تترات مسلسلات رمضان 2025: المداح اسطورة العهد … فرصة ذهبية ضائعة

عندما صدر الجزء الأول من مسلسل المداح في عام 2021؛ لم يكن في بال صناعه أنه سوف يحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا أغراهم بصناعة جزء ثاني وثالث للعمل حتى وصلنا إلى الجزء الخامس في رمضان 2025.

رغم اختلاف المعالجة الدرامية وانضمام أبطال جدد في كل جزء إلا أن تيمة المسلسل تظل ثابتة حيث تدور في فلك  شخصية “صابر المداح” وصراعه مع الشر سواء كان من الأنس أو الجن ومع ذلك فكل جزء كان له تتر منفصل عن الجزء الذي سبقه مما جعل المشاهد يفقد ارتباطه بالتتر خصوصًا أن تترات الأجزاء الخمسة كانت نسخ مكررة من بعضها سواء في أفكار الكلمات أو الأفكار الموسيقية، وضاعت الفرصة الذهبية أن يكون هناك تتر ثابت يربط الجمهور بالمسلسل مثلما حدث في مسلسل ليالي الحلمية ومسلسل الكبير أوي.

تتر البداية:

كلمات أحمد شكري حملت طابعًا روحانيًا وإيمانيًا قويًا، وهو نفس الطابع الذي يجسده بطل المسلسل “صابر المداح” في صراعه مع الشرور والمحن، وأن التحصن بالإيمان والتوكل على الله هو الوسيلة للحماية والنصر على الأعداء،الكلمات متماسكة مليئة بالصور الشعرية الجيدة وهي نفس الأفكار التي كانت تدور في فلكها تترات الأجزاء السابقة.

لحن جيد جدًا من الملحن مصطفى شكري على مقام الحجاز تماهى مع فكرة الكلمات الروحانية، بناء اللحن جيد اعتمد على فكرتين رئيسيتين لحمادة هلال وفكرة فرعية للمطربة نغم صالح التي ادت جزء الكورال، مما أعطى تنوعًا في موسيقيًا، توزيع دسم من الثنائي شيندي وخليل في قالب الإليكترو شعبي،بداية جيدة من جملة من البزق أعطت بعدًا روحيًا للتتر، مع اعتماد على قوة الإيقاع وتمازج جيد بين الناي والكولة مع صوت مميز من الكيبورد وديسترشن جيتار في الخلفية اعطى زخمًا جيدًا للهارموني، أداء متزن من حمادة هلال يعكس حفاظه على خامة صوته التي لم تطالها عوامل الزمن.

تتر النهاية:

كلمات أسامة حسن جاءت باللغة العربية الفصحى كعادة تترات النهاية في الأجزاء السابقة، وتكرار لنفس الأفكار التي كتبها أحمد شكري في تتر البداية بالتوكل على الله الحامي المعين من كل شر.

لحن احمد حداد في تتر النهاية يشترك مع تتر البداية في نفس المقام “الحجاز” اللحن حمل طابع الإنشاد الصوفي بتوع جيد في الأفكار ما بين حمادة هلال وبين الكورال مع ظهور لافت للمنشد أحمد العمري الذي أعطى قوة للتتر، توزيع ميدز جاء في قالب الروك وهو نفس القالب الذي كان عليه تتر النهاية في الجزء الثاني استخدام قوة الإيقاع وتفعيلاته مع الديسترشن جيتار، وومضات من الناي في الخلفية مع الكورال، أداء حمادة هلال جيد وإن عابه هو مخارج الألفاظ في نطق الفصحى في بعض المواضع.

الخلاصة :

إقرأ أيضا

أرشيف 95 عامًا من تخصيص إيرادات الفعاليات الفنية لصالح فلسطين والمتحدة تكمل المسيرة

رغم أن المسلسل أصبح له جمهوره الخاص الذي ينتظره كل موسم رمضان، إلا أن تعدد التترات في كل جزء أثر على بقائها في ذاكرة الجمهور، خصوصًا أن تكرار نفس الأفكار في الكلمات وفي الموسيقى ولا أعرف أن كان هناك جزء قادمًا من المسلسل أم لا لكن في النهاية فقد المسلسل فرصة ذهبية لصناعة تتر واحد ثابت يظل براق لامعًا مع كل جزء جديد.

 الإعلانات كقطعة فنية البنك الزراعي نموذجًا