همتك نعدل الكفة
71   مشاهدة  

إلى تامر أمين .. تعرف إيه عن التقدم؟!

تامر أمين


اليوم 13 أغسطس عام 2024 خرج علينا الإعلامي تامر أمين في برنامج أخر النهار على قناة النهار، يطرح علينا رؤيته الفذة في تطوير التعليم، ليتفاجئ الجميع أن تامر أمين يريد من وزارة التربية والتعليم إلغاء غالبية المواد الأدبية مثل التاريخ والفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع والجغرافيا، بحجة أن الطلاب لن يستفيدوا بها في سوق العمل والجدير به دراسة المواد العلمية من أجل التقدم.

خطبة عصماء لإلغاء المواد الأدبية

أمين قال في خطبته العصماء عبر الشاشة “كفاية تاريخ خليه يشوف مستقبله” والحقيقة أن فكرة تامر أمين عن التقدم فكرة قاصرة وللأسف هذا وصف مخفف لحقيقتها لاعتبارات الأدب واللباقة وآداب الحوار، فيا عزيزي تامر أمين خريج القسم الأدبي من الثانوية العامة كما قلت، الزمن لا يتغير على المواد الأدبية فالتاريخ يضاف إليه ولا يؤخذ منه، وحاضر ومستقبل الأمم مربوط بجغرافيتها وموقعها الإقليمي.

YouTube player

عزيزي تامر أمين، انظر حولك كم صراع تشهده الكرة الأرضية الآن ليس له أساس تاريخي، صراع الصين وأمريكا؟ أم صراع روسيا وأوكرانيا والمعسكر الغربي؟ أم القضية الفلسطينية؟ أو حتى مناوشات الهند وباكستان، أو الصراعات الإيرانية سواء إقليميًا أو خارجيًا؟ كل ما يحدث اليوم مرتبطًا بالأمس وبالمكان والإقليم بالتاريخ والجغرافيا يا عزيزي الإعلامي.

مهنتك نفسها مهنة قائمة في الأساس على المواد الأدبية، لم يبقى من تاريخ الإنسانية سوى الكتاب والمفكرين والعلماء والفنانين، فالتقدم يا عزيزي يحتاج لمن يصيغه، والإنجازات تحتاج لمن يرويها، والأدب والروايات والفن والسينما والمسرح يحتاج لدراسة الفلسفة والمنطق وعلوم النفس والاجتماع.

لماذا لا يتعلم تامر أمين من هولاكو؟

بلد بدون علوم أدبية هو بلد بالتأكيد سيفنى سريعًا فلم يقدر العلم وحده على صناعة حضارة، وإن كان لما بقيت قصص أجدادنا الفراعنة خالدة وموصولون بها، تلك القصص التي منها عرفنا إعجازهم العلمي، لا العكس، بدون مواد أدبية لا رواية ولا شعر وثقافة ولا مسرح ولا سينما ولا موسيقى ولا تاريخ وبالتالي لا مستقبل.

تامر أمين
تامر أمين

عزيزي تامر أمين دعوتك لإلغاء المناهج الأدبية بداعي التقدم، هو التأخر نفسه، مثلك مثل من طالب بحرق مؤلفات أرسطو وأفلاطون، مثلك مثل هولاكو نفسه الذي دمر مكتبة بغداد في محاولة لمحو علوم وحضارة معادية له وهي الحضارة الإسلامية، هولاكو نفسه كان يعرف أهمية الكتب والآداب لذلك أمر بتدمير المكتبة، هولاكو كان يعرف أهميتها للأمم وأنت لا تعرف!

أزمة تقييم لا أزمة تعليم

الحقيقة أن ما قولته يا عزيزي هو أحد الأدلة الدامغة على أن الأزمة لم تعد أزمة تعليم، بل أزمة تقييم ووزن للأمور ومعرفة القيمة الحقيقة للأشياء فالتقدم ليس ذكاء اصطناعي أو مصانع أو اكتشافات علمية، والتي بالمناسبة بعضها تم استلهامه من أعمال أدبية مثل الصعود إلى القمر الذي تحول إلى حقيقة بعد أن جاء كرواية لجول فيرن حملت اسم من الأرض إلى القمر، ورواية أخرى لـ هـ. ج. ويلز حملت عنوان أول رجل على سطح القمر.

إقرأ أيضا
التلفزيون في مصر

تامر أمين

دعني أسألك سؤال هل يمكن لطائر أن يطير بجناح واحد؟ الإجابة الطبيعية النفي، كذلك ما تطلبه أنت، لا تسير الدول أو تتقدم بالعلوم وحدها، ولا بالآداب وحدها، فكلاهما هما التقدم، والتطوير يا عزيزي ليس الإلغاء ولكن التطوير أن يتم تغيير نظام اختيار المواد ونظام التنسيق وكل النظام المعمول به ليس من 40 عامًا كما قلت ولكن من أكثر من هذا بكثير، فرحمة بنا أعد التفكير في أفكارك أنت وكل يظن مثلك أن الآداب لا مكان لها في المستقبل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان