنت مسافرًا في إجازة وأعد قائمة بكل ما لم أرغب في نسيانه فكرت ، حسنًا ، من الأفضل ألا أنسى أطفالي، ثم فكرت ماذا لو تركت ابني البالغ من العمر 10 سنوات في المنزل؟ ماذا سوف يعمل ؟»؛ لتكون الإجابة عن السؤالين في 8 صفحات معالجة درامية للفيلم ثم كتب السيناريو له.
رحب المخرج كريس كولومبوس بسيناريو جون هيوز، لكنه أراد شكلاً معينًا للمنزل الذي سيتم التصوير فيه بمعايير معينة قال عنها «احتجنا إلى تصميم منزل يصلح من أجل الأعمال المثيرة ويكون جذابًا بصريًا ودافئًا، وفي نفس الوقت مهددًا، أردت أن أشعر بأن المنزل خالي من الزمان».
كيف تم اختيار منزل Home Alone للجزء الأول
كان لشركة الإنتاج كشافة يجرون بحثًا عن المنزل وبعد بحث تم العثور على منزل ملائم للفيلم ويقع عنوانه في 671 شارع لينكولن – بلدة وينتكا – في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية.
تأسس المنزل سنة 1920 وكان مبنيًا بنسق العمارة الجورجية وتأسس على مساحة نصف فدان واحتوى على خمس غرف نوم ، بما في ذلك جناح رئيسي من أربع غرف وثلاثة حمامات ونصف، إلى جانب مطبخ كبير ومرآب مزدوج.
اشترى جون أبيندشين المنزل في أواخر الثمانينيات وعاش فيه مع زوجته سينثيا وابنتهما لورا، ومع العام 1990 م اتصلت بهما شركة شركة فوكس للقرن الـ20 للإتفاق مع العائلة على التصوير داخل المنزل لمدة تتراوح من 4 إلى 5 أشهر.
تكفلت شركة الإنتاج بمصاريف صيانة البيت بعد انتهاء التصوير مع دفع قيمة إيجار التصوير، ولم يتم تعديل أي شيء في شكل المنزل باستثناء بناء منزل الشجرة وتم هدمه بعد فترة وجيزة من انتهاء التصوير، وكان شيئًا مؤلمًا بالنسبة إلى لورا نجلة صاحب المنزل حيث كان يبلغ سنها 6 سنوات في ذلك الوقت وكان تود الاحتفاظ به.
تكلمت لورين أبيندشين نجلة صاحب المنزل في برنامج This Morning عن كواليس التصوير وذكرت أن عائلة ماكاليستر (أسرة الطفل كيفن) صاروا جزءًا من عائلتها بطريقة ما أثناء التصوير.
مصير منزل Home Alone
حقق الجزء الأول والجزء الثاني من الفيلم نجاحًا سينمائيًا كبيرًا أثر على المنزل إيجابًا، حيث صار مزارًا لسكان ولاية وينتكا ثم سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
على مدار السنوات التالية صار المنزل مزارًا سياحيًا لأي زائر لها على الصعيد المدني أو حتى الدبلوماسي، فسفير اليابان زاره، وكل ذلك الصخب أزعج صاحب البيت لاحقًا فقرر إجراء تعديلات من داخل المنزل قبل أن يتم بيعه في عام 2012 مقابل 1.585 مليون دولار، وهو الشيء الذي أصاب لورين نجلة صاحب البيت بالحسرة.
مع النجاح الساحق للفيلم سنة 1990 م، قام جون هيوز في فبراير من العام 1991 بتوقيع عقد مع شركة الإنتاج لكتابة الجزء الثاني بعنوان تائه في نيويورك، وبدأ التصوير في ديسمبر عام 1991 م وتم طرح الفيلم في منتصف العام 1992 م.
اختلف الجزء الثاني عن الأول من حيث تعدد الأماكن بهدف الترويج السياحي للولايات المتحدة الأمريكية، وتم الإبقاء على منزل الجزء الأول، لكن تم إضافة منزل آخر لإجراء المقالب المعروفة بـ حملة الحيل لـ كيفن، حتى لا تقع تشابهات بين المقلب والآخر.
المنزل الذي كان في الجزء الثاني من فيلم Home Alone الجزء الثاني هو أحد البيوت القديمة التي تقع في نيويورك ويحمل عنوان 51 غرب شارع 95 في مناهاتن بولاية نيويورك وقد تأسس سنة 1892 م على يد المعماري مارتين فيردون، ومكون من 3 طوابق وبدروم وشُيَّد على طراز براونستون المنتمي لعصر النهضة، ولا زال موجودًا حتى الآن.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال